لاعبون بفريق الرجاء تمكنوا من كسب الرهان والتتويج بالباكلوريا لشق مسارهم بناء الإنسان قبل البنيان، حكمة لمن أراد تحقيق تنمية مستدامة وإبراز ذاته على جميع الأصعدة، وهي الحكمة التي عمل بها عدد من المواهب الرياضية، وكذا مسيرو عدد من الفرق بالبطولة الوطنية لكرة القدم، الذين قرروا اعتماد الجمع بين المسيرتين، الرياضية والدراسية، لما لذلك من إثر إيجابي يتمثل في صقل وتطوير المهارات وجعل اللاعب يعتمد التخطيط وتحديد الأهداف، ويستوعب مهارات التعامل مع الآخرين ومعنى الالتزام والقدرة على تحديد الأولويات، عوض مغادرة مقاعد الدراسة. تفاعلا مع مشروع "دراسة ورياضة"، الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية، اهتم عدد من الفرق بتحفيز جميع لاعبيها الشباب واليافعين على المشاركة في هذا البرنامج الطموح، باعتبار أن المزاوجة بين الرياضة والدراسة تعد مدخلا من مداخل الارتقاء بجودة منظومة التربية والتكوين ورافعة أساسية للتنمية البشرية لتأثيرها الإيجابي على سلوك وثقافة وصحة الفرد والمجتمع، وهي الإشارات التي التقطها فريق الرجاء الرياضي، الذي قرر عقد شراكة مع مؤسسة تعليمية خاصة، مالكها شاب اختار نقل التجربة إلى وسط الفرق الكروية، ما مكن من تتويج لاعبي النادي الأخضر بتحقيق التفوق الدراسي المنشود، حيث تمكن تلاميذ المستوى الثاني باكلوريا بالتعليم الثانوي من الظفر بشهادة الباكلوريا التي تعتبر مفتاحا لولوج آفاق أرحب على المستوى الأكاديمي. لاعبون متفوقون دراسيا في الوقت الذي يُفضل فيه الكثير من نجوم الساحرة المستديرة ترك مقاعد التحصيل الدراسي والتركيز على كرة القدم، استطاع لاعبون التوفيق بين الرياضة الأكثر شعبية في العالم والحصول على مؤهلات جامعية عالية المستوى، كما هو الحال لعدة لاعبين استشعروا أهمية المزاوجة بين الدراسة والرياضة، وهو ما تُرجم من خلال نسبة نجاح الفوج الأول من تلاميذ أكاديمية نادي الرجاء الرياضي المشاركين في امتحانات الباكلوريا، التي بلغت نسبة 95 في المائة، في انتظار ظهور نتائج الدورة الاستدراكية للاعبين اثنين لتتحقق نسبة 100 في المائة. واختتمت أكاديمية الرجاء الرياضي موسمها ضمن إطار مشروع "دراسة ورياضة"، الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية، والذي تم دمج من خلاله الرياضة بالدراسة، مما جعل فضاء الأكاديمية، يخصص جزءا من مرافقه مؤسسة تعليمية داخلية، تعزز التحصيل الدراسي موازيا للتكوين الرياضي، بكل طموح في إعداد لاعبين ذوي تكوين قوي، معرفيا وكرويا. وسبق لفريق الرجاء الرياضي أن وقع شراكة مع مؤسسة تعليمية خصوصية لضمان المواكبة الدراسية للاعبي الفئات السنية داخل أكاديمية الفريق، إضافة إلى مساعدة اللاعبين المنقطعين عن الدراسة، على الاستفادة من تعلم اللغات، موازاة مع مسارهم الكروي، في إطار برنامج دراسة ورياضة. لكل مجتهد نصيب ترسيخا لثقافة الاعتراف وتشجيعا على العطاء، اختارت أكاديمية نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم ومؤسسة جون جوريس للتربية و التعليم، تنظيم حفل خاص للاحتفاء بالتلاميذ والرياضيين الشباب، ضمن الفوج الأول للمتفوقين في امتحانات البكالوريا لموسم 2024/2023، في إطار التنزيل الفعلي للتوجيهات الملكية السامية بدعم الطاقات الشابة، و الانخراط الفعلي في ورش التأهيل الرياضي والدراسي. وتميز برنامج الحفل بمجموعة من الفقرات، من بينها تكريم ضيف الشرف بشير بوخرواعة مدير التكنولوجيا الحديثة بصندوق النقد الدولي، الذي تم منحه الكلمة لتوجيه رسالة إلى الأجيال الصاعدة، لتحقيق التميز الدراسي والمهني. وقال الحاج إبراهيم النعناعي، الرئيس المدير العام لمجموعة مدارس جون جوريس بالدروة، إن مشروع دراسة ورياضة يعتبر من المشاريع المهمة، التي ينبغي على جميع الفرق الكروية والنوادي الرياضية المختلفة، الانخراط فيها من أجل ضمان تعزيز التحصيل الدراسي الموازي للتكوين الرياضي، حتى يتسنى إعداد لاعبين ذوي تكوين قوي معرفيا وكرويا، خصوصا أن المغرب مقبل على تنظيم بطولات قارية وعالمية، من بينها "مونديال 2030". وأضاف النعناعي في تصريح لـ"الصباح"، أن تتويج المتفوقين، عربون عن أهمية المزج بين المسار الدراسي والرياضي، ومؤشر دال على نجاح برنامج دراسة و رياضة، الذي انخرطت فيه المؤسسة، التي يشرف عليها لإنجاح ورش تأهيل الكفاءات الرياضية للمستقبل، الذي تم تطبيقه بالاعتماد على طريقة تدريس المناهج التربوية، المبنية على أحدث وسائل التكنولوجيا تحاكي التجارب الغربية في التدريس. محمد بها