دور العبادة ومساجد المدينة (2/2)

في رحاب المدينة مع "با حسن لعروس" 5 في كتابه "المدينة القديمة بالدار البيضاء.. ذاكرة وتراث" حرص الكاتب المخضرم حسن لعروس، على التأريخ لذاكرة فضاء خبر مجاهله طيلة عقود وارتبط به نفسيا ووجدانيا، ليوثق لنا في هذا الكتاب تاريخ البشر والحجر والأحداث والواقع والشخوص عبر سفر ممتد في ذاكرته الشخصية وما علق بها من مشاهد وصور. عبر هذه الحلقات تأخذكم "الصباح" في عالم "با حسن" وعشقه اللامتناهي لمجال لا تحصره الأسوار المحيطة به إنه "المدينة القديمة". عزيز المجدوب يوجد أيضا "جامع الشلوح" على الجانب الغربي للمدينة، واسمه غالبا ما يكون قد اشتق من مجموعة من الأمازيغ، كانوا يسكنون الحي وقد يكونون هم من بنوه أو شاركوا في بنائه فحمل اسمهم، فعادة السكان هو وضع الأسماء بمسمياتها مثال: "درب الجران" "بين الويدان حاليا" لوجود مستنقعات كانت مليئة بالضفادع يصدر عنها نقيق، أو درب الطيور ودرب الخروبة، ودرب القصب، ودرب العميين، ودرب السورالجديد وهكذا أما "الجامع الكبير" فقد شيد وسط زنقة سيدي فاتح، وقال عنه أحمد زياد، أن أحد المحسنين هو السيد محمد الذي غلب عليه اسم "الكبير"، وكانت له روح العصامية وكان في طليعة أغنياء المدينة، فشيد المسجد وأنفق عليه. ولم يخل دور المسجد الكبير من أنشطة مثل ما كانت عليه المسا جد الأخرى، ومنه خرجت أكبر مظاهرة عرفتها المدينة القديمة، بعد صلاة عصر يوم 16 غشت 1953 عقب قرار الإدارة الفرنسية بمحاولة خلع محمد الخامس عن عرش أجداده، خرج من هذا المسجد المئات من سكان المدينة القديمة تجوب الشوارع في حالة سخط وغليان، وكان يؤطرها زمرة من شباب المدينة القديمة يتقدمهم الشهداء. محمد الزرقطوني وأحمد الراشيدي، وأخواه محمد وعبدالرحمن، وأولاد لعسل، ومصطفى بارجو، وأولاد الحاج محماد، وأولاد البياض، والزبيديين والسرياتيين والمرحوم محمد ولد بريك المنادي، وأعداد غفيرة من سكان المدينة القديمة رجالا ونساء وشبابا، كانت نتيجة هذه المظاهرة سقوط عشرات الضحايا، إذ حضرتها من أولها إلى نهايتها وساهمت في حمل بعض المصابين من ساحة فرنسا الى داخل المدينة، وطاردني البوليس بأسلحتهم بين الدروب الضيقة فنجوت بأعجوبة من الموت. وهناك " جامع بين الجوامع" هو أصغر مساجد المدينة، وله صومعة قصيرة، لذلك سموه العامة "جامع الصمعا لمكرجا" وموقعه وراء الكنيسة الإسبانية وسمي بجامع بن الجوامع حيث شيد بين مسجدين هما، جامع ولد الحمرا وجامع الشلوح، فجاء الاسم "بين الجوامع" حسب رواية بعض الناس، أما الرواية الثانية ولربما هي الأصح، فقد قيل أن تلك المنطقة كانت تعج بالكتاتيب القرآنية هنا وهناك فبني المسجد بينها وسموه جامع بين الجوامع، وهذا شيء لا يعرفه إلا المقربون منه ما جعله يكون في آخر الترتيب بالنسبة للمساجد ألأخرى، وقد أخبرني صديق الدراسة الراحل بوبكر اجضاهيم أن جده الراحل محمد اجضاهيم هومن شيد مسجد السوق،وذلك ما ثبت فعلا في مؤلف "عبير الزهور" الجزءالأ ول (صحفة 142) للمؤرخ هاشم المعروفي.

دور العبادة ومساجد المدينة (2/2)

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السطو على عقارات جديدة بالبيضاء

حارسة الجثث (3/2)

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات