الدراجات الكهربائية… التنقل غير الآمن

وسيلة نقل ذكية وصديقة للبيئة ومخاطر كبيرة تصاحب استخدام الأنواع السريعة غزت الدراجات الكهربائية، أو ما يعرف بـ "التروتينيت إلكتريك"، شوارع عدد من المدن، خاصة الحواضر الكبرى، بعدما أصبحت هناك محلات تستوردها من الخارج، وتبيع منها كميات كبيرة بسبب حاجة فئات عريضة إليها، إذ توفر حلولا بديلة للتنقل، وأسعارها غير مكلفة، ما جعلها تحقق انتشارا واسعا في الآونة الأخيرة. إنجاز: عصام الناصيري تصوير: (أحمد جرفي) في شوارع البيضاء، أصبحت "التروتينيت" وسيلة نقل اعتيادية، ألفها مستعملو الطريق، بعدما كانت في وقت سابق تثير استغراب السائقين والمارة، وكان كثيرون يشتكون من مستعمليها، خاصة الشباب والمراهقين الذين لا يحترمون قانون السير، ويضايقون المارة في الأماكن الخاصة بالراجلين وفي الساحات العامة. دراجة ذكية أصبحت وسيلة النقل الجديدة هذه جزءا من مشهد النقل في المغرب، إذ لم يعد الأشخاص يستخدمون الدراجات النارية والهوائية والسيارات ووسائل النقل العمومية للتنقل فحسب، بل اكتسبت "التروتينيت" بدورها مكانا لها في الطريق العام، وأصبحت مألوفة وحلا بديلا ومناسبا لفئات عديدة. ورغم أن هذه الدراجة جديدة في المغرب، إلا أنها تستعمل منذ سنوات في أمريكا وأوربا، وهناك مناطق ومدن تستعملها أكثر من أي وسيلة أخرى، بسبب أنها صديقة للبيئة، إذ لا تصدر انبعاثات كربونية، كما هو الأمر بالنسبة إلى الدراجات النارية والسيارات. وتشحن هذه الدراجات بالكهرباء، وتختلف مدة الشحن الكامل للبطارية، حسب جودة الدراجة وسعرها، الأمر نفسه للسرعة القصوى، إذ أن هذين العاملين مهمان لتحديد سعرها. أسعار مناسبة هناك عرض كبير ومتنوع عند الحديث عن "التروتينيت" الكهربائية، إذ تبدأ أسعارها من 2500 درهم ويمكن أن تتجاوز في بعض الماركات 80 ألف درهم، وهو ما يجعل المستهلك أمام عرض متنوع، يمكنه من اختبار النوع الذي يناسب احتياجاته وأهدافه من اقتنائها. وتعتبر الأنواع التي تتراوح أسعارها ما بين 2500 درهم و3 آلاف درهم مناسبة للأطفال، لأن حجمها يكون صغيرا، ولا تستحمل وزنا كبيرا، كما أن سرعتها تكون مناسبة لهذه الفئة، الأمر نفسه بالنسبة إلى الحد الأقصى الذي يمكن أن تقطعه من الكيلومترات قبل أن ينفذ شحن البطارية. وأما النوع الذي يتراوح سعره ما بين 4500 درهم و10 آلاف درهم، فغالبا ما يقتنيه الموظفون والطلبة، الذين يستعملون هذه الدراجات في التنقل داخل المدينة، وبين العمل والمنزل أو من أجل الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة. ويوفر هذا النوع مزايا كبيرة، إذ أن سرعتها القصوى تتراوح ما بين 40 كيلومترا في الساعة و60 كيلومترا، كما أنها يمكن أن تقطع ما بين 15 كيلومترا و30 عند كل شحن كامل للبطارية، التي تشحن في مدة يمكن أن تصل إلى 4 ساعات. وهناك أنواع أخرى يتراوح سعرها ما بين 13 ألف درهم و45 ألف درهم، يستخدمها عشاق السرعة سواء من المراهقين الميسورين أو الشباب الباحثين عن مزايا لا تتوفر في الأنواع المذكورة، إذ أن هذه الماركات تكون سريعة جدا، إذ يمكن أن تتجاوز سرعتها 80 كيلومترا في الساعة، وتقطع مسافات طويلة عند كل عملية شحن، الأمر الذي يجعلها مفضلة لدى فئة تستعملها للمتعة والرياضة، إذ أصبحت هناك مجموعات للمهتمين بتلك الأنواع، كما هو الأمر بالنسبة إلى عشاق الدراجات النارية من الحجم الكبير، إذ يلتقون في بعض الأماكن ويتسابقون ويقومون ببعض الحركات البهلوانية، في إشارة إلى بروز هواية جديدة. وهناك بعض الأنواع الأخرى، التي تصل أسعارها إلى 60 ألف درهم أو 80، لكنها قليلة ولا يقبل عليها عدد كبير من المستهلكين، إذ تكون كبيرة في الحجم، وتتميز بالسرعة وجمال الإطار، لكنها تبقى محدودة، إذ لا تقتنيها سوى فئة صغيرة من المعجبين بامتلاكها. مــخــاطــر عاينت "الصباح"، في جولة بمختلف ساحات وشوارع البيضاء، استخداما متزايدا لـ "التروتينيت" الكهربائية، سواء التي يستعملها الموظفون والطلبة من أجل التنقل، أو النوع المخصص للسرعة والمتعة، لكن جل المستخدمين يستعملونها بطريقة غير آمنة. وهناك مجموعة من المخاطر التي ترافق استعمال هذه الدراجات، خاصة الأنواع التي تتميز بالسرعة، إذ أن كل المستخدمين لها لا يتوفرون على تأمين على المخاطر، الأمر الذي يجعلهم غير محميين في حالة ما إذا أصابوا أحد الراجلين أو أصابتهم إحدى السيارات. ومن جهة أخرى، فإن جل المستخدمين لهذه الدراجات لا يعتمدون الخوذة الواقية، مع العلم أن عجلاتها الصغيرة تجعل الشخص أكثر عرضة من غيره للسقوط، ما يمكن أن تكون له عواقب على صحة الشخص، كما لا يضعون أيضا أجهزة مطاطية تحمي الركب والمرفقين عند السقوط.

الدراجات الكهربائية… التنقل غير الآمن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغرب الإفريقي

التقييد الاحتياطي لمقال الدعوى بين النص والتطبيق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات