الثقافـة العربيـة تعانـي الإقصـاء والطائفيـة

مازالت الثقافة تعاني التهميش والإقصاء وتعد أقل حظا في مسلسل الأولويات، إذ أول ما يتم التفكير في إلغائه خلال الأزمات الاقتصادية هو الثقافة. كان هذا تصريح لمحمد الماضي، مدير عام القناة الثقافية بالمملكة العربية السعودية خلال ندوة عقدت أول أمس (الأربعاء) في إطار مؤتمر الفكر السنوي الثالث بعنوان "التكامل العربي: حلم الوحدة وواقع التقسيم" بالصخيرات والتي كان محورها دور الثقافة والفنون في إرساء وحدة الشعوب العربية، إذ أكد في كلمته أن العقلية العربية تتعامل مع الثقافة على اعتبار أنها شيء غير أساسي، رغم أن الأمة العربية مصدر إلهامها هو كلمة "اقرأ".وقال محمد الماضي إننا في حاجة إلى ثقافة نستطيع من خلالها إعادة تحديد الأولويات وقيم الصمود والمقاومة، داعيا إلى ضرورة إصلاح التعليم والإعلام في الوطن العربي وأن يعمل على استعمال أدوات التنوير والإبداع وأن يحترم العقل العربي أثناء مخاطبته.ومن جهته قال علي سدجاري، أستاذ في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في مداخلة خلال الندوة ذاتها حول حلم الوحدة العربية إن الحلم مازال متواصلا، وطرح عدة تساؤلات منها لماذا نحلم؟ وأي مكانة للتعليم في ما نعيشه اليوم؟واعتبر علي سدجاري أن الثقافة تستدعي الحركة والإبداع كما أنه ينبغي ربطها بالمرأة لأنها تلعب دورا مهما في المنطقة العربية بشكل عام، إذ في الوقت الذي لم تكن فيه دور الحضانة والمدارس لأقل من 7 سنوات كانت الأم تساهم بشكل كبير في تكوين شخصية الطفل.وفي كلمته خلال اللقاء ذاته قال خزعل الماجدي، شاعر وكاتب ومؤلف مسرحي من العراق إنه لابد من دعم عناصر القوة في الثقافة العربية والتقليل من الخلافات التي تسير بها نحو مناطق حرجة."العالم العربي يعيش أزمة حقيقية غير مسبوقة...التفكك في كل المجالات السياسية والدينية والثقافية" يقول خزعل الماجدي، مشيرا إلى أن "الثقافة العربية أقوى من أن تستجيب إلى هذا التفكك، إذ وقفت ضد التطبيع وهزمته".واسترسل خزعل الماجدي أنه رغم وجود تيارات اليمين واليسار والوسط استطاعت الثقافات كلها أن تتعايش.وتعد الطائفية من الصعوبات الأكثر تعقيدا التي تواجه الثقافة العربية، حسب خزعل الماجدي، إذ يتم التسلل إليها من الدين لغض النظر عن قيمتها الإبداعية انطلاقا من استعمال مقاييس طائفية تستشري وتعمل على الفصل العرقي والمناطقي.ووجهت أماني قنديل، مدير تنفيذي للشبكة العربية للمنظمات الأهلية بمصر سهام النقد تجاه واقع الأغنية العربية التي كانت في عقود سابقة تربي الذوق وتؤدي أغاني تساهم في النهوض بالحركة الثقافية، لكن حاليا "أصبحت تطرح أعمالا تتغنى بالتفاح والرمان والبرتقال" على حد قولها."لعبت أم كلثوم وصباح فخري دورا رئيسيا في تهذيب الذوق الفني" تقول أماني قنديل، معبرة عن تفاؤلها بشأن مستقبل الثقافة قائلة "رغم أن هناك كثيرا من الظلام لكن هناك نورا بدأ يسطع"، وذلك في إشارة منها إلى المبادرات التي تهتم بالفن خاصة الحكي الشعبي، الذي أوضحت أنه ارتبط بالمغرب والمدرسة المغاربية بشكل عام.ومن أجل أن يستعيد الحكي الشعبي أصوله دعت أماني مؤسسة الفكر العربي إلى تبني عمل جماعي قومي لأنها تعد المحرك للثقافة في العالم العربي.أمينة كندي

الثقافـة العربيـة تعانـي الإقصـاء والطائفيـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الجامعة تؤخر سوق الانتقالات إلى يناير

المنتوجات المغربية تحظى باستحسان الأفارقة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات