الجمهور المغربي فاكهة المدرجات

عندما أسند إلى أوزبكستان تنظيم بطولة كأس العالم داخل القاعة في أبريل 2023، اعتقد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أن حماس وسجل هذه الدولة الحافلة بالإنجازات الرياضية يجعلانها مؤهلة لاستضافة بطولة عالمية من قيمة المونديال، سيما أنها تتوفر على كل التجهيزات والبنيات التحتية الرياضية التي تليق بمستوى حدث كروي بارز، وتسمح لها باستقطاب جماهير غفيرة. ورغم أن أوزبكستان تستضيف المونديال لأول مرة في آسيا الوسطى، والرابعة في آسيا ككل، إلا أن الاهتمام بالحدث ظل خافتا خلال مباريات دور المجموعات، وتجلى ذلك في غياب مظاهر الاحتفال، وقلة عدد الجماهير التي تتابع المباريات، باستثناء التي تكون طرفا فيها منتخبات أوزبكستان وطاجيكستان والمغرب. غياب منتخبات عالمية يشارك في مونديال أوزبكستان 24 منتخبا، ضمنها أربعة تحضر لأول مرة، وهي منتخبات أفغانستان، وفرنسا ونيوزيلندا وطاجيكستان، ومثلها من آسيا الوسطى، لأول مرة في تاريخ بطولة كأس العالم داخل القاعة، ويتعلق الأمر، بإيران وأوزبكستان، البلد المستضيف، وطاجيكستان وأفغانستان. ولأن المونديال يقام كل أربع سنوات، ويعرف مشاركة جميع المنتخبات القوية، فإن هذه النسخة اتسمت بغياب منتخبات لها صيت واسع في هذه اللعبة، من أبرزها منتخب روسيا، الذي منع من التأهل إلى النهائيات من قبل الاتحاد الأوربي لكرة القدم، جراء غزوها أوكرانيا، والمنتخب الياباني، بطل كأس آسيا، الذي فشل في التأهل عقب إقصائه من مرحلة المجموعات المتعلقة بالمنافسات الآسيوية، لأول مرة في تاريخه، إضافة إلى منتخب مصر، الذي يغيب أيضا، بعدما خسر مباراة تحديد المركز الثالث في بطولة كأس أمم إفريقيا، التي نظمت في المغرب في أبريل الماضي. في المقابل، سجلت نسخة أوزبكستان، عودة كرواتيا وهولندا إلى أجواء المونديال، بعد غياب 24 عاما، ثم منتخب ليبيا، الغائب عن المونديال منذ 2012 بتايلاند. مظاهر المونديال غائبة رغم أن أوزبكستان تنظم كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة لأول مرة في تاريخ آسيا الوسطى، إلا أن هناك غياب أي مظاهر وملامح للبطولة بهذا البلد من قيمة المونديال، الذي يشرف عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". وعاينت "الصباح" غياب الملصقات والأعلام والحملات الترويجية والأنشطة المواكبة للحدث الرياضي، اللهم إذا استثنيا القليل منها في الساحة القريبة من القاعة المغطاة هومو أرينا، المحاطة برجال الأمن والمنظمين، لا غير، كما أن الإقبال الجماهيري لا يوازي حجم وقيمة كأس العالم، باستثناء مباريات على رؤوس الأصابع. وأرجع العديد من المهتمين، الذين يتابعون المونديال، أسباب العزوف الجماهيري، إلى قلة شعبية اللعبة في أوزبكستان، بغض النظر عن التجهيزات والبنيات التحتية الرياضية الرائعة، الموضوعة رهن إشارة المنتخبات المشاركة في النسخة العاشرة لكأس العالم. وربما أن كرة القدم داخل القاعة لا تحظى بالاهتمام البالغ في أوزبكستان، على غرار باقي الرياضات الفردية، المتألقة في الألعاب الأولمبية والمسابقات الآسيوية، رغم المجهودات الكبيرة التي بذلت في السنوات الأخيرة للارتقاء باللعبة أكثر في هذا البلد، كلها عوامل جعلت مظاهر الاحتفاء بالحدث المونديالي يقل أو بالأحرى يغيب، أسوة بالنسخة الماضية بليتوانيا 2021. عزوف الجمهور يمثل الحضور الجماهيري فاكهة أي بطولة عالمية أو قارية، بالنظر إلى دوره البارز في إنجاحها، من خلال الأجواء الحماسية التي يخلقها داخل المدرجات، على غرار ما يقع في مختلف البطولات الكبرى. لكن يبدو أن النسخة العاشرة لمونديال "فوتسال» مطابقة للسابقة التي استضافتها ليتوانيا في 2021، التي توج فيها منتخب البرتغال بطلا للعالم، إذ كلا النسختين عرفتا قلة عدد الجماهير، التي تتابع المباريات، سواء في طشقند، أو في أنديجان وبوخارى. وقال محمد الجامعي، مؤسس كرة القدم داخل القاعة بالمغرب، في تصريح ل"الصباح"، إن هناك مباريات جرت في مدرجات فارغة للأسف، رغم أنها تتعلق بمسابقة عالمية كبيرة، ويشرف عليها أكبر جهاز كروي على الإطلاق. واستغرب الجامعي قلة الإقبال الجماهيري وانعدام ملامح المونديال، من خلال تسجيل غياب شبه كلي للأعلام والملصقات في العاصمة طشقند، باستثناء بعض الفضاءات القريبة من القاعة المغطاة، ما يطرح علامات استفهام كبرى حول أسباب منح التنظيم لبلد تفتقد فيه كرة القدم داخل القاعة الشعبية، وتابع "فازت ليتوانيا بشرف تنظيم نسخة 2021، رغم أنها لم تشارك من قبل في أي نهائيات، كما تغيب عن هذه الدورة أيضا، والشي نفسه بالنسبة إلى منتخب أوزبكستان، الذي شارك في نسختي كولومبيا 2016 وليتوانيا 2021، لكنه غادر النسخة الحالية من دور المجموعات، بعد حصوله على نقطة واحدة فقط". الاستثناء المغربي صنعت الجماهير الطاجيكية والأوزبكية، ومعها المغربية الاستثناء في النسخة العاشرة لكأس العالم لكرة القدم داخل القاعة، بحضورها الكثيف لتشجيع منتخباتها، مقارنة بجماهير المنتخبات الأخرى. ويأتي الجمهور الأوزبكي في صدارة الأكثر متابعة لمباريات منتخبه، متبوعا بالمشجعين الطاجيكيين، الذين حضروا بأعداد وافرة، لمساندة منتخب بلدهم، بالنظر إلى قرب المسافة بين طاجيكستان وأوزبكتسان، فيما تحتل الجماهير المغربية المركز الثالث من حيث حضور مباريات المنتخب الوطني، علما أن عددها لا يتجاوز 100 مشجع أتى معظمهم من المغرب، خصوصا من القنيطرة والرباط والبيضاء. ورغم العدد القليل للجمهور المغربي، ممن تكبد عناء السفر، لتشجيع المنتخب الوطني، إلا أنه يخلق الحدث في جميع المباريات التي تابعها، بأجوائه الاحتفالية والحماسية داخل القاعة وخارجها، ليشكل بذلك الاستثناء. هل يتجاهل إنفانتينو المونديال؟ شكل غياب جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عن حفل افتتاح النسخة العاشرة لكأس العالم بأوزبكستان 2024، ومباراة أوزبكستان وهولندا، مفاجأة كبيرة بالنسبة إلى معظم متتبعي كرة القدم داخل القاعة، خصوصا أنه المعني بإنجاح هذه النسخة بالدرجة الأولى، قبل البلد المضيف. وتساءل عدد من المهتمين، ممن تحدثت إليهم "الصباح" عن أسباب غياب رئيس "فيفا" عن فعاليات مونديال القاعة، علما أنه وراء منح شرف تنظيم النسخة العاشرة لأوزبكستان، واعتبروا أن غيابه قد يقلل من نجاح كأس العالم، وربما قد يشكل ضربة موجعة للجهة المنظمة في حالم لم يحضر إنفانتينو حفل الاختتام والمباراة النهائية، التي ستحتضنها القاعة المغطاة هومو أرينا في سادس أكتوبر المقبل. إنجاز: عيسى الكامحي وتصوير: (أحمد جرفي وعبد الحق خليفة) (موفدو "الصباح" إلى أوزبكستان)

الجمهور المغربي فاكهة المدرجات

أوزبكستان كسبت تحدي التنظيم وأخفقت في جلب الأنصار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصيادلة يطالبون بالحق في الاستبدال

المخدرات تطيح بعون سلطة ببني ملال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات