أزيد من 10 ملايير درهم سنويا

اليادري الباحث في الاقتصاد أكد أن المواسم تشكل رافدا للتنمية وتنشيط السياحة وجذب الاستثمارات أكد خالد اليادري، الباحث في الاقتصاد، أن المواسم يمكن أن تشكل رافدا للتنمية المحلية من خلال تنشيط السياحة وجذب الاستثمارات، كما تساهم في تحسين الدخل والمستوى المعيشي للسكان المحليين. وأوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة القاضي عياض بمراكش، في حوار مع «الصباح»، أن القطاع يوفر أكثر من 10 ملايير درهم من العائدات المالية سنويا، وأكثر من 200 ألف فرصة عمل. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: برحو بوزياني تلعب المواسم دورا في تنشيط الرواج بعدد من المناطق والمدن. هل يمكن أن تشكل رافدا للتنمية المحلية؟ > بالتأكيد، يمكن للمواسم أن تشكل رافدا قويا للتنمية المحلية وذلك من خلال تنشيط السياحة وجذب الاستثمارات، إذ تعمل على جذب السياح والمستثمرين من مختلف أنحاء المعمور، ما سينعكس إيجابا على الدخل والمستوى المعيشي للسكان المحليين، عن طريق توفير فرص شغل جديدة، موازاة مع إحداث وتطوير البنية التحتية السياحية، وكذلك عن طريق دعم القطاعات الاقتصادية. وتنشط المواسم مختلف الأنشطة الاقتصادية المحلية كالفلاحة والصناعة والتجارة، ما سيساهم في رفع الناتج الوطني الإجمالي، والطلب على المنتجات المحلية. كما تساهم في تحفيز شباب المنطقة على إنشاء المقاولات الناشئة والإنتاج والابتكار، في ظل الوضعية الصعبة الراهنة، دون أن ننسى الدور المهم الذي تلعبه المواسم في التعريف بالموروث الثقافي، وتعزيز التماسك الاجتماعي بين أفراد المجتمع من خلال مشاركتهم في الفعاليات، الشيء الذي يذكي شعورهم بالهوية الوطنية. أضحت بعض المدن والجهات تعرف رواجا لمناسبة تنظيم موسمها السنوي. كيف تنظر إلى طبيعة الأنشطة التي ترافق تلك المواسم، وهل يمكن أن تتحول إلى اقتصاد محلي مهيكل؟ > تتميز المواسم بأنشطتها المتنوعة كالحفلات الموسيقية والمعارض التجارية، فهي بمثابة إقلاع اقتصادي حقيقي للمنطقة، وتكتسي أهمية بالغة لتحقيق الرخاء الاقتصادي، وتوفير فرص شغل لشباب المنطقة. كما يمكنها أن تتحول إلى اقتصاد محلي مهيكل. ولتحقيق الغاية المنشودة وضمان استدامة هذه المكاسب، يجب على المسؤولين وصانعي القرار تطويرها وتنظيمها بشكلٍ ناجع ومدروس، بوضع خطط إستراتيجية ترمي الى تحديد أهداف وأولويات المواسم وكيفية تمويلها، والعمل على تطوير البنية التحتية، وتأهيل الرأسمال اللامادي، بغية توفير خدمات ذات جودة عالية للزوار، دون أن ننسى أهمية الإعلام والتواصل، قصد تسويق أمثل للمواسم، وذلك لجذب عدد كبير من الزوار. أضحت بعض المدن مشهورة بمواسمها ليس فقط داخليا، بل تجلب زوارا من الخارج. ما هي آثارها على تنشيط الرواج السياحي بتلك المدن؟ > تعد شهرة مواسم بعض المدن ظاهرة إيجابية في تحسين صورتها، وجعلها وجهة مفضلة للسياح، الشيء الذي سيحدث انعكاسات كبيرة على تنشيط الرواج السياحي في تلك المدن ويمكن تلخيصها من خلال تفاعل الزوار مع الثقافة المحلية للمدينة،(تعزيز التبادل الثقافي)، وكذا زيادة عدد الزوار المغاربة والأجانب، ما سيؤثر إيجابا على عدد ليالي المبيت في الفنادق أو دور الضيافة، واستهلاك المنتوجات والخدمات بصفة عامة. كما سنلحظ وجود حرف يدوية وصناعات تقليدية جميلة ومبتكرة في هذه المدن، ما يساهم في توفير فرص عمل جديدة في مختلف القطاعات السياحية، تضمن العيش الكريم للسكان، وسيؤدي لا محالة إلى تنمية الاقتصاد المحلي ورفع الاحتياطي من العملة الصعبة. تطور تنظيم المواسم وأصبحت هناك مؤسسات مختصة في تنظيم التظاهرات تشرف عليها، بكل ما يتطلب ذلك من تسويق تجاري واعلامي. كيف تقيمون حصيلة هذا النوع من الاقتصاد؟ > يعد اقتصاد المواسم في المغرب قطاعا حيويا وواعدا، إذ يساهم بشكل كبير في تنمية الاقتصاد الوطني. وتشير التقديرات إلى أن هذا القطاع يوفر أكثر من 10 ملايير درهم من العائدات المالية سنويا، وأكثر من 200 ألف فرصة عمل. ويمكن القول إن هذه الأرقام إيجابية للغاية، وتؤكد على أهمية اقتصاد المواسم في المغرب، كما تدعو إلى الحفاظ على المكتسبات، إلا أنه تجب الإشارة إلى وجود مجموعة من التحديات، وجب الوقوف عليها، وإيجاد الحلول المناسبة لها. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر، عدم توفر الموارد المالية الكافية، وضعف البنية التحتية في بعض المناطق، وانعدام تنسيق كاف بين مختلف الجهات المعنية بتنظيم المواسم. ورغم ذلك تبذل مختلف الجهات المعنية قصارى جهدها لتخطي الصعاب التي تواجهها، كما تعمل على تطوير هذا القطاع بشكل فعال ومستمر. هل يمكن الرهان على هذه المواسم، وتأهيلها لتصبح رافعة للتنمية المحلية، وما المطلوب لتحقيق هذا الهدف؟ > نعم، يمكن الرهان على المواسم، لتصبح رافعة للتنمية المحلية، فهي ظاهرة ثقافية واقتصادية راسخة ومتجذرة في المغرب، وتساهم بشكل كبير في تنمية الاقتصاد الوطني ورفاهية المجتمع. ولكي نربح الرهان، يجب على المسؤولين ومختلف الجهات المعنية العمل معا على توفير الموارد المالية الكافية والضرورية، وتحسين البنية التحتية في المناطق التي تقام فيها المواسم، كما تجب الإشارة إلى تعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات الفاعلة، وتطوير البرامج والمبادرات التي تساهم في تنمية الاقتصاد المحلي، دون أن ننسى الترويج للمواسم بشكل مستمر وفعال. الحد من الهدر الضريبي يرى البعض أن هذه المواسم لا تساهم سوى في تحقيق أرباح لا تستفيد منها الدولة، لطبيعتها الموسمية، وهيمنة القطاع غير المهيكل على أغلبها. كيف تقيمون هذا الهدر الضريبي؟ > صحيح أن بعض المواسم قد لا تساهم بشكل كبير في تحقيق أرباح للدولة، إلا أنه لا يمكن تعميم هذه الظاهرة على جميع المواسم. ورغم أن القطاع غير المهيكل يهيمن على أغلبها، إلا أن هناك جهودا تبذل من قبل الدولة لتنظيم هذه المواسم ودمجها في القطاع المنظم، ومن أهمها يمكن ذكر إنشاء مؤسسات مختصة في تنظيم المواسم، والعمل على وضع قوانين وتشريعات تنظم نشاطها، وكذلك تقديم الدعم المالي واللوجيستيكي للساهرين على تنظيمها، مع ضرورة توعية المقاولين بأهمية الالتزام بالقوانين الضريبية، لتحقيق النماء والازدهار لهذا الوطن. وتساهم هذه التدابير في الحد من الهدر الضريبي، وتحقيق عائدات مالية مهمة للدولة. لكن ما تزال هناك بعض التحديات التي يجب معالجتها مثل صعوبة مراقبة جميع الأنشطة التجارية في المواسم، وعدم قدرة بعض أصحاب المشاريع الصغيرة على الالتزام بالقوانين الضريبية، كما تبذل جهود كبيرة من قبل مسؤولي الدولة للتغلب على هذه التحديات وتحسين التحصيل الضريبي لهذه الأنشطة. في سطور - أستاذ الاقتصاد والتدبير بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة قاضي عياض مراكش - مهتم بالقضايا الاقتصادية الوطنية والدولية

أزيد من 10 ملايير درهم سنويا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

متابعة طبيبة وحارس عام بمستشفى فاس

لقطات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات