تهريب عشرات المختصين في المهن التقليدية وتهديدهم وسرقة وثائقهم قالت مصادر مطلعة إن "سعار كابرانات" الجزائر للسطو على التراث المغربي اشتد، في الأسابيع الماضية، بشكل غير مسبوق، ووصل إلى مرحلة "تهريب" حرفيين مغاربة. وأوضح إبراهيمي الغوتي، المختص في التراث المغربي والذي قضى سنوات طويلة بالجزائر، أنه يتوفر على قائمة بأسماء عدة مهنيين في الفندقة وحرفيين في مختلف الصناعات التقليدية، الذين أغرتهم أموال "كابرانات"، قبل أن يتعرضوا للتهديد وأحيانا للتعذيب وسرقة وثائقهم، في حال رغبوا في العودة إلى المغرب. وذكر المتحدث نفسه أن إستراتيجية النظام الجزائري تتمثل في استقدام حرفيين مغاربة إلى بلاده، مقابل إغراءات مالية كبيرة، وهدفه تعلم الحرف وتبنيها، وهو ما حصل تماما ونعاين، الآن، بعض تداعياته سواء في الأكل أو اللباس أو الحرف التقليدية. وكشف الغوتي أن أسهم حرفيي الجبس والصباغة والبناء والفندقة مرتفعة، وأنهم مطلوبون بكثرة، من لدن رجال الأعمال، والشخصيات البارزة، ورجال الأمن بالجزائر العاصمة، لبناء وزخرفة وصباغة فيلاتهم الفخمة، بسبب خبرة الصناع المغاربة في المجال، مستدركا أن هذه الفئة من المجتمع الجزائري، تتعامل مع الصناع المغاربة باحتقار كبير حتى لو كانت إقامتهم بالجزائر قانونية، إذ يسحبون من الحرفيين أوراق الإقامة وجواز السفر، ريثما ينهوا لهم أشغالهم بالمرة، ويهددونهم في كل مرة بالسجن، بل منهم من لا يسدد أجرة هؤلاء الصناع وعمالهم الذين يرافقونهم أيضا من المغرب. وفي السياق نفسه، قالت مصادر "الصباح"، إن وضعا محرجا يعيشه مئات الحرفيين المغاربة المقيمين بالجزائر، الذين اختاروا العمل بالجارة الشرقية، فالعودة نحو المغرب ليست بالأمر الهين، خصوصا بالنسبة للصناع غير القانونيين، الذين يتم تهريبهم إلى تونس أولا، حيث يوجد سماسرة جزائريون يتكلفون، بتنسيق مع أجهزة الحدود الجزائريين، بنقلهم إلى المدن، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن بعض الحرفيين فشلوا في الوصول إلى أوربا، ما دفع إلى إغرائهم بالعمل في الجزائر، إلا أن مدة الإقامة بالجزائر التي تصل إلى ثلاثة أشهر فقط لأصحاب التأشيرة، تشجع كثيرا من الحرفيين والصناع الذين ينوون البقاء لمدة طويلة من أجل الاشتغال بطريقة غير قانونية قصد ربح مال وفير. وروى أحد العائدين معاناته في الجزائر قائلا:" قبل قرار العودة مع اقتراب رمضان، قضيت سبعة أشهر من العمل رفقة زملاء لي في ورش للصناعة التقليدية، كلها عذاب ومعاملة سيئة، وتهديدات متتالية، وإرهاب نفسي...، فرب العمل الذي اشتغلنا معه طيلة هذه المدة، كان يمتنع عن تسديد مستحقاتنا المالية، من أجل مغادرة التراب الجزائري، ويهددنا بدعوة الشرطة للحضور إلى ورشة العمل وإلقاء القبض علينا بتهمة السرقة"، قبل أن نقرر الرحيل وتحدي جميع الأخطار. خالد العطاوي