هوارة… العودة العسيرة

تجاوز ضائقة مالية وتسييرية وفرض نفسه في الشوط الثاني من البطولة حقق شباب هوارة لكرة القدم إنجازا كبيرا بصعوده إلى القسم الوطني هواة، بعد منافسة قوية مع فريقي سيدي بنور وقصبة تادلة، استمرت حتى آخر دورة من البطولة. ورغم البداية المتواضعة للفريق في النصف الأول من الموسم، الذي شهد العديد من المشاكل الإدارية والنتائج السلبية، بالإضافة إلى احتجاجات الجماهير، إلا أن الفريق استطاع ترتيب أوراقه وسط الموسم، بعد انتخاب مكتب جديد بطموحات شبابية، جلبت الأمل وأعادت الروح للفريق. واستطاع شباب هوارة تجاوز فترة الفراغ، ودخول السباق على بطاقة الصعود بقوة، إذ استغل تعثر منافسيه المباشرين في الجولة قبل الأخيرة، ما سمح للفريق باعتلاء الصدارة، مؤكدا جدارته وأحقيته بالفوز ببطاقة الصعود، وليستغل الفرصة أمام نجوم أوسرد بالداخلة، ويختتم الموسم بتحقيق حلم الصعود إلى القسم الوطني هواة، وسط فرحة كبيرة من جماهيره، التي دعمت الفريق في كل مراحل الموسم الصعبة. البحث عن الذات تأسس شباب هوارة لكرة القدم في 1963، ومنذ ذلك الحين، رفع الفريق شعار التحدي والسعي لإثبات نفسه بين كبار الأندية الوطنية، وخاض الفريق العديد من المحطات المهمة التي شكلت جزءا من تاريخه العريق والمليء بالطموحات، حيث تمكن في موسم 1972 /1973، من تحقيق إنجاز مهم بوصوله إلى نصف نهائي بطولة المغرب، حيث واجه نجم الشباب البيضاوي. واستمر الفريق في تحقيق النجاحات، حيث فاز ببطولة العصبة في موسم 1988 /1989، ما أهله للصعود إلى القسم الوطني الثاني، وخلال موسم 1992 /1993، واصل شباب هوارة تألقه بفوزه ببطولة القسم الشرفي على حساب أمل تزنيت، مما مكنه من الصعود مرة أخرى إلى القسم الوطني الثاني شطر الجنوب. ولم تكن مسيرة شباب هوارة خالية من التحديات، إذ عانى الفريق مشاكل إدارية ومالية، أدت إلى تراجعه ومغادرته القسم الثاني، والقسم الوطني هواة. ومع ذلك، ظل الفريق مصمما على العودة إلى مكانته الطبيعية بين الكبار. وفي المواسم الأخيرة، أظهر شباب هوارة عزيمة قوية على استعادة مجده السابق، وكان الفريق قريبا من تحقيق الصعود في المواسم الماضية، تحت قيادة المدربين محند إذ القاضي ومصطفى قندار، كما لعب ربع نهاية كأس العرش. ورغم احتجاجات الجماهير على الرئيس والمكتب المسير للفريق، تمكن من تحقيق الصعود هذا الموسم بعد منافسة شديدة مع فرق قوية، مثل سيدي بنور وقصبة تادلة. بداية على وقع الاحتجاجات مع انطلاق الموسم الرياضي الحالي، شهد نادي شباب هوارة موجة من الاحتجاجات العارمة من قبل جماهيره، التي طالبت بضرورة رحيل المكتب المسير للفريق برئاسة حميد البهجة، وأبدت استياءها الشديد من الأوضاع التي وصل إليها الفريق، محملة المسؤولية الكاملة لرئيس النادي. ورغم العديد من المحاولات لرأب الصدع بين الجماهير ورئيس الفريق، إلا أن صوت الاحتجاجات ظل عاليا، مطالبة برحيل المكتب المسير. وازداد الوضع توترا بعد انتخاب حميد البهجة لولاية جديدة تمتد لأربع سنوات، في الجمع العام السنوي الذي عقد بداية الموسم. وفي محاولة لتهدئة الأوضاع، كلف الجمع العام عزيز الشايب، رئيس لجنة التواصل بالفريق، بمهمة التفاوض مع الجماهير والبحث عن حلول لإنهاء الصراع المتفاقم بين الرئيس والجماهير، لكن محاولات الشايب لم تفلح في تهدئة الجماهير الغاضبة التي احتشدت أمام مقر أمجاد هوارة بأولاد تايمة أثناء انعقاد الجمع العام، رافعة لافتات تطالب برحيل الرئيس. ورغم تعاقد المكتب المديري مع المدرب زكرياء بن جعفر، وطاقمه التقني المساعد، بالإضافة إلى التعاقد مع مجموعة من اللاعبين الجدد لتعزيز صفوف الفريق، استمرت الجماهير في احتجاجاتها، ورفضت حضور المباريات وواصلت مطالبها بمغادرة المكتب المديري، معتبرة أن التغييرات التي أجريت لم تكن كافية لتحسين أوضاع الفريق. استقالة البهجة قرر حميد البهجة، رئيس شباب هوارة لكرة القدم، وأعضاء مكتبه المسير تقديم استقالة جماعية في نونبر الماضي، بعد عجزهم عن إيجاد حل للضغوطات الجماهيرية المطالبة برحيلهم، وأوضح البهجة أن الاستقالة جاءت نتيجة للظروف الصعبة التي يعيشها الفريق، حيث تم اتخاذ القرار بعد اجتماع للمكتب المديري، مراعاة لمصلحة النادي، بعد محاولة بعض الجهات تسييس النادي وتهييج الجماهير ضد المكتب المسير. وجاءت هذه الاستقالة بعد موجة من الانتقادات وسط الجماهير الهوارية، التي رفضت استمرار المكتب المسير لولاية جديدة، وشنت حملة كبيرة للمطالبة برحيل البهجة وأعضاء المكتب المديري، وعلل البهجة الاستقالة بالاحتقان المستمر الذي يعرفه محيط النادي منذ الموسم الماضي. واستمرت التوترات بين المكتب المسير وجماهير الفريق، ما تسبب في فرض عقوبات على النادي تضمنت إجراء المباريات دون جمهور ودفع غرامات مالية. كما ألقت الأزمة المالية بثقلها على النادي، نظرا لضعف الموارد المالية وكثرة المصاريف والالتزامات التي تحملها المكتب المديري المستقيل، إذ تأثرت النتائج في البطولة وتراجع الفريق للرتبة 11، بعد إجراء تسع دورات من البطولة. وعقب تقديم المكتب المديري الاستقالة الجماعية من تدبير أمور الفريق، عقد منخرطو الجمعية اجتماعا موسعا وتم قبولها بعد اقتناع الجميع بالأسباب الموضوعية التي دفعت مكتب حميد البهجة للمغادرة، وخرج الاجتماع بتكوين لجنة مؤقتة عهد إليها بتصريف أمور الفريق والإعداد لعقد اشغال الجمع العام الانتخابي، وتكونت اللجنة من ثلاثة منخرطين بالجمعية وهم عزيز الشايب منسقا لها، وبوبكر بلا وقدور حدان، كما تم تحديد يوم 6 دجنبر موعدا لعقد الجمع العام بمقر الفريق بملعب 16 نونبر. صحوة بعد التغيير انتخب الشاب قدور حدان رئيسا جديدا لشباب هوارة لكرة القدم، بالإجماع، لولاية تمتد لأربع سنوات، بعدما حصل على 19 صوتا من أصل 24 منخرطا، خلفا لحميد البهجة، خلال الجمع العام الانتخابي. ودعا حدان جميع محبي وجماهير النادي إلى التعاون من أجل إعادة الفريق إلى أمجاده السابقة. وركز حدان منذ توليه الرئاسة على تجاوز الإكراهات المالية التي يعانيها الفريق، حيث بدأ بصرف مستحقات اللاعبين العالقة وتوفير السيولة لسد العجز المالي الكبير الذي تعيشه خزينة النادي. هذا العجز كان نتيجة لغياب المستشهرين والمدعمين، ما دفع المكتب الجديد إلى الاستعانة بأبناء هوارة من شخصيات سياسية ورجال أعمال وفلاحين وشركات لإظهار التضامن والدعم، وعمل على إطلاق حملة لجمع التبرعات والتغلب على الأزمة المالية، وقد نجح بالفعل في إخراج الفريق من الضائقة التي تخبط فيها لسنوات، وتمكن من تسديد جميع مستحقات اللاعبين، وأصبح يشجع مكونات الفريق من لاعبين وطاقم تقني على الفوز من خلال منح استثنائية تحفيزية. هذه الجهود أثمرت تحقيق المفاجأة الكبرى بصعود الفريق، وهو الأمر الذي كان يعتبر شبه مستحيل في الشطر الأول من البطولة. بنعمرو يسيل لعاب أندية كبرى رغم غيابه عن بعض المباريات، أصبح المهاجم عبد الحق بنعمرو هدفا لمجموعة من الفرق، بعد المؤهلات التي أظهرها، خصوصا البدنية منها. ويتميز بنعمرو (24 سنة) بقوة بدنية كبيرة إضافة إلى إجادته اللعب بالرأس، وهي مواصفات يجب أن تتوفر في المهاجم العصري. ورفض بنعمرو تجديد عقده مع الفريق، في انتظار نهاية الموسم، كما تعاقد مع معد بدني خاص، لاستغلال فترة التوقف. ولعب بنعمرو في وداد تمارة والكوكب المراكشي وانتقل إلى تركيا، قبل التحاقه بشباب هوارة، في الانتقالات الماضية. حدان: حققنا الأهم رغم الظروف الصعبة أكد قدور حدان، رئيس نادي شباب هوارة لكرة القدم، أن الفريق حقق الأهم بصعوده إلى القسم الوطني للهواة، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز جاء نتيجة لتضافر جهود جميع مكونات الفريق. وأشاد حدان بلاعبي الفريق والطاقم التقني والمكتب المديري والجماهير الهوارية، التي كانت حاضرة دائما لمساندة الفريق داخل الميدان وخارجه. كما أشار حدان إلى الدور الكبير الذي لعبته نادية بودلال، رئيسة المجلس الجماعي لأولاد تايمة، بالإضافة إلى الدعم المادي والمعنوي من رجال الأعمال والسياسيين والفلاحين ومحبي النادي. وأعرب حدان عن سعادته بأداء اللاعبين والطاقم التقني في المباريات الأخيرة التي كانت حاسمة ومصيرية، مشيرا إلى أن اللاعبين أظهروا مستوى عاليا من الروح الرياضية والاحترافية في جميع المباريات الأخيرة، التي لم تُحسم نتيجتها إلا عند صافرة النهاية. وقال حدان، "تجربة المدرب زكرياء بن جعفر كان لها دور كبير في تألق الفريق، حيث حافظ على تركيز اللاعبين وقادهم لتحقيق مجموعة من النتائج الإيجابية التي جعلت الفريق يدخل غمار المنافسة على بطاقة الصعود في مرحلة حاسمة من البطولة أمام أندية قوية.» وأضاف حدان، "هذا الموسم مر في ظروف صعبة، خاصة من الناحية المالية. ضعف الموارد المالية جعلنا نجتهد ونبحث عن توفير جميع الإمكانيات للفريق. كانت جماعة أولاد تايمة سندا لنا في دعمنا وتشجيعنا على تحقيق نتائج إيجابية، بالإضافة إلى العديد من رجال ونساء هوارة المحبين والغيورين على الفريق». إنجاز: عبد الجليل شاهي (أكادير)

هوارة… العودة العسيرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إشادة عالمية بالبطولة الإفريقية للمسايفة بالبيضاء

‭ ‬شعراء‭ ‬يلتئمون‭ ‬في‭ "‬إشراقات‭ ‬شعرية‭" ‬

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات