سكندر: الأدوية الجديدة تصل متأخرة

قال رامي سكندر، رئيس أسترازينيكا في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، إن سوق الأدوية بالمغرب يعتبر الأفضل في دول المنطقة برمتها، من خلال وفرة أغلب الأدوية، مبرزا أن أسعارها مناسبة. وأضاف سكندر في حوار مع "الصباح"، أن الحكومة المغربية تعاملت مع أزمة انتشار كورونا بشكل جيد، واعتبر المغرب أول دولة في المنطقة حصلت على كميات وافرة من اللقاحات المضادة للفيروس، بتعاون مع أسترازينيكا، مبرزا أن الشركة تملك أهدافا مهمة في المستقبل القريب، إلى غاية 2027، لتوفير أدوية جديدة بأسعار مناسبة. وأوضح سكندر أن أسترازينيكا افتتحت مقرا كبيرا وجديدا بالبيضاء، يعتبر "أخضر" ويحافظ على البيئة، بحكم أنها ستطور تعاونها مع وزارة الصحة ومؤسسة للا سلمى لعلاج السرطان ومؤسسة محمد السادس، إذ ستبدأ في إنتاج 14 دواء في وقت أسرع، وبأفضل الطرق العلمية في العالم. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: العقيد درغام كيف هي علاقة أسترازينيكا بوزارة الصحة المغربية؟ > لدينا علاقة وطيدة مع وزارة الصحة المغربية ونعمل بشكل مشترك منذ سنوات، إذ كانت فترة انتشار فيروس كورونا أفضل مثال على ذلك، بعدما كان المغرب أول بلد في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، قد استفاد من لقاح الشركة المطور ضد الفيروس، بكميات مهمة. وقعنا أخيرا اتفاقيات مع وزارة الصحة نسعى لتحقيقها على أرض الواقع في السنوات القليلة المقبلة. هل وقعتم اتفاقيات جديدة بعد كورونا؟ > نعم ونعمل على أخرى حاليا مع وزارة الصحة، ومؤسسة محمد السادس، ومؤسسة للا سلمى، إذ لدينا أدوية في مجالات كثيرة، موجهة لعدة مرضى، من بينهم مرضى السكري والربو والسرطان، بمختلف أنواعها، علما أننا نوفر أدوية لكل حالة معينة بعد دراسات وتحاليل تتكلف بها الشركة. هل تتخصصون في أدوية علاج السرطان؟ > لا نتخصص في أدوية علاج السرطان، لكن نعتبرها أولوية في برنامجنا، ولدينا أدوية كثيرة ومتطورة جدا لعلاج المرض، إذ أدخلناها للمغرب في الربع الأخير من 2023، وسنقوم بالمثل بالنسبة لأدوية جديدة مبتكرة ومتطورة جدا في السنوات المقبلة، بناء على المشروع الذي وضعناه. عن أي نوع من السرطانات تتحدث؟ > أتحدث عن كل أنواع السرطانات، من بينها سرطان الثدي الذي يعتبر الأكثر انتشارا بالمغرب، بناء على دراسات متعددة، ثم سرطان الرئة والبروستات. ولهذا السبب لدينا اتفاقية مع مؤسسة للا سلمى لعلاج السرطان، وهي طموحة ومبتكرة ومهمة جدا، وسيستفيد منها المرضى بشكل كبير وواضح مستقبلا. كيف تطورون هذه الأدوية؟ > لدينا خلية متخصصة في ذلك، تعمل بشكل علمي دقيق، بناء على تكنولوجيات متطورة جدا، يرأسها علماء وأطباء ودكاترة من الأفضل في العالم، يعملون في مناطق مختلفة، إذ يوفرون أفضل الأدوية لمحاربة هذا المرض وتوفيرها بشكل أسرع وأنجع للمرضى. لدينا شركاء بالمغرب يطلعون على طريقة عملنا، ومتحمسون للعمل معنا في الفترة المقبلة. تحدث لنا عن الاتفاقية... > المشروع يمكننا من تحمل تكاليف علاج المرضى، إذ أن أدوية السرطان الموجودة في السوق حاليا، لا يمكن لأي شخص أن يتناولها، وبالتالي علينا صناعة أدوية مخصصة لكل مريض معين، ولكل حالة بناء على نتائج تلك الفحوصات والتحاليل التي يقوم بها، والتي قلت سابقا إن الشركة تتكفل بها وبتكاليفها الباهظة. ولكي يعرف أن الدواء مخصص له أم لا، يجب على الشخص المريض أن يقوم ببعض التحاليل والكشوفات، وهي غالية الثمن كثيرا، وهذا يدخل في نطاق الاتفاقية التي وقعناها مع مؤسسة للا سلمى لعلاج مرضى السرطان، وأيضا نتاج تعاوننا مع وزارة الصحة المغربية. تكاليف الفخوصات هل تتكفلون بكل تكاليف هذه الفحوصات؟ > نعم، تماما، فأسترازينيكا هي التي تتكفل بتكاليف هذه التحاليل، لأنها باهظة الثمن ولا يمكن لأي مريض أن يقوم بها لوحده دون مساعدة. وهذه العملية، تدخل في إطار تعاوننا مع مؤسسة للا سلمى لمكافحة السرطان، والتي تقوم بدورها بعمل جبار وكبير لتوفير العناية للمرضى. عملنا بالمغرب جيد ومثمر كيف تقيمون نجاح هذه الاتفاقية؟ > هذا التعاون مهم جدا ومثمر، لأنه يضمن وصول الدواء الصحيح للمريض المحتاج، بناء على الفحوصات التي نقوم بها. لدينا تنسيق كبير بين وزارة الصحة ومؤسسة محمد السادس وللا سلمى في هذا الاتجاه. هل ترون أن عملكم بالمغرب مثمر أم تبحثون عن تطويره أكثر؟ > في السنتين الأخيرتين، وقعنا ست اتفاقيات ومذكرات تفاهم. وأعتبر هذا العدد كبيرا جدا ومهما، والأهم هو أن تنفذ هذه الاتفاقيات في الوقت المحدد. نرى أن ما وصلنا إليه حاليا مناسب وجيد. ممكن أن نطور عملنا في مجالات أخرى مستقبلا، إذا تمكنا من تنفيذ ما اتفقنا عليه، سيكون رائعا جدا. هل الغاية من هذه الاتفاقيات المريض المغربي؟ > نعم، الهدف الأهم هو الوصول للمرضى المغاربة بطريقة أفضل، من ناحية التغطية الصحية أو إنتاج الأدوية المناسبة، وبأسعار في المتناول، بالإضافة إلى توفير الدواء المناسب الذي يساعد المريض على العلاج والخروج من وضعيته الصعبة، وألا يتطور المرض في جسده. الأدوية بالمغرب متوفرة بكثرة كيف ترون سوق الأدوية بالمغرب من ناحية الوفرة والسعر؟ > من ناحية الوفرة فهو جيد جدا. لم نشعر يوما أن هناك أدوية ناقصة في السوق المغربية أو غير متاحة، مقارنة بباقي دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط. الدليل على ذلك، هو الوفرة التي كانت في السوق المغربية للقاحات كورونا، إذ نرى أن وزارة الصحة والحكومة المغربية عامة، قامت بعمل كبير وجبار في تلك الفترة، رغم صعوبة الظروف. هنا يبرز دور مشروعنا المستقبلي بالمغرب، إذ نسعى إلى إنتاج أكبر عدد من الأدوية في مجالات وأمراض مختلفة، بأسرع وقت ممكن وبجودة عالية. كيف نجحت الحكومة في كورونا؟ > عملت الحكومة المغربية آنذاك على توفير كل المستلزمات الطبية الضرورية لحماية مواطنيها، وأولها التوفر على اللقاحات الكافية لتصل إلى المواطنين في الوقت المناسب. المغرب كان الدولة الأولى التي تلقت لقاحات كورونا بوفرة، في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وللأمانة فإن الحكومة المغربية اشتغلت بجد في تلك الفترة وكانت من الحكومات النشطة. من ناحية الأسعار، كيف ترى وضعية السوق المغربية؟ > لا يمكنني أن أحكم على الأسعار، لكن يمكن القول إنها أرخص مقارنة بدول الجوار. لكن أرى أن المهم في هذا الموضوع هي الوفرة، إذ أن المرضى يولون أهمية أكبر لوفرة الأدوية، خاصة المتعلقة ببعض الأمراض الصعبة مثل السرطان بشتى أنواعه. هل ترون أن هناك ما يجب إصلاحه في هذا المجال؟ > أعتقد أن ما يمكن فعله هو العمل على إيصال الأدوية في الفترة المقبلة للسوق المغربية، بشكل أسرع. كيف ذلك؟ > بخصوص الوفرة فهي موجودة، لكن بخصوص الأدوية الجديدة، فإنها تأخذ وقتا أطول لدخول السوق المغربية، ويجب أن يتم ذلك أسرع بقليل، مقارنة بالدول الأخرى. هذا من بين أهم أهداف المشروع الجديد الذي نشتغل عليه، إذ يرتكز على إيصال الدواء بأسرع وقت للسوق المغربية، فور ظهوره عالميا. هل هذا يدخل في إطار إستراتيجية أسترازينيكا مستقبلا؟ > نعم وهذا ما سنقوم به بخصوص الأدوية التي سننتجها بالمغرب في السنوات القليلة المقبلة، إذ سيكون علينا واجب إيصال الأدوية الجديدة بأسرع وقت ممكن. مقر جديد لإستراتيجية أكبر تحدث لنا عن افتتاح مقر أسترازينيكا الجديد بالبيضاء ... > يوم مهم جدا، وحضره مسؤولون كبارا ودبلوماسيون، إذ غيرنا مقرنا السابق بآخر أكبر وأفضل. لماذا تم تغيير المقر؟ > تم اتخاذ قرار تغيير المقر بناء على تطور عملنا بالمغرب، إذ نتوفر حاليا على مقر يحافظ على البيئة وبه مميزات خاصة، ويساعدنا على الرفع من عدد الموظفين، بناء على ما ينتظرنا من تحديات مستقبلية، وبتعاون مع عدد من الشركاء، المحليين والأجانب، وأهمهم بطبيعة الحال وزارة الصحة المغربية. هل لتطور السوق المغربية دور في ذلك؟ > نعم بحكم أن سوق الأدوية بالمغرب تطور بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وكان لزاما علينا تغيير إستراتيجيتنا بخصوص ذلك، ناهيك عن رغبتنا في جعل فرعنا بالمغرب أكبر أهمية، إذ كانت لمقرنا الأول سعة تصل إلى 50 موظفا، فيما سيتضاعف العدد في المقر الجديد. المغرب بات مهما في محيطه الإقليمي والقاري، ورأينا أنه من المهم أن نكون حاضرين بقوة في المملكة، بما أنها توفر كل ظروف العمل الجيد والاستثمار، وتعتبر مثالا في المنطقة. هل سيسمح لكم ذلك باتباع سياسة جديدة في السوق المغربية؟ > نعم بطبيعة الحال، وسيساعدنا على نهج سياسة أكثر قوة وحضورا في السنوات الثلاث المقبلة، لأن لدينا أهدافا أكبر نرغب في الوصول إليها، وبدأنا الاشتغال عليها. ما هو هدفكم بالضبط ؟ > هدفنا هو الوصول إلى ترويج 14 دواء بالمغرب في السنوات القليلة المقبلة، بين 2023 و2027. المهم هو أن هاته الأدوية ستكون جديدة وحصرية، إذ سيمكن ذلك المغاربة من نيل الدواء بمجرد صدوره في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا كان من أسباب اختيار مقر أكبر وأفضل من الأول. وفرنا كل الظروف للوصول لأهدافنا ونسعى لتحقيقها في الوقت المناسب. كم كنتم تنتجون من الأدوية بالمغرب سابقا؟ > كنا ننتج دواءين أو ثلاثة في الفترة السابقة، وكان عملنا بالمغرب قويا، لكن اليوم قررنا التطور أكثر، والانتقال إلى إنتاج 14 دواء في السنوات القليلة المقبلة. ماذا يمثل هذا المقر الجديد بالنسبة إلى مسؤولي أسترازينيكا؟ > يمثل هذا المكتب الجديد التزام أسترازينيكا المتواصل بالاستثمار في السوق المغربي. على مدار 25 عاما الماضية، حققنا إنجازات كبيرة في قطاع الرعاية الصحية، ونتطلع إلى تعزيز شراكاتنا لتحسين ذلك، وأن يظهر ذلك جليا على المرضى المغاربة، لأنهم هم المستهدفون الأوائل من هذا المشروع، وأن وصول الدواء إليهم في الوقت المناسب سيعني أننا وصلنا لأهدافنا وحققنا ما نسعى إليه. في سطور: الاسم الكامل: رامي سكندر جنسيته: مصرية رئيس أسترازينيكا في شمال إفريقيا والشرق الأوسط مدير عام سابق لأسترازينيكا بشمال إفريقيا مكلف بالتسويق سابقا بإفريقيا والشرق الأوسط مكلف بلقاحات كورونا بالمنطقة أكثر من 30 سنة في صناعة الأدوية والصيدلة

سكندر: الأدوية الجديدة تصل متأخرة

رئيس أسترازينيكا في شمال إفريقيا والشرق الأوسط قال إن الأسعار جيدة مقارنة بدول المنطقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اختراق حسابات بنكية لمؤمنين

التحقيق مع ضابط حول حادثة مميتة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات