مخرج "الماكينة"قال إن ما يقوله المسرحي يصعب على السياسي قال وليد الدغنسي، مخرج ومؤلف مسرحية "الماكينة" التي عرضت أول أمس (الثلاثاء) ضمن فعاليات الدورة السابعة من مهرجان المسرح العربي، إنها تأتي لمواكبة التحولات التونسية وإن المسرحيين في إطار جبهة للمقاومة الفكرية. وأوضح وليد الدغنسي أن دور المسرحيين هو مخاطبة المواطن والسياسي، مضيفا أن ما يقوله المسرحي يصعب على السياسي، مشيرا إلى أن ذلك لا يعني أن هناك صراعا مع السلطة والسياسيين وإنما يرتبط الأمر بجبهة مقاومة فكرية. وأكد وليد الدغنسي أن العمل المسرحي لفرقة "كلاندستنو" جاء بعد مسرحية "انفلات"، التي تحدثت عن حالة الفوضى بعد ثورة الياسمين، وتلتها مسرحية "التفاف"، التي سلطت الضوء على الانتخابات والتخوف من الفكر الإسلامي المتطرف. وتعد مسرحية "الماكينة"، حسب ما جاء في تصريح لوليد الدغنسي خلال ندوة عقدت قبل العرض المسرحي، أن العمل يعتبر أكثر غوصا في عمق الواقع التونسي بأسلوب رمزي. واسترسل وليد الدغنسي قائلا إن الهدف من العمل هو تقديم الهاجس السياسي بعد تحولات جذرية طالت المجتمع، مشيرا إلى أنه يسعى إلى تحويل كل ما يهم المجتمع إلى مادة فنية راقية للبحث والتساؤل. ومن جهة أخرى، تطرق مخرج "الماكينة" إلى دور الشركات الخاصة التي أصبحت اليوم بمثابة بدائل، سيما أن أغلب التجارب المتميزة هي أعمال تولى إنتاجها القطاع الخاص. وعن قصة "الماكينة" قال مخرجها ومؤلفها إنها "قصة سيزيفية تصور المصير التراجيدي للعالم العربي"، كما أنها تخفي أسرارا قد لا تبوح بها حتى مع نهاية العرض. ويرصد العمل المسرحي "الماكينة" تدحرج الإنسان العربي بين مجموعة من الثنائيات، كما يسلط الضوء على الوضعية المتقلبة بتلك الأرض العربية، حيث يصعب التمتع بأبسط الحقوق والحريات. ولعل أبرز مشاهد "الماكينة" التي تجسد ذلك هو مشهد انتحار، حيث يلف الممثلون حبالا على أعناقهم من أجل التأكيد أن الإنسان فقد أدنى فرصة للأمل والحلم. وعن مشاركة فرقة "كلاندستنو" في فعاليات النسخة السابعة من مهرجان المسرح العربي قال وليد الدغنسي إن ذلك يأتي انطلاقا من إيمان الهيأة العربية للمسرح بوجود مشروع طموح يظهر من خلال العمل. وفي ما يخص عمل فرقة "كلاندستنو" قال وليد الدغنسي إنها تسعى وتبحث عن تعميق حضورها في المشهد الثقافي التونسي والعمل على إيصال صوت الفنان المغاير، إضافة إلى تركيزها على البعد السياسي الحاضر في كل أعمالها. وفي ما يخص اشتغال فرقة "كلاندستنو" والمسرح التونسي بشكل عام على أعمال لمسرحيين عالميين، أكد أنه لا توجد أي قطيعة إذ تتم العودة إلى كل التجارب المسرحية العالمية، وذلك بالموازاة مع التطور الذي يعيشه المسرح التونسي. أمينة كندي