أبحاث وزيري الداخلية والمالية أثبتت مسؤولية الوزير في فضيحة ملعب الرباط أمر الملك محمد السادس، أمس (الأربعاء)، بإعفاء محمد أوزين، من مهامه وزيرا للشباب والرياضة، بعد أن أثبتت الأبحاث التي قام بها كل من وزيري الداخلية والاقتصاد والمالية مسؤوليته في فضيحة ملعب الرباط. وكشف بلاغ الديوان الملكي أن أوزين توصل بمضمون القرار الذي خلصت إليه التحقيقات، فطلب وزير الشباب والرياضة من رئيس الحكومة أن يرفع إلى الملك ملتمس إعفائه من مهامه طبقا لأحكام الفصل 47 من الدستور.وجاء في بلاغ للديوان الملكي أن التقرير الذي أعده الوزيران أثبت المسؤولية السياسية والإدارية المباشرة لوزارة الشباب والرياضة وكذا مسؤولية المقاولة في الاختلالات المسجلة على صعيد إنجاز هذا المشروع.ووقف البحث، حسب البلاغ نفسه، عند وجود عيوب في إنجاز أشغال تصريف المياه، وتهيئة أرضية الملعب التي لم تتم حسب مقتضيات دفتر التحملات، إضافة إلى عيوب ونقائص في جودة الأشغال التي أنجزتها المقاولة المكلفة بالمشروع، واختلالات في منظومة المراقبة التي قامت بها وزارة الشباب والرياضة، ما أدى إلى تأخر في مباشرة الأشغال، إذ لم يصدر الأمر ببدء الأشغال إلا بضعة أشهر قبل انطلاق مونديال الأندية.وكشف البحث أن الإبقاء على برمجة المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله لاحتضان تظاهرة رياضية عالمية كبرى من حجم «الموندياليتو»، لم يكن صائبا، بالنظر إلى احتمال عدم جاهزيته في الموعد المقرر.وسبق للملك محمد السادس أن أمر رئيس الحكومة بإجراء بحث كامل وشامل بخصوص الاختلالات التي عرفتها إحدى مقابلات كأس العالم للأندية، التي أقيمت على أرضية مركب الرباط، قبل أن يرفع رئيس الحكومة إلى الملك تقريرا في الموضوع، بناء على الأبحاث التي قام بها وزيرا الداخلية والاقتصاد والمالية، قبل أن يتقرر إعفاء أوزين من مهامه، حسب الفصل 47 من الدستور الذي ينص على أنه... «للملك، بمبادرة منه، بعد استشارة رئيس الحكومة، أن يعفي عضوا أو أكثر من أعضاء الحكومة من مهامهم. ولرئيس الحكومة أن يطلب من الملك إعفاء عضو أو أكثر، من أعضاء الحكومة، بناء على استقالتهم الفردية أو الجماعية».وبدأت وضعية أوزين تتعقد على رأس وزارة الشباب والرياضة منذ 13 دجنبر الماضي، حين عجزت أرضية ملعب مولاي عبد الله بالرباط عن تحمل مياه الأمطار، وتحولت إلى برك مائية، خلال مباراة ويسترن سيدني الأسترالي وكروز أزول المكسيكي، في ربع نهائي كأس العالم للأندية.وتناقلت وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي صور ما بات يعرف بفضيحة ملعب الرباط، خصوصا عند استعمال وسائل بدائية لتجفيف أرضية الملعب التي غمرت المياه أجزاء كبيرة منها.وأعطى الملك محمد السادس حينها تعليماته بتعليق أنشطة أوزين المرتبطة بكأس العالم للأندية لكرة القدم، ما غيبه عن باقي المباريات والمباراة النهائية التي أجريت في مراكش.وتم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق من ستة مفتشين، أربعة من وزارة الداخلية واثنان من المفتشية العامة لوزارة المالية، استمعت إلى العديد من مسؤولي الوزارة، وفي مقدمتهم الكاتب العام ومدير الرياضات، ومديرو الميزانية والتجهيز ومراقبة المنشآت الرياضية.ص. ب وعبد الإله المتقي