تكرر حوادث استعمال المسدسات لتصفية الحسابات بدل الواجب المهني "السلاح يطول"، مقولة شرقية مفادها أن استعمال السلاح في غير محله، يمكن أن تترتب عنه عواقب وخيمة، وهو ما حدث أخيرا، من قبل عدد من حاملي السلاح لمنتمين إلى الأجهزة الأمنية بمختلف تلاوينها، إذ عوض تسخير السلاح لخدمة الصالح العام وتحقيق الأمن لمواطنين، أضحى في الآونة الأخيرة يستعمل لتصفية حسابات معينة أو خلافات شخصية.جرائم القتل التي يرتكبها الأمنيون سواء في حق أنفسهم من خلال الانتحار، أو ضد الآخر تتطلب البحث عن دوافعها، خاصة أن الأمر لم يعد يشكل فقط حالات معزولة، تقع بين الفينة والأخرى، بل تكررت بشكل أصبح الأمر يدعو إلى القلق. ويرجع البعض ذلك إلى الضغط النفسي والإجهاد في العمل، ما يترتب عنه عدم التحكم وقد يؤدي إلى ارتكاب مثل تلك الجرائم، في حين يحمل مسؤولية تلك الجرائم للدولة، خاصة أن القضاء الفرنسي في مثل تلك الجرائم حمل المسؤولية للدولة. بل إن الأمر اتخذ منحى آخر بعدما رفعت مطالب من أجل أن تصدر المديرية العامة للامن الوطتي قرارا بمنع رجال الأمن من حمل أسلحتهم الوظيفية إلى خارج العمل، وفي منازلهم، حيث اعتبروا أن ذلك سيحد بشكل كبير من مثل هذه الحوادث المؤسفة، وحتى لا يتحول رجل الأمن إلى قنبلة موقوتة تنفجر في أي وقت. الصباح في ملفها الأسبوعي حاولت الوقوف على الجرائم التي ارتكبها أمنيون بسلاحهم الوظيفي، مع أخذ رأي فاعلين حقوقيين واجتماعيين لأجل تحليل الظاهرة ومقاربتها.كريمة مصلي