باحثون يستعيدون جوانب من قصة الرحالة والمستكشف المغربي احتضنت دار الصانع بأزمور، أخيرا، ندوة دولية حول الرحالة والمستكشف المغربي، استيبانيكو الأزموري، ضمن المهرجان السنوي للمدينة. وتأتي الندوة الدولية المنظمة تحت شعار "مصطفى الأزموري: جسر ثقافي متوسطي وإرث إنساني" استمرارا لندوة فبراير من السنة الجارية والمنعقدة بجامعة نيويورك بأمريكا تحت عنوان "الملهم مصطفى الأزموري، أول مستكشف إفريقي في أمريكا الشمالية". واستهلت الجلسة العلمية الأولى بكلمة نسق أشغالها شعيب حليفي والذي أبرز فيها دور المعرفة في بناء التاريخ والذاكرة والهوية المغربية الممتدة على مساحة أكثر من خمسة عشر قرنا، وركز على أن دور الجامعة يتمثل في إعادة كتابة التاريخ وتجديده، كما اعتبر أن مصطفى الأزموري قدم عملا إنسانيا يعرف بصورة أفريقيا الحقيقية الممتدة في أوربا وأمريكا. كانت أولى مداخلات الجلسة العلمية للكاتب والدبلوماسي عبد القادر الجموسي بورقة موسومة بعنوان "رحلة الأزموري الأمريكية: النص، السياق والأثر". المداخلة الثانية قدمها الباحث محمد مفضل معنونة بـ"مراجعة للدراسات الأكاديمية حول استيبانيكو: بحث معرفي لشخصية استيبانيكو من حطام المركزية الأوربية والأمريكية". و جاءت المداخلة الثالثة للروائي عبد العزيز آيت بنصالح، وهي في شكل شهادة موسومة بعنوان "استيبانيكو الأزموري شخصية ملحمية في رواية الأفرو أمريكي". وقدم الشاعر عبد الرحيم الخصار في المداخلة الرابعة في ورقة عنونها بـ "لماذا تعقبت الأزموري في جزيرة البكاء الطويل" قراءة في رواية جزيرة البكاء الطويل التي يتعقب فيها مسار مصطفى الأزموري. في حين جاءت المداخلة الخامسة والأخيرة للباحث الأثري أبو القاسم الشبري، بعنوان "قراءة في مسار مصطفى الأزموري النكرة في تقرير رأس البقرة". واختتمت الجلسة العلمية الأولى بأسئلة المتدخلين ونقاشاتهم التي تمحورت حول شخصية الأزموري الغنية من جوانبها المتعددة، ودوره الفعال في إغناء التواصل بين القارات، وفي بناء جسر للعلاقات المغربية الأمريكية الأوربية. وأكد عبد السلام الإدريسي أن إرث استيبانيكو جسر ثقافي وأكاديمي، لأنه لعب دورا حاسما في رسم خريطة أمريكا الشمالية والجنوبية، وكان واحدا من الأفارقة الذين لعبوا دورا مهما في الترجمة والدبلوماسية، نظرا للمهارات التي كان يمتلكها، وخلص إلى أن هذه الشخصية المهمة يجب الاهتمام بدراستها بشكل صحيح لأنها تعزز فعالية الروابط الأكاديمية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وتعتبر جزءا مهما من تاريخ الاستكشاف الأمريكي المبكر. وعلى هامش الندوة تم عرض شريط: مصطفى الأزموري، مغربي في بلاد الزوني، من إعداد الكاتب والدبلوماسي عبد القادر الجموسي، وإخراج هشام الركراكي. أحمد سكاب (الجديدة)