المنتخب… مكاسب وهفوات

استعاد فعاليته الهجومية وربح أسماء جديدة وغضبة زياش والنصيري وتشنجات الركراكي أبرز السلبيات استعاد المنتخب الوطني توهجه ولمعانه، بعد الفوز على نظيره منتخب الكونغو برازافيل، بستة أهداف لصفر، في المباراة، التي جمعتهما، الثلاثاء الماضي، بالملعب الكبير في أكادير، لحساب الجولة الرابعة من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026. وفرض الأسود أفضليتهم على مجريات مباراة الكونغو، بفضل الأداء المقنع للاعبين، على غرار أيوب الكعبي، الذي سجل "هاتريك"، وشادي رياض، الذي سجل أول هدف له في مباراة رسمية مع المنتخب الوطني، إضافة إلى بروز سفيان رحيمي، هدافا مرعبا بتسجيله الهدف السادس، في الوقت الذي بصم فيه الوافدون الجدد مثل إبراهيم دياز وإلياس بنصغير وإلياس أخوماش على أداء جيد، فضلا عن تألق أسامة العزوزي بشكل ملفت للانتباه خلال مباراة زامبيا، ليصبح ربحا كبيرا للأسود في وسط الميدان. وخرج المنتخب الوطني من مباراتي زامبيا والكونغو بالعديد من المكاسب، التي جعلته يستعيد نغمة الانتصارات، مقابل تسجيل بعض الهفوات، التي ينبغي تداركها في المباريات المقبلة، من أجل تحقيق التوازن الكافي. خطوة نحو التأهل خطا المنتخب الوطني خطوة هامة نحو التأهل إلى نهائيات كأس العالم، بفوزه على منتخبات تنزانيا وزامبيا والكونغو في الجولات الثانية والثالثة والرابعة من التصفيات الإفريقية، ليتصدر بذلك المجموعة الخامسة بتسع نقاط، متقدما على منتخب تنزانيا، الثاني بست نقاط، ثم زامبيا والنيجر بثلاث نقاط لكل منهما، فيما يقبع منتخب برازافيل في المركز الأخير بصفر نقطة. استعادة الفعالية الهجومية انتظر المنتخب الوطني الجولة الرابعة من تصفيات المونديال، ليستعيد فعاليته الهجومية بفوز كاسح على الكونغو برازافيل بستة أهداف لصفر، بعدما عانى عقما هجوميا واضحا خلال المباريات السابقة. ونجح المنتخب الوطني في فرض نظام لعب اعتمد فيه المدرب وليد الركراكي على الضغط العالي وخطة تكتيكية متنوعة، في إرباك المنافس وإرغامه على ارتكاب الأخطاء في منطقة العمليات. وما ساعد المنتخب الوطني على اكتساح منافسه، وانفجار خطه الهجومي، الفوارق الشاسعة في مستوى لاعبي المنتخبين، كما ظهر الأسود أكثر إصرارا على محو الصورة المتواضعة التي أبانوها خلال المباريات الماضية، سواء في وديتي أنغولا وموريتانيا في مارس الماضي، أو أمام زامبيا، التي ظهر فيها لاعبو المنتخب أقل نجاعة هجومية، قبل أن يستعيدوها أمام الكونغو نتيجة وأداء. أسماء ربحها الركراكي كسب عدد من اللاعبين الرهان أمام الكونغو، بعدما أثبتوا أحقيتهم في اللعب أساسيا في تشكيلة المنتخب الوطني في الاستحقاقات المقبلة، في مقدمتهم أيوب الكبعي، الذي فرض نفسه هدافا مرعبا بتسجيله "هاتريك"، ليهدد بذلك رسمية يوسف النصيري، الذي اعتاد اللعب أساسيا في معظم مباريات المنتخب، وشادي رياض، الذي كان خير خلف، وهو يعوض العميد رومان سايس في مباراة الكونغو، وأكثر من ذلك سجل في أول ظهور له مع المنتخب الوطني في مباراة رسمية، كما ترك سفيان رحيمي بصمته بمجرد دخوله أرضية الملعب، بتسجيله الهدف السادس، وأثبت بما لا يدع مجالا للشك أن حضوره أصبح أولوية بالمنتخب الوطني. ولم يقتصر التألق على هؤلاء فحسب، بل لمعت أسماء أولمبية واعدة أصبحت تهدد مراكز عدد من الأساسيين بالمنتخب الوطني، على غرار إلياس بنصغير، الذي يعد مكسبا للناخب الوطني في الجهة اليسرى، شأنه شأن إلياس أخوماش، الذي قد يستفيد من دقائق لعب أكثر مستقبلا، بعد المستوى الباهر، الذي قدمه أمام الكونغو. أما أسامة العزوزي، فبرز اسما جديدا في خط الوسط، بعد أدائه الجيد في مباراة زامبيا، الشيء الذي يضع المدرب الركراكي تحت الضغط، من أجل اختيار بينه وبين سفيان أمرابط. غضبة زياش والنصيري كشفت واقعة حكيم زياش ويوسف النصيري خلال مباراة المنتخب الوطني ونظيره الزامبي، لحساب الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة إلى المونديال، الوجه الخفي للعلاقة بين المدرب وليد الركراكي وبعض اللاعبين، الذين يعتبرهم من الدعامات الأساسية للمنتخب. وكثيرا ما أكد الركراكي في خرجاته الإعلامية أن المنتخب الوطني فوق الجميع، ولا مكان للعاطفة فيه، خاصة عندما يثار موضوع اختياراته لبعض اللاعبين، واستبعاده آخرين، كما كان الشأن في موضوع اللاعب سفيان رحيمي، وأن الجميع عليه أن يمتثل لقراراته وتوصياته. وأثبتت واقعة رفض اللاعبين الخروج في مباراة زامبيا، وقيامهما بردود أفعال غاضبة على قرار المدرب، أن اللاعبين يمتازان بوضع اعتباري عن باقي زملائهما في الفريق، الذين امتثلوا لقرارات المدرب في المباراة، في الوقت الذي أعطت انطباعا سيئا على اثنين من أحب لاعبي المنتخب إلى الجمهور، علما أنهما لم يعتذرا له أمام الملأ كما تابع الجميع ردة فعلهما على الملأ، وفوجئ الجميع بدخول زياش مرتديا شارة العمادة في المباراة الثانية أمام الكونغو. جدل "تكتيكي" تطرق الجمهور المغربي عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى الفوضى التكتيكية للمنتخب الوطني، خلال المباريات التي خاضها منذ عودته من مونديال قطر 2022، وتحديدا بعد المباراتين اللتين خاضهما في يونيو من السنة الماضية، أمام الرأس الأخضر وجنوب إفريقيا. وتظهر الفوضى التكتيكية بالمنتخب الوطني في الجولة الثانية على الخصوص، التي يفقد فيها الجميع بوصلته، الشيء الذي يثير الكثير من التساؤلات حول السبب الكامن وراء ذلك، في الوقت الذي تثير التغييرات التي يقوم بها الركراكي في التشكيلة في الكثير من الأحيان، وجود ارتباك كبير بين خطوط المنتخب، الهجومية والدفاعية. ومن بين أبرز الأسباب التي تساهم في الفوضى التكتيكية، إصرار الركراكي على اللعب بخطة 4 - 1 - 4 - 1، التي ألفها جميع المنافسين للمنتخب الوطني في جل المباريات، التي خاضها منذ مونديال قطر، في الوقت الذي دفع جميع المنافسين إلى إعداد خطط تكتيكية مضادة، معتمدين على سرعة مهاجميهم وبطء لاعبي دفاع المنتخب الوطني، وهو ما ظهر بشكل جلي في هدف المنتخب الزامبي في مرمى الحارس ياسين بونو. تشنجات الركراكي يصطدم الركراكي في ندواته الصحافية وخرجاته الإعلامية كثيرا مع الصحافيين، أثناء رده على أسئلتهم، ويسعى إلى استفزازهم من خلال الإجابة عن بعض أسئلتهم، وهذا أمر ليس جديدا عليه، إذ ألف الجميع تصرفاته منذ أن كان مدربا بالفتح الرياضي. ويعاني الركراكي ضعفا كبيرا في التواصل مع وسائل الإعلام الوطنية، في الوقت الذي لا يجد حرجا كبيرا في التواصل مع نظيرتها الأوربية، خاصة الفرنسية منها، وقتما يشاء وأين ما أراد، علما أن طريقة رده على الصحافيين المغاربة، لا تبعث على الارتياح، ويتم التعامل معها بسوء نية، رغم أن جل الزملاء يرغبون في الحصول على معلومات أو تذكيره بشيء ما، لأن الجميع يرغب في مصلحة المنتخب الوطني. وتظهر تشنجات الركراكي كثيرا عندما ينهزم أو لا يلعب بطريقة جيدة، أو يتلقى انتقادات على انتهاجه خطة تكتيكية معينة، الشيء الذي يتطلب منه الانتباه إليه أثناء تعامله مع وسائل الإعلام المغربية، كما أنه سريع الغضب خلال الأوقات الحرجة للمنتخب، ما يجب الانتباه إليه للحفاظ على تركيزه. عدم استقرار الأداء من السلبيات الأساسية التي تواجه المنتخب الوطني عدم استقرار المنتخب الوطني على أداء واحد، إذ كشفت جل المباريات التي خاضها، أن أداءه قابل للتغيير، وأنه من الصعب الحفاظ على الأداء نفسه طيلة المباراة. ويظهر المنتخب الوطني في بعض المباريات بشكل قوي، لكنه في مباريات أخرى يواجه مشاكل كثيرة، غالبا ما يكون سوء الأداء السبب الرئيسي في الهزيمة أو الفوز بصعوبة، علما أن مواجهة مثل مباراة الكونغو لا يمكن الاعتداد بها، بالنظر إلى المشاكل التي عاشها قبل المجيء إلى المغرب. ويعاني أداء المنتخب تراجع مستوى بعض اللاعبين، إذ أنه مرتبط إلى حد كبير بحالتهم الذهنية والبدنية، الشيء الذي يثير الكثير من المخاوف، في حال مواجهة منتخبات قوية، كما كان الشأن أمام جنوب إفريقيا في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بكوت ديفوار، عندما فاز على الأسود بسهولة وبهدفين لصفر. ولم يتابع الجمهور المغربي مستوى واحدا للمنتخب الوطني منذ مشاركته في مونديال قطر، وأداء مستقرا للعناصر الوطنية، رغم تمرسه الكبير على خطة 4 - 1 - 4 - 1، ولعبه بها جل المباريات، وهذا راجع إلى إصرار الركراكي على توجيه الدعوة لأسماء محددة، وإشراك لاعبين معينين في المباريات. إنجاز: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن

المنتخب… مكاسب وهفوات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شبكة بعيوي باقية في السجن

من الاقتناء إلى النحر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات