“الـطـاس” … مـعـلـمـة مـهـددة بالـزوال

الفريق اندحر إلى أقسام الهواة دون مكتب مسير ولا رئيس ولا ملعب أصبحت “معلمة” نادي الاتحاد البيضاوي لكرة القدم قريبة من الزوال بعدما أفسدت الصراعات داخل مكتبه المسير صورة ناد عريق، اعتبر بالأمس القريب من أكبر وأقوى الأندية الوطنية. لم يكن أشد المتشائمين ينتظر نزول الاتحاد البيضاوي إلى أقسام الهواة قبل موسمين، حين أنهكته الصراعات في عهد المكتب السابق الذي كان يرأسه عبد الرحيم مطيب، إذ أصبح ملعب العربي الزاولي مسرحا للصراعات ورفع اللافتات والاحتجاجات، بل أرادت بعض الجماهير أن تعبر عن تذمرها باجتياح الملعب في بعض مباريات بطولة القسم الثاني قبل موسمين. رغم تاريخه العريق، إذ تأسس سنة 1947، ورغم رجالاته الذين أنجبهم في فترته الذهبية أمثال عبد اللطيف سعيدين والمهدي ملوك والزاز الحسين ومولاي عبد الله ومصطفى سبيل وبؤسا والنمير وغيرهم، لم يشفع ذلك أمام اندحار “الطاس”، الذي انجذب البيضاويون لحبه في سنوات خلت. فريق الحي المحمدي، المعروف بشعاره الأحمر والأبيض، والذي ساهم في تأسيسه رجال مازال أبناء الحي يتذكرونهم مثل محمد العبدي ومحمد الأخضر والعربي الزاولي، أصبح اليوم دون ملعب ولا مكتب مسير ولا رئيس، إذ يعتبر العديدون أن الفريق يعيش آخر أيامه في ظل تسيير أجبر النادي على التراجع في السنوات الماضية. موسم 2012 /2013 ... الاندحار بعد مواسم عرفت فيها نتائج الاتحاد البيضاوي تذبذبا كبيرا، كان موسم 2012/2013 “الضربة التي قصمت ظهر البعير”، بعدما لم يتمكن الفريق من المحافظة على مكانته بالقسم الثاني، الذي استمر فيه لسنوات.ولم يقدر “الطاس” في هذا الموسم من جمع أكثر من 32 نقطة، بعدما تعرض ل 12 هزيمة، فيما تعادل في 11 مباراة، وفاز في سبع فقط. واعتبر الموسم المذكور أسوأ موسم في تاريخ الاتحاد البيضاوي، الذي ظل دائما في سنوات ماضية قريبا من العودة إلى القسم الأول، إذ نافس على الرتب الأولى، قبل أن تتراجع نتائجه وينعتق من مخالب أقسام الهواة في عدة مناسبات، غير أنه ليس دائما ما تسلم الجرة، ليكون موسم 2012/ 2013 موسم الاندحار ... لم يكن خبر نزول “الطاس” إلى أقسام الهواة سهل التقبل لسكان الحي المحمدي والجماهير، إذ منهم من احتج بمسيرات لملعب العربي الزاولي، ومنهم جمعيات أصدرت بلاغات بالجملة تطالب بإعادة تكوين مكتب جديد، ومنهم من اعتبر ذلك نهاية حقبة جميلة، لفريق كان ينافس الرجاء والوداد الرياضيين بالدار البيضاء. أول موسم في الهواة ... الأزمة مستمرة لم تتحسن نتائج الاتحاد البيضاوي في أول موسم له في القسم الأول هواة، علما أنه فقد أبرز لاعبيه لفائدة فرق بالقسم الثاني والأول، فيما عزز صفوفه بلاعبين جدد، ما فتئوا يتأقلمون مع الجو العام للنادي، علما أن الهدف الأول والأخير يبقى الصعود إلى القسم الثاني، والعودة إلى الأضواء بأسرع وقت ممكن.وفي أول ظهور له بالقسم الأول هواة، تعرض “الطاس” ل 13 هزيمة، فيما تعادل في ست مباريات وفاز في 12، ليجمع 42 نقطة من 32 مباراة، إذ كان على بعد أربع نقاط من النزول إلى القسم الثاني هواة، ليستمر التراجع الكارثي للفريق. ولأن المشاكل لا تأتي فرادى، فإن مشكل الملعب بات يؤرق الاتحاد البيضاوي، علما أنه كان رمز معلمة “الطاس”، ليطرد هو الآخر، الفريق من أرضيته المتهالكة، بسبب مشاكل مالية محضة. الديون ... القشة التي قصمت ظهر البعيربعد ثلاثة أشهر تبخر الحلم، بعدما قرر الودغيري المغادرة، بسبب الديون المتراكمة على الفريق، والأموال الكثيرة التي أنفقها على الفريق الأول دون جدوى.وفي إطار بحثنا عن سبب مغادرة الودغيري للفريق، فقد أكد عدد من المصادر، إقراره بصعوبة المهمة الملقاة على عاتقه، إذ حاول توفير كل الظروف المواتية للنادي من أجل العودة إلى الأضواء، غير أن المشاكل المادية، والتي حاول إيجاد حلول لها، كانت بمثابة الجبل الذي يصعب تسلقه، ليقرر الودغيري المغادرة. ولم يتسلم الاتحاد البيضاوي في تلك الفترة مساعدات من أي جهة، حسب المصادر ذاتها، إذ كانت منحة الجامعة تتقلص إلى أبعد حد بسبب النزاعات مع اللاعبين والديون المتراكمة على الفريق.بعد رحيل الودغيري، عاد “الطاس” إلى سابق عهده، رغم أنه وجد بجانبه بعض المحبين الذين حاولوا النهوض بالفريق، وما زالوا يقومون بمجهودات كبيرة من أجل إعادة الفريق إلى السكة الصحيحة. الودغيري ... حلم اندثر سريعابعد المشاكل الكبيرة التي سقط فيها الاتحاد البيضاوي، والتي رمت به إلى أقسام الهواة، لم يكن يلوح في الأفق بصيص من الأمل، ينقذ الفريق من معاناته، غير أن حلول عبد الحي الودغيري لرئاسة النادي، كان له أثر ولو أنه زال سريعا.أراد الودغيري عند ترؤسه للاتحاد البيضاوي، أن يصلح ما يمكن إصلاحه، بوجود حلول آنية لمشاكل “الطاس” المالية، والتي اعتبرت الأكبر، بحكم أن ديونا تراكمت على الفريق البيضاوي منذ سنوات.من جهة ثانية، أراد الودغيري أن يجد حلولا أخرى تنظيمية، إذ اختار مكتبه المسير ونظم العمل داخل الفريق، ووقع عقودا مع لاعبين بأرقام قياسية، مقارنة بالفرق الأخرى بفرق الهواة، حتى أن الجميع بات يعتقد أن الاتحاد البيضاوي سيعود إلى الأضواء، لا بل بدأ المكتب المسير يفكر في إحداث أكاديمية للفريق، يعيد بها إحياء هيبة مدرسة الاتحاد البيضاوي، التي كانت تنجب لاعبين، حملوا قميص أندية وطنية كبيرة، ثم المنتخب الوطني. "الطاس اليوم"... أبطال رغم المشاكلاليوم، وبعد معاناة كبيرة، لا يزال الاتحاد البيضاوي يبحث له عن مخرج لأزماته المتكررة، إذ لم يقدر في مباريات عديدة على ضمان التنقل إلى مدن أخرى، من أجل إجراء مبارياته برسم بطولة الهواة في قسمها الأول، ما يبرز معاناته. على أرض الواقع، يظهر الفريق في بعض المباريات بمستوى جيد، إذ استحسن بعض المتتبعين الطريقة التي يلعب بها الفريق البيضاوي، الذي بات يحتل الرتبة السادسة في الترتيب برصيد 23 نقطة، على بعد 10 نقاط من صاحب الرتبة الأولى أولمبيك مراكش، علما أنه فاز في خمس مباريات وتعادل في ثمان، فيما انهزم في اثنتين فقط. في آخر مباراة له برسم الدورة 16، والتي أجريت نهاية الأسبوع الماضي، تمكن الاتحاد البيضاوي من إحراج المتصدر بملعبه، ليتعادل معه دون أهداف، في دليل آخر على الروح “القتالية” التي يمتاز بها اللاعبون، الذين يظهرون في كل مباراة بمستوى جيد، غير أن المشاكل الإدارية والمالية تعيق تقدمهم.رغم النتائج التي يحققها الفريق حاليا، يخشى المقربون والجمهور أن تتراجع نفسية اللاعبين، علما أنهم يحتاجون دعما ماليا ومعنويا، من أجل الاستمرار في تحقيق النتائج الإيجابية، في أفق إعادة الفريق إلى الأضواء في المستقبل القريب. العقيد درغام في سطور:الاسم: الاتحاد البيضاوي لكرة القدمتاريخ ومكان التأسيس: 1947 بالدار البيضاءألوانه: الأبيض والأحمرأبرز نجومه السابقين: عبد اللطيف سعيدين والمهدي ملوك والزاز الحسين ومولاي عبد الله ومصطفى سبيل وبؤسا والنميريلعب حاليا في بطولة الهواة بقسمها الأول شطر الجنوب

“الـطـاس” … مـعـلـمـة مـهـددة بالـزوال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طنجة تحتضن أول مهرجان وطني للسينما في العهد الجديد

كرباني معارا لشباب هوارة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات