باب سبتة… حرب على المخدرات

مقتنصو الفرص يستغلون التوافد المكثف لتهريب الممنوعات وتسهيلات لولوج مغاربة المهجر خلال الأسبوع الأول من يونيو الجاري أعطيت الانطلاقة الرسمية لعملية "مرحبا 2024"، وهي العملية التي تخصص صيف كل عام لاستقبال مغاربة العالم ممن يهزهم الحنين إلى أرض الوطن لمعانقة الأهل والأحباب وقضاء العطلة الصيفية تحت سماء الوطن... في "الربورتاج" التالي محاولة لرصد أجواء العبور بباب سبتة مع ما حمله الموسم الجديد من إجراءات جمركية. إنجاز : يوسف الجوهري (موفد الصباح إلى باب سبتة) / تصوير (تطوان ميديا) على غرار باقي المنافذ الحدودية التي تعرف توافدا مهما للمهاجرين المغاربة، فإن باب سبتة بدوره يعرف توافدا كبيرا للمسافرين سواء من الوالجين أو المغادرين، ذلك أن السلطات المسؤولة من أمن وطني أو جمارك وغيرهما... تتجند للإشراف على هذه العملية التي تطلقها "مؤسسة محمد الخامس للتضامن"، غير أن رحلات العابرين لا تخلو من محاولات لتمرير بعض البضائع الممنوعة. مرت حوالي ثلاثة أسابيع على إطلاق عملية "مرحبا" لاستقبال المهاجرين القادمين من مختلف دول الاتحاد الأوربي، خاصة من دول: إسبانيا، إيطاليا، فرنسا، بلجيكا وهولندا... ممن يختارون الولوج إلى التراب الوطني عبر بوابة باب سبتة المحتلة، ذلك أن هذه العملية ترفع من أعداد الوافدين في وقت يسعى فيه بعض مقتنصي الفرص إلى استغلال هذه الفترة بالذات من أجل تنفيذ عمليات غير مشروعة، عبر تهريب كميات مختلفة من المخدرات، ممثلة في صفائح الشيرا التي يتم دسها داخل تجاويف وسائل النقل التي يتم السفر على مثنها، فيما يستغل البعض الآخر هذه العملية من أجل العبور ببعض الممنوعات التي تتمثل في بضائع غير مصرح بها، من قبيل الأجهزة الإلكترونية كالحواسيب، والهواتف ، واللوحات الإلكترونية، وحتى بعض أصناف "المعسل الفاخر". أما آخرون فيقومون بـ "تهريب مضاد" للمخدرات يتجسد في الأقراص الطبية المهلوسة التي يتم جلبها من بعض الدول الأوربية، والعمل على إخفائها في أماكن من وسائل النقل التي يتم السفر على متنها، طمعا في إدخالها إلى التراب الوطني، لما تدره من عائدات مالية كبيرة تغري بعض "ضعاف النفوس"، بخوض مغامرة اقتحام هذه العوالم التي تنتهي بمعظمهم إلى الإيقاف. استعدادات مكثفة قادتنا زيارة استطلاع ظروف عملية العبور «مرحبا 2024» إلى باب سبتة، وبعد أيام من عيد الأضحى كانت حركة المسافرين القادمين على متن بواخر تعرف بعض الانتعاش، ذلك أن تزامن العيد مع الأيام الأولى لإطلاق العملية ساهم في استقبال أعداد مهمة من المسافرين. وحسب ما أفاد به مصدر جمركي «الصباح» خلال زيارتها لباب سبتة، فإن «إدارة الجمارك عملت على تعزيز العناصر العاملة بهذه البوابة الحدودية بـ 15 عنصرا إضافيا، يعملون إلى جانب المراقبين والأعوان الذين يشتغلون بصفة دائمة بباب سبتة"، وهكذا فإن "ستة مفتشين من الجمارك انضموا إلى زملائهم بتزامن مع عملية مرحبا 2024، قصد تسهيل المراقبة وتسريعها". وفي هذا السياق تم تخصيص 7 ممرات يتم عبرها الولوج إلى أرض الوطن مفتوحة في وجه المسافرين القادمين إلى المغرب، ومن هذه الممرات يبقى واحد مخصص للحافلات وكذا الدراجات النارية. وعند مغادرة باب سبتة باتجاه الضفة الشمالية من المتوسط فإن المسافرين يجدون 6 ممرات، يبقى واحد منها رهن إشارة الحافلات والطوارئ. وبخصوص الإحصائيات المتعلقة بـ "مرحبا2024"، فإن المعطيات التي تهم الفترة، ما بين 5 و20 يونيو الجاري، تؤكد أن عدد المهاجرين الذين قدموا إلى أرض الوطن عبر باب سبتة، خلال هذه المرحلة وصل إلى 6443 مسافرا أما عدد السيارات عند الدخول فكان 5864 سيارة. وبالنسبة لعدد المسافرين الذين غادروا أرض الوطن صوب الوجهات الأوربية المختلفة خلال الفترة ذاتها فقد بلغ 5562 مسافرا، على متن 1977 سيارة. وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر جمركية، أن "إدارة الجمارك عززت عمل المراقبين بجهازي سكانير محمولين، يستغل أحدهما لتفتيش العربات الوالجة من الضفة الأخرى، فيما يعمل الثاني على تفتيش نظيرتها المغادرة للتراب الوطني"، كما يستغل مراقبو الجمارك "كاميرات حديثة ذات مجسات، بإمكانها فحص التجاويف والمخابئ التي يفترض أن تكون بعض الممنوعات مدسوسة داخلها". وأكدت المصادر الجمركية أن "عملية الفحص الدقيق والشامل تخضع لها بعض العربات المشكوك في أمرها، أو التي يرتاب المراقبون من حمولتها، حينذاك يجري استعمال الأجهزة الحديثة للبحث في تجاويف العربات التي قد تكون موضوع عملية تبليغ، أو التي يكون سائقها من أصحاب السوابق في اقتراف محاولات التهريب". دليل جمركي تحت شعار (مغاربة العالم سهلوا عبوركم)، أعدت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة دليلا جمركيا، موجها إلى المهاجرين المغاربة، بغية إعانتهم على ولوج سلس إلى التراب الوطني. الدليل الذي يمكن لأي مسافر تحميل نسخة منه، انطلاقا من البوابة الإلكترونية لإدارة الجمارك، يحتوي على تعليمات توضح النظام الخاص بالأمتعة الشخصية حسب الحالات، فعند الدخول لقضاء عطلة، ينص الدليل على شروط القبول المؤقت أو الإعفاء التام، مع ذكر شروط منح هذه الإعفاءات والتسهيلات. أما في حال العودة النهائية إلى أرض الوطن، فإن الدليل الجمركي يوضح الإعفاءات والتسهيلات الممنوحة لهذه الفئة من مغاربة العالم، والشروط المفروضة لمنحها. ولم يغفل الدليل الإشارة إلى (البضائع المحظورة، والبضائع الخاضعة لإجراءات خاصة)، كما ذكر الدليل شروط استيراد أدوية للاستعمال الشخصي والهيآت المخصصة لبعض الجهات وطريقة أداء الرسوم الجمركية. تسهيلات جديدة من الإجراءات الجديدة التي حملتها الدورية، الصادرة عن إدارة الجمارك الصادرة بتاريخ 30 ماي 2024، والموجهة إلى مغاربة العالم، التنصيص على التسهيلات الممنوحة لأصحاب السيارات. ومن ضمن هذه التسهيلات نجد أن "مدة المكوث الخاصة بالسيارات المستوردة في إطار القبول المؤقت"، إذ تم منح أصحابها "مهلة استفادة تصل إلى 6 أشهر إضافية، بالنسبة لبطاقة القبول المؤقت، التي تنتهي صلاحيتها ابتداء من فاتح دجنبر من كل سنة، وهي المهلة التي تتم الاستفادة منها دون غرامات ولا انقطاع للإقامة". وبالنسبة للقبول المؤقت للسيارات التي تستند على شهادة مؤقتة للتسجيل، فقد أصبح بالإمكان استيرادها مؤقتا، شرط أن تكون تلك الشهادة سارية المفعول وباسم المكتتب باسمه القبول المؤقت، وهي مدة صلاحية الشهادة المؤقتة للتسجيل. ولأنه في ما مضى كان تحويل القبول المؤقت للسيارة يخضع لشروط منها بلد واحد، أتت التسهيلات المذكورة بالجديد، المتمثل في "عدم إلزامية الإقامة في البلد نفسه"، وهي كلها إجراءات جديدة من شأنها تقديم خدمات تتماشى مع رغبات مغاربة العالم في الاستفادة من سياراتهم الخاصة داخل ربوع التراب الوطني. ممنوعات في تجاويف عربات منذ انطلاق عملية "مرحبا" للموسم 2024، لا يكاد يمر يوم دون أن يتم فيه ضبط كميات من الممنوعات التي يبذل العابرون بها محاولات حثيثة، رغبة في إخفائها عن أعين المراقبين من عناصر الجمارك أو الأمن الوطني. وهكذا عرف الأسبوعان الأولان من عملية العبور تسجيل 13 عملية حجز مهمة للممنوعات التي حاول أصحابها استغلال ظروف العودة أو المغادرة من أجل تنفيذها، لكن تضافر جهود المراقبين من جمارك وأمن وطني مكن من ضبطها. فخلال اليوم الأول من انطلاق «مرحبا 2024»، أي بتاريخ الخامس من يونيو الجاري، تمكنت عناصر الجمارك من حجز 5260 من الأقراص المهلوسة كانت مخبأة في سيارة تحمل ترقيما إسبانيا، ذلك أن المتورط في هذه العملية لجأ إلى إخفائها تحت لوحة قيادة السيارة وخلف جهاز الراديو الخاص بها، لكن أجهزة المراقبة مكنت من العثور عليها. ولم يكد يمر يوم واحد حتى وضعت عناصر الجمارك أيديها ، بتاريخ 6 يونيو الجاري، على كمية من المخدرات قدرتها مصادر "الصباح" بـ 12 كيلوغراما من الشيرا، خبأها سائق سيارة مغربي الأصل إسباني الجنسية على متن "أودي A4 “ طمعا في العبور بها صوب مقر إقامته بالديار الإسبانية. وليست المخدرات وحدها التي تغري بالتهريب، ذلك أن الأجهزة الإلكترونية المستعملة أو الجديدة تكون موضوعا لعمليات حجز كبرى خلال هذه المناسبة. وتمكنت عناصر الجمارك بتاريخ 11 يونيو من حجز 157 جهاز حاسوب محمول و 125 بطارية للحواسيب، كان أحد المهاجرين المغاربة يعتزم إدخالها إلى التراب الوطني دون التصريح بها لدى إدارة الجمارك. وحسب ما أفاد به مصدر جمركي "الصباح" حول عمليات الحجز، التي تم تنفيذها بباب سبتة، والتي لا تقتصر على المواد الممنوعة أو المهربة فقط، فإنه "بتاريخ 13 يونيو تم حجز مبلغ مهم من العملة الأوربية الموحدة بلغ 45 ألف أورو، حاول مواطن مغربي مقيم بهولندا إدخالها دون التصريح بها". وقبل ذلك وبتاريخ 11 يونيو كانت عناصر المراقبة على موعد مع ضبط كمية من "المعسل" ذكرت مصادر جمركية أن قيمتها وصلت إلى 150 كيلوغراما، وبعد حوالي أسبوع تم ضبط 255 كيلوغرام من المادة ذاتها. ولم تتوقف عمليات الحجز عند هذه الكميات، ذلك أن التفتيش الدقيق غالبا ما يقود إلى اكتشاف عمليات غير مشروعة يغامر بعض المسافرين للمرور بها، طمعا في "كسب أموال ملوثة". أسابيع من الاستعداد أطلقت مؤسسة محمد الخامس للتضامن النسخة الرابعة والعشرين من عملية "مرحبا" لاستقبال المغاربة المقيمين بالخارج. عملية كان الشروع في العمل بها ابتداء من 5 يونيو، ومن المنتظر أن تتواصل إلى غاية 15 من شتنبر المقبل. وتبعا لذلك، قامت المؤسسة بإطلاق عملية "مرحبا" بمختلف نقط الاستقبال داخل المغرب وخارجه، بكل من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، لمواكبة ومساعدة أفراد الجالية أثناء مرحلتي الوصول والعودة من وإلى المغرب، بموازاة مع باقي الترتيبات والتدابير المتخذة، من قبل الأطراف المتدخلة في تنفيذ العملية. وقامت المؤسسة بفتح أربعة وعشرين (24) فضاء للاستقبال (مرحبا)، يقدم من خلالها خدمات المساعدة الاجتماعية والرعاية الطبية. وداخل المغرب تم تشغيل 18 فضاء للاستقبال، بكل من موانئ طنجة المتوسط، طنجة المدينة، الحسيمة والناظور، وبمطارات البيضاء محمد الخامس والرباط سلا ووجدة أنجاد والناظور العروي وأكادير المسيرة وفاس سايس ومراكش المنارة طنجة ابن بطوطة، وبباحات الاستراحة طنجة المتوسط، والجبهة، وتازاغين، وسمير المضيق، وكذلك بمعابر باب سبتة وباب مليلية. أما خارج التراب الوطني، فتوجد مراكز الاستقبال (مرحبا) الستة على مستوى الموانئ الأوروبية: جنوة بإيطاليا، سيت ومارسيليا بفرنسا، وألميريا، والجزيرة الخضراء، وموتريل بإسبانيا. ويتم تعزيز الخدمات الإنسانية بتوفير مداومة يسهر عليها مكتب التنسيق المركزي الموجود، الذي يعمل تحت إشراف المؤسسة، حيث يقوم هذا المكتب بالمساعدة الهاتفية، كما يتتبع السير اليومي للعملية، ويتأكد من معالجة جميع الطلبات بشكل صحيح. وحسب بلاغ للمؤسسة، فإن خدمة الاتصال (مرحبا) التي خصصت لها عددا من الخطوط الهاتفية داخل المغرب وخارجه، تبقى متوفرة 7 أيام في الأسبوع، وعلى مدار 24 ساعة في اليوم طيلة مدة العملية.

باب سبتة… حرب على المخدرات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غنام يقصف "سماسرة الفن"

هاتف يطيح بمغتصب وقاتل إيفوارية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات