ساعات في الجحيم

الجمهور المغربي عانى كثيرا في القاهرة بسبب فوضى التنظيم صنعت جماهير الزمالك المصري أجواء احتفالية استثنائية في مدرجات ملعب القاهرة خلال إياب نهائي كأس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أول أمس (الأحد)، وكان دورها مؤثرا في فوز فريقها على نهضة بركان بهدف لصفر، الذي منح اللقب للفارس الأبيض للمرة الثانية في تاريخه. واحتشدت الآلاف من جماهير كرة القدم حول ملعب القاهرة الدولي، لمتابعة مباراة الزمالك المصري ونهضة بركان، إذ بدأت تتوافد عليه منذ الثانية بعد الظهر، بغرض تشجيع الزمالك أمام ممثل الكرة المغربية في هذه المسابقة الإفريقية، واثقة من قدرة فريقها على الفوز على نهضة بركان، وبالتالي التتويج بلقب كأس "كاف"، في وقت وجد فيه أنصار نهضة بركان، على قلتهم، صعوبات كبيرة في ولوج الملعب، بسبب الازدحام المروري، من جهة، ومحاولة استفزازهم، من ناحية ثانية. معاناة جمهور بركان عانى جمهور نهضة بركان، وعدده 200 مشجع على أكثر تقدير، بسبب الحصول على تذاكر المباراة، رغم أن إدارة الزمالك خصصت ألفا للمشجعين المغاربة، من أجل مساندة الفريق البركاني في إياب نهائي كأس "كاف". واضطر محمد آيت وعلي، السفير المغربي في مصر، إلى التدخل لدى إدارة الزمالك، بغرض تمكين المشجعين المغاربة من تذاكر المباراة، إضافة إلى المجهودات الكبيرة، التي بذلها كل من حكيم بنعبد الله، رئيس نهضة بركان، وإدريس شحتان، رئيس الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين. وحضر الجمهور البركاني منذ الخميس الماضي، عبر رحلة جوية من المغرب، وأخرى من بعض الدول الأوربية، فرغم قلته إلا أن أنصار نهضة بركان خلقوا أجواء احتفالية خصوصا أثناء دخولهم إلى الملعب. ساعتان في الجحيم شهدت مختلف الطرقات المؤدية إلى ملعب القاهرة الدولي اختناقا مروريا غير مسبوق، من فرط كثرة السيارات والحافلات، التي ساهمت بدورها في عرقلة حركة السير، بسبب تزايد عدد المشجعين، الذين ظل بعضهم مرابضين أمام أبواب الملعب، أملا في الحصول على تذاكر الدخول في آخر لحظة. ومع اقتراب انطلاق المباراة، اشتد الضغط على المنظمين ورجال الأمن، خصوصا في محيط الملعب، والمدرجات التي امتلأت عن آخرها، قبل انطلاق المباراة بنحو ساعة ونصف. ولم يسلم الصحافيون من معاناة سوء التنظيم، إذ قضوا ساعتين في الجحيم أثناء التوجه الى الملعب، بسبب الازدحام المروري، رغم تدخلات ضباط أمن، لتسهيل عملية دخولهم إلى منصة الصحافة، من أجل أداء مهامهم في ظروف جيدة. المدرجات تشتعل عرفت مباراة الزمالك ونهضة بركان حماسا رهيبا، ليس فقط لكثرة الجماهير، التي ملأت جنبات الملعب، بل لطريقة تشجيعات الجماهير وهتافاتها، التي لم تتوقف طيلة المباراة، ما منح أجواء احتفالية رهيبة، خصوصا لحظة رفع "تيفو"، الذي أراد جمهور الزمالك أن يعبر من خلاله عن عودة الزمالك إلى سكة الانتصارات، ولافتة كتب عليها عبارة "ملك اللعبة عاد إليكم من جديد"، وهو ما حفز لاعبي الزمالك، الذين سيطروا على مجريات المباراة، إلى أن نجح أحمد حمدي في إحراز هدف السبق، الذي أشعل المدرجات بشكل هستيري، وسط تراجع أداء نهضة بركان، إذ لم يقو على مجاراة الإيقاع، الذي فرضه الفريق المصري منذ انطلاق المباراة، فيما سيطر التفاؤل والارتياح على أنصار الفريق المصري. انتفاضة متأخرة انتظر نهضة بركان الدقيقة 70 من الجولة الثانية، ليقوم ببعض المبادرات الهجومية بين الفينة والأخرى، دون أن تشكل خطورة كبيرة على حارس الزمالك محمد عواد، باستثناء ضربة خطأ مباشرة حبست أنفاس الجماهير المصرية، إلا أن تسديدة أيوب خيري علت القائم، وفرصة أخرى سانحة للتسجيل استحق إثرها الفريق البركاني ضربة جزاء، إلا أن الحكم السنغالي عيسى سي طلب مواصلة اللعب. وافتقدت هجومات نهضة بركان التركيز والفعالية، رغم سيطرته على وسط الميدان، بعد تراجع لاعبي الزمالك إلى الوراء لتحصين خط دفاعهم المتماسك. ومع اقتراب نهاية المباراة ارتفعت حرارة المدرجات، التي منحت شحنة إضافية للاعبي الزمالك، من أجل الصمود أكثر وسط رغبة قوية للفريق البركاني، الذي حاول قدر المستطاع مباغتة الحارس محمد عواد دون جدوى. ارتباك في توزيع الجوائز ما إن أنهى الحكم السنغالي عيسى سي نهاية المباراة بتتويج الزمالك المصري، حتى عمت فوضى عارمة أربكت مسؤولي «كاف"، بعدما حاول عدد من المشجعين اقتحام أرضية الملعب لمشاركة اللاعبين فرحة التتويج باللقب الإفريقي. ولم يستطع رجال الأمن الخاص واللجنة المنظمة السهر على تنظيم حفل توزيع الميداليات وتسليم الكأس للفريق المتوج بشكل يليق بتطلعات الكرة الإفريقية، المقبلة على تظاهرات عالمية. ووقع المنظمون في المحظور في نهائي مسابقة قارية تحظى بمتابعة واسعة، بعدما فشلوا في ضبط البروتوكول الخاص بنزول الضيوف أو إخلاء منصة التتويج من الغرباء، ما أفسد هذا النهائي، في وقت صنعت الجماهير الحدث بأجواء هستيرية رائعة طيلة المباراة. غرباء يحتلون المنصة احتل العديد من الغرباء منصة الصحافة، من بينهم عدد من القاصرين، في مشهد يثير علامات استفهام حول مدى جدية اللجنة المنظمة في التعامل بمهنية أثناء التغطيات الإعلامية في عدد من البلدان الإفريقية والعربية. وعانى الصحافيون المغاربة صعوبات كبيرة، قبل الجلوس في مكانهم المخصص لهم، إذ عمت فوضى عارمة تطلبت تدخل أعضاء من اللجنة المنظمة، دون أن ينجحوا في إقناع بعض المشجعين بمغادرة منصة الصحافة. إنجاز: عيسى الكامحي (موفد "الصباح" إلى القاهرة)

ساعات في الجحيم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

7 ميداليات لمنتخب الكيك بوكسينغ بإسطنبول

قالوا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات