موثقو إفريقيا يعاينون مغربية الصحراء

احتضنت الداخلة، أول أمس (الاثنين) وأمس (الثلاثاء)، أشغال الإعداد لمؤتمر الموثقين الأفارقة، الذي يفتتح، اليوم (الأربعاء)، بمراكش. مسؤولو هيآت المحررات الرسمية بأغلب دول الاتحاد الإفريقي للموثقين، عاينوا ما تم إنجازه بالصحراء المغربية، كما شاهدوا مجالات التنمية بهذا الجزء العزيز، من أقاليمنا الجنوبية. غابت الجزائر وتونس، بعد أن ضغطت الأولى بكل ما أوتيت من قوة لإحباط لقاء الداخلة، وقبلها تصدى الموثقون المغاربة لمحاولتها تمرير خريطة مبتورة للمملكة. هشام الصابري، رئيس المجلس الوطني للموثقين، في جلسة بوح حول المؤتمر المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة، ودسائس الجار المعادي، وحول مكانة موثقي المغرب إفريقيا وعالميا، وشراكاتهم، والاتفاقيات الإفريقية والدولية والرقمنة وغيرها من مجالات التعاون. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: المصطفى صفر اختار الاتحاد الإفريقي للموثقين، مراكش لعقد مؤتمره الثالث والثلاثين، كيف جاءت فكرة الإعداد للمؤتمر بالداخلة، وما هي الرسائل التي تحملها هذه المحطة التمهيدية لأشغال هذا الملتقى؟ > بالفعل، انطلاقا من اليوم (الأربعاء)، سيلتئم بمراكش، أزيد من 300 موثق وموثقة ينتمون إلى مختلف الدول الإفريقية، للمشاركة في الدورة 33 لمؤتمر التوثيق الإفريقي، بعد أن تم الإعداد لأشغال هذه الدورة بالداخلة، لؤلؤة الصحراء، لمدة يومين، واختير للمؤتمر شعار «التوثيق الرقمي»، كما تم استلهام القول الملكي السامي لنتحدث إفريقيا، أي « PARLONS.AFRIQUE ......» «، ولم نقتبس هذا القول السامي عبثا، بل تعبيرا عن العزم على السير وفق التوجه السديد لصاحب الجلالة نصره الله، حول لم لحمة التوثيق الأفريقية، وجعلها قوة قارية تحظى بالمكانة اللائقة بها، ولا أدل على ذلك، هو أن محطة الداخلة، لؤلؤة الصحراء، التي اختيرت مكانا للإعداد للمؤتمر، ستكون بداية لانطلاق الحملة الانتخابية لترؤس إفريقيا للاتحاد الدولي للتوثيق اللاتيني. بعد اتحاد المحامين العرب، في عهد الأمين العام الراحل النقيب عبد اللطيف بوعشرين، الذي سبق أن نظم لقاء للمحامين العرب بالعيون، تأتي مبادرة المجلس الوطني للموثقين بالداخلة لكن هذه المرة بمسؤولي هيآت التوثيق الأفارقة، ما هي دلالات هذه المبادرة؟ > دلالات هذه المبادرة متعددة، منها ما يدخل في صميم عمل ودور المجلس الوطني لموثقي المغرب، عبر ممارسة الدبلوماسية الموازية، للتعريف داخل القارة بمدن المملكة. وزيارة الموثقين الأفارقة للداخلة، هي بمثابة عقد يؤرخ ليوم تاريخي بالنسبة إلى المشاركين، إذ أنها مكنت من معاينة واقعية من قلب الصحراء بأعين مهنيي التوثيق المنتمين إلى أغلب الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي للتوثيق، وغيرهم، وهي من جهة أخرى، محضر رسمي يتعلق بمعاينة وإثبات حال، ينضاف إلى باقي وسائل الإثبات التاريخية من بيعة وقرار هيأة الأمم المتحدة والمسيرة الخضراء وتداعياتها التي تكللت، أخيرا، باعتراف الدول العظمى بمغربية الصحراء. فهذا المؤتمر سيحقق في الآن نفسه، مكاسب سياسية للقضية الوطنية، فمن حسم محضر الجمع العام للموثقين الأفارقة بالطوغو، في ماي الماضي، في مسألة الخريطة الكاملة، إلى الوقوف، اليوم بالداخلة لؤلؤة الصحراء، على حقيقة النزاع المفتعل، وعلى واقع السيادة المغربية على الأراضي الجنوبية للمملكة. كما لا يخرج اختيار الداخلة محطة للإعداد لأشغال المؤتمر، عن المساهمة في التنمية السياحية لأقاليمنا الجنوبية، ناهيك عن خلق تجربة جديدة داخل اللجنة الإفريقية باعتماد محطة الإعداد للمؤتمر بمدينة غير تلك التي تحتضن أشغاله. بعيدا عن إفريقيا، ماذا قدم المغرب للاتحاد الدولي للموثقين؟ وهل تشتغل آليات المجلس الوطني بالدينامية نفسها داخل هذه الهيأة العالمية؟ > على المستوى الدولي ساهمنا مجلسا وطنيا للموثقين، في إبراز دور وقوة التوثيق المغربي، فاعلا مؤثرا ومبادرا، وهذه الدينامية والتفرد للمبادرات المغربية هي التي دفعت اختيار التوثيق الألماني والإسباني، للتوثيق المغربي شريكا محوريا من أجل تبادل التجارب والخبرات، إضافة إلى ذلك، فإن مكانة التوثيق المغربي، الرائدة عالميا في مجال الرقمنة، هي التي كانت دافعا لمجموعة من غرف التوثيق الأوربي، لتأكيد حضورها في أشغال هذا المؤتمر نظير إسبانيا وألمانيا وفرنسا والبرتغال. < بعد المستجدات السياسية الأخيرة بخصوص ملف قضية الصحراء، والتي عادت فيها فرنسا إلى جادة الصواب، فإنه لن يفوتني بهذه المناسبة هنا أن أنوه بالموقف، كما لن يفوتني في الصدد نفسه أن أشير إلى أن المجلس الوطني لموثقي المغرب، وبالنظر إلى الظروف المستجدة، شرع فعليا في الإعداد لإعادة قنوات التعاون مع التوثيق الفرنسي، سيما أن فرنسا والمغرب، لهما تاريخ طويل من التعاون والشراكة في هذا المجال. الدبلوماسية الموازية للتعريف بقضية الصحراء مؤتمر مراكش للموثقين لبنة أخرى، ليست فقط لتعزيز علاقات الموثقين الأفارقة وتبادل خبراتهم، بل أصبح، وفق هذه المستجدات، يحمل فلسفة تمتح من دبلوماسية موازية لحسم الخلافات وتوحيد الرؤى، أليس كذلك؟ > نعتبر، من موقفنا مجلسا وطنيا للموثقين، أن الإعداد للمؤتمر بالداخلة ما هو إلا تفاعل عملي وواقعي حول دور التنظيمات الموازية داخل المجتمع المغربي، في التعريف بالقضية الأم لبلادنا، وأن تستقبل الداخلة اليوم 34 ممثلا لمهنة التوثيق بالدول الأفريقية، مشكلين من رؤساء غرف حاليين ورؤساء غرف سابقين ومستشارين عامين وسكرتارية لجنة الشؤون الأفريقية المنضوية تحت لواء الاتحاد الدولي للتوثيق اللاتيني، ليس بالنسبة إلينا إلا تحصيل حاصل، وإشهاد على الإيمان الراسخ لوحدة مدننا كانت في الشمال أو بأقصى الجنوب، فالدولة المغربية تبسط سيادتها على أراضيها وتجعلها فضاء لكل التظاهرات العلمية والمهنية والرياضية وغيرها، وضيوفنا مرحب بهم سواء من قبل المنظمين أو من قبل السكان وممثليهم بالمجالس المنتخبة، وهذه حجية أخرى، على مغربية الصحراء، لا تقوم فقط على الخطابات والشعارات، بل تؤسس على المعاينة الواقعية والزيارة الميدانية، التي من خلالهما يقف اليوم ممثلو الموثقين الأفارقة على خرافة جمهورية الوهم، ويلمسون مناحي التنمية التي يقودها ملك البلاد بهذا الجزء العزيز على المغاربة من أراضيهم المقدسة، فحب الأوطان من الإيمان، وليس من رأى وعاين كمن سمع. اعتماد خريطة المغرب كاملة في مؤتمرات الموثقين هل لكم أن تتحدثوا عن الوقائع التي سبقت اعتماد خريطة المملكة كاملة خلال الجمع العام الأخير المنعقد ماي الماضي في الطوغو؟ > فور توصلنا بالمنشورات الخاصة بالمؤتمر، لاحظنا أن المنظمين اعتمدوا خريطة خاطئة لبلادنا، وهو ما شكل ردة فعل سريعة وتلقائية، ليتقدم وفد الموثقين المغاربة الحاضرين، باعتراض على الخريطة التي لا تمثلنا كدولة ذات سيادة، والمطالبة بتصحيحها فورا من قبل المشرفين على تنظيم جامعة التوثيق المغربي، مع تقديم الاعتذار للوفد المغربي الذي مس في سيادته من خلال هذا السلوك، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه قبل انطلاق أشغال الجمع العام للموثقين الأفارقة بالطوغو، طالبت بصفتي رئيسا للوفد المغربي، بإدراج نقطة مستعجلة في جدول الأعمال تتعلق باعتماد خريطة المغرب كاملة في جميع التظاهرات الإفريقية للتوثيق، وهو ما تم، لتأتي بعده المصادقة على النقطة، وننهي هذا المشكل الذي تحركه أيادي العداء للوحدة الترابية المغربية في كل مناسبة، وتجعله أهم من مواضيع اللقاءات المهنية وتبادل الخبرات وغيرها مما يتاح في مثل هذه المناسبات. وهنا لابد من التنويه والإشادة بدبلوماسيي المملكة، بالنظر إلى حنكتهم ويقظتهم، إذ تلقينا مواكبة دقيقة في جميع المحطات في الدول الإفريقية. الجزائر ضغطت لإفشال جمع عام الداخلة امتنعت الجزائر، عن المشاركة، لكن هذه المرة جرت معها تونس، كيف تفسرون هذا الغياب المقصود؟ > هو غياب ليس فقط مقصودا، بل يمكنني أن أجزم بأن ممثل الجارة الشرقية، قام بكل الضغوط والمناورات الممكنة، من أجل عدم احتضان الداخلة لهذا الجمع العام، مستغلا في ذلك منصبه نائبا لرئيس الاتحاد الدولي للتوثيق اللاتيني، ولكن كما قال صاحب الجلالة في خطابه لنواب الأمة «ظهر الحق، والحق يعلو ولا يعلى عليه، والقضايا العادلة تنتصر دائما». بالنسبة إلى الجزائر نعرف موقفها المعادي، بل هي مفتعل قضية النزاع الوهمي، ماذا عن تونس؟ > التوثيق التونسي كان دائما غائبا في كل اللقاءات دون استثناء، ونحن أيضا لا نتشرف باستقبال أي دولة لا تربطها علاقة الوضوح، أو تمارس العداء بالوكالة، أو لا تساند موقف المغرب بخصوص سيادته على كامل أراضيه، فالمغاربة اليوم، كل من موقعه، أصبحوا يعتمدون منظار جلالة الملك في العلاقات الدولية، وهو المنظار الذي يؤطر رؤيتنا وعملنا وتبادل خبراتنا وشراكاتنا، والمؤسس من الخطاب الملكي الذي قال فيه جلاله « ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم... وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات «. منصات رقمية لكل الأفارقة السنغال، هي أول دولة إفريقية تستفيد من تبادل الخبرات مع الموثقين المغاربة، هل لكم التحدث عن هذا التبادل وإلى أين وصل؟ > فعلا الموثقون السنغاليون، كانوا من أولى تجارب التعاون وتبادل الخبرات، وحظينا بزيارة هذه الدولة الشقيقة، واشتغلنا مع ممثلي مهنييها، ما شكل موضوع اتفاقية شراكة، كللت بتوفيرنا لفائدة موثقي السنغال الأشقاء، منصة إلكترونية تحمل تسمية « tawtiksenegal» بأحدث تكنولوجيات البرمجيات الرقمية، على غرار تلك التي يستعملها الموثقون المغاربة. وفور الانتهاء من أشغال المؤتمر، سنشرع في إحدات منصات أخرى لفائدة كل الموثقين الأفارقة، الذين وقعوا أو من ستوقع غرفهم المهنية عقود شراكات مع المجلس الوطني للموثقين، فقط أود هنا أن أوضح أن كل منصة إلكترونية، تكون مستقلة عن الأخرى، وبرمجتها وتسييرها وتحديثها تبقى دائما تحت عهدة المجلس الوطني للموثقين بالمغرب.

موثقو إفريقيا يعاينون مغربية الصحراء

الصابري: الجزائر ضغطت بقوة لإبعاد المؤتمرين عن الداخلة والريادة بوأتنا الاعتراف الدولي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السجن في انتظار مستثمرين أجانب

بنايات عشوائية تطيح بعون سلطة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات