عمليـات العبـور… “حـج وحاجـة”

توشك عملية "مرحبا" لموسم 2024 على نهايتها، فما هي إلا أيام قليلة لتكون هذه العملية قد وضعت نقطة خاتمتها في موسم حافل من مواسمها المتوالية التي عرفت عبور الآلاف من مغاربة دول الاتحاد الأوربي، خاصة، عبر معبر باب سبتة.. في الربورتاج التالي محاولة لرصد عبور المهاجرين المغاربة خلال رحلة العودة إلى مقرات إقامتهم، عبور تكتنفه الكثير من "محاولات التسلل" طمعا في الإفلات ببعض الممنوعات في الطريق نحو الوجهتين.. إنجاز: يوسف الجوهري (موفد الصباح إلى باب سبتة) / تصوير : (تطوان ميديا) انطلقت منذ الأسبوع الثاني من شهر غشت الجاري عملية العبور نحو الضفة الأخرى من المتوسط، في رحلة العودة لمغاربة العالم نحو بلدان الإقامة.. رحلة تحمل في تفاصيلها الكثير من الأحاسيس المختلطة والمتضاربة، بين رغبة في امتداد زمن لقاء الوطن والأهل والأحباب لأسابيع إضافية، وتذكر للقاء الصحبة والتجول في ربوع الوطن.. ووحده الأمل في العودة كلما سمحت الظروف وأتيحت الفرصة يجعل النفوس، نفوس أرباب أسر الجالية وأبنائهم، (يجعلها) تهدأ في انتظار الأيام أو الشهورالمقبلة، مكتفين بالعيش على ذكريات قضوها خلال العطلة الصيفية. إحصائيات مهمة يعتبر المعبر الحدودي باب سبتة من المنافذ التي تعرف توافد الكثير من مغاربة العالم لمناسبة عملية "مرحبا". وسيرا على العادة ذاتها فإن عدد العربات التي تمكنت من العبور خلال الفترة ما بين خامس يونيو الماضي و15 غشت الجاري وصل، حسب إفادة جهات رسمية، إلى 48603 سيارات، فيما بلغ عدد الأشخاص الذين دخلوا التراب الوطني خلال الفترة ذاتها 186078 فردا. ولأن عملية "مرحبا" تتضمن شقين يرتكزان على عملية الولوج إلى حظيرة الوطن ومغادرته، فإن عودة المهاجرين المغاربة الذين قضوا عطلتهم الصيفية خلال هذا الموسم في أحضان الوطن وبين الأهل والأصدقاء عرفت إلى غاية تاريخ 15 غشت الحالي، تسجيل عبور 19951 سيارة في رحلات مغادرة عبر باب سبتة، بعد أن قضت هذه السيارات أسابيع تجوب الكثير من المناطق والمدن المغربية. أما عدد المسافرين المغادرين لأرض الوطن خلال الفترة نفسها فوصل حسب المصادر ذاتها إلى 76538 فردا. إجراءات في الاتجاهين عرفت فترة انطلاق عملية "مرحبا 2024" التي تم استهلال فعالياتها في الأسبوع الأول من يونيو الماضي، تكريس الاهتمام من أجل تسهيل عملية ولوج مغاربة العالم بسلاسة ودون طول انتظار، ذلك أن عناء السفر والكيلومترات العديدة التي قطعها العابرون، إضافة إلى الاشتياق العارم لمعانقة الأهل، تكون في الغالب مستبدة بالنفوس التواقة إلى الوجود خلال هذه الفترة من كل صيف في ربوع الوطن، لذلك فإن عملية العودة تكرس تركيز الجهود من أجل تسريع وتيرة السفر في أفق عودة سالمة وميمونة لأبناء المغرب الذين دخلوا إليه في رحلات لتجديد التواصل مع أرض الوطن وصلة الرحم مع كل ركن فيه. وحسب ما وقفت عليه "الصباح" خلال زيارة معاينة لعملية العودة من معبر باب سبتة وعلى طول الطريق المؤدية إلى "الديوانة"، فإن العناصر العاملة في المعبر من مختلف المؤسسات الأمنية والجمركية ووحدات المساعدة تكثف مجهوداتها لضمان انسيابية في عملية المغادرة، دون أن يطول أمد إجراءات ختم الجوازات وكذا مدة تفتيش السيارات التي تتطلب خلال هذه الفترات مجهودات مضاعفة من قبل الأجهزة المسؤولة عن عمليات المراقبة. وفي هذا السياق أفادت مصادر مسؤولة من المعبر، أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات المغربية بهذه النقطة الحدودية تتجسد في "تخصيص الباحة التابعة لمنطقة الأنشطة الاقتصادية بالفنيدق، التي يجري تهييئها وإعدادها، لاستقبال العابرين انطلاقا من تاريخ 20 غشت الجاري". وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه "إذا اقتضت الضرورة فتح باحة الاستراحة بمنطقة الأنشطة الاقتصادية قبل هذا التاريخ، فإن السلطات لن تتوانى في ذلك"، سعيا إلى "تخفيف الضغط عن طرقات الفنيدق وكذا المعبر الحدودي باب سبتة، ومن أجل الرفع من القدرة الاستيعابية للسيارات الوافدة على هذه النقطة". ودأبت السلطات بتنسيق مع اللجنة المحلية التي تتألف من (الأمن الوطني والجمارك ومؤسسة الخامس للتضامن) على اتخاذ هذا القرار، خلال السنوات الأخيرة، من أجل التحكم في حركة السير والجولان بالفنيدق التي تعتبر أقرب نقطة إلى البوابة الحدودية بسبتة المحتلة. "قرقوبي" ومعسل وهواتف محمولة.. على غرار ما عرفته عملية ولوج المسافرين، بالتزامن مع انطلاق عملية مرحبا يونيو الماضي، من ضبط بعض "المتسللين" الذين يختارون هذه الفترة من عمليات العبور من أجل محاولة تهريب بعض الممنوعات أو بعض السلع والعملات غير المصرح بها، فإن عملية العبور في شقها المتعلق بعودة المهاجرين إلى مقرات إقامتهم، لم تخل بدورها من تسجيل تنفيذ بعض المحاولات، رغبة في الإفلات ببعض المواد غير القانونية. وبتزامن مع الزيارة التي قامت بها "الصباح" إلى باب سبتة، وقفت على عملية إحباط عناصر الجمارك العاملة بباب سبتة لمحاولة تهريب كمية من مادة المعسل الفاخر الذي يبلغ ثمن الكيلوغرام الواحد منه حوالي 1000 درهم. وقد وصلت الكمية التي تم استخراجها من خزان الوقود الخاص بإحدى السيارات التي كان سائقها يهم بالولوج إلى التراب الوطني إلى 50 كيلوغراما من معسل "الفاخر"، الملفوف في كيس تعبئة بلون أحمر قان. فعلى متن سيارة مرقمة بالخارج تمكنت عناصر الجمارك من الوصول إلى الكمية المذكورة من المعسل، وهي العملية التي لم يكن من السهل كشفها، ذلك أن مهرب المعسل الذي يعتبر أساس استعمال النرجيلة، لجأ إلى تخبئتها بعناية فائقة داخل خزان الوقود، الذي أعده خصيصا لوضع كمية المعسل به، طمعا في عدم وصول أيدي المفتشين إليها. وقبل هذه العملية كانت محاولات سابقة تم الوصول إلى كشف مستورها، بتاريخ 30 يوليوز الماضي، وعندما كانت عقارب الساعة تشير إلى منتصف الليل، تم إيقاف مغربية تحمل الجنسية الإسبانية، وتقيم في سبتة المحتلة. لم تشأ هذه المرأة أن يكون عبورها سلسا أو سليما، كما أكد مصدر مطلع لـ "الصباح"، وإنما اغتنمت هذه الفترة من العبور لتحمل في نطاقها كمية مهمة من الحبوب المدمرة لعقول وأجساد المدمنين عليها. فحسب تصريح لجمارك باب سبتة، فإن "هذه المرأة السبتية تَمَنْطَقتْ بحزام حملت في طياته 780 قرصا طبيا مهلوسا من نوع (ريفوتريل)، بعد أن كانت تسافر على متن سيارة من نوع (سيات ليون)". راودت الشكوك مفتشي الجمارك ليلجؤوا إلى إخضاع هذه المسافرة لتفتيش دقيق، تم هذا الأمر بالاستعانة بعنصر أنثوي من الجمارك، أخضعت المرأة السبتية لتفتيش جسدي لتقع يداها على كمية الأقراص ملفوفة حول حزامها، هي التي كانت تنوي الولوج بها إلى التراب الوطني. وقبل هذا الموعد، وبتاريخ 22 من يوليوز كذلك، وفي حدود الساعة الثالثة صباحا، تم الإيقاع بشخص مغربي مقيم بدوره بسبتة السليبة.. لم يتوسل بخدمات سيارة يدس في تجاويفها المواد المحظورة التي سعى لتهريبها، وإنما اكتفى بالسفر على متن دراجة نارية، حمل على متنها 133 هاتفا محمولا، لم يلجأ إلى تطبيق مسطرة التصريح بها. وبين العملية الثانية والأولى، كانت عناصر التفتيش على موعد مع اكتشاف المحظور في رحلات العبور، ذلك أنه بتاريخ 26 يوليوز كذلك، اختار أحد مغاربة المهجر الذي كان يسافر على متن سيارة من نوع (كرايسلر) مسجلة بمليلية المحتلة، رفقة زوجته واثنين من أبنائه القاصرين، أن يستغل وضعية السفر العائلية تلك، درءا للشبهة أو إثارة الانتباه، من أجل محاولة العبور بكمية من مخدر "الشيرا"، قالت مصادرنا إنها بلغت 26 كيلوغراما على شكل صفائح، عمل رب الأسرة على إخفائها داخل خزان وقود سيارته. وسيرا على المنوال نفسه، وقبل يومين من عملية المغربي المقيم بإسبانيا، أي بتاريخ 14 غشت كذلك، وفي الساعة التاسعة صباحا وضعت عناصر التفتيش أيديها على حوالي 800 قرص مهلوس نوع (ريفوتريل)، لم يكن صاحبها مسافرا، لا على متن سيارة ولا دراجة، وإنما اختار العبور بها راجلا، بعد أن أحاطها بحزامه، ذلك أن لكل مهرب طريقته من أجل تنفيذ محاولته غير المأمونة العواقب، شعارهم في ذلك (إما أن تصيب أو تخيب)، لكن يظهر أنه في هذه الحالات جميعا قد خابت نوايا المهربين من مقتنصي الفرص الطامحين، إلى مخالفة النظم والتلاعب بالقانون. وبتاريخ 10 غشت الجاري كانت سيارة من نوع (رونو ميغان) مسجلة بالمغرب، بالبيضاء، يقودها مغربي، من مواليد 1989، مقيم بفرنسا، أخضعت للتفتيش، فتم الوصول إلى أن سائقها يدس كمية من الشيرا في مكان خاص تحت العجلة الاحتياطية بهيكل السيارة، عند استخراجها تأكد للمفتشين أنها صفائح وزنها حوالي 23 كيلوغراما. والملاحظ أن عمليات مخالفة النُظم والقوانين المؤطرة لعمليات التصدير أو الاستيراد لا تقتصر فقط على المواد المحظورة، ذلك أن محاولات تهريب سلع أو مبالغ من العملات الصعبة دون التصريح بها، يكون كذلك موضوعا لعمليات حجز أثناء تفتيش العابرين. وفي هذا السياق تندرج العملية التي نفذتها عناصر الجمارك بتاريخ 16 غشت الجاري، إذ قادها التفتيش الذي نفذته في سيارة كان يسوقها شخص مغربي مقيم بالديار الإسبانية إلى العثور على مبلغ 41 ألفا و900 أورو، كانت مخبأة في بعض مقاعد السيارة، وبأماكن متفرقة من أركانها بعد أن اختار صاحبها مخالفة المساطر المعمول بها وعدم التصريح بقيمة المبلغ المحجوز لديه. وقبل السادس عشر من غشت أي بتاريخ 14 غشت، على الساعة الواحدة زوالا، كانت إحدى السيارات من نوع (أودي 4) المرقمة بفرنسا تعبر هذه النقطة الحدودية يسوقها مغربي مقيم بفرنسا تم العثور بحوزته على مبلغ 44 ألف أورو.

عمليـات العبـور… “حـج وحاجـة”

غشت شهر الذروة ومسافرون يقتنصون الفرصة لتهريب الممنوعات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عيد الشباب... انتصار الأمل

الحمراوي: اهتمام ملكي قوي بالشباب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات