مخاض ولادة جديدة

عقدة الأمين العام تدفع الأصالة والمعاصرة إلى رفض وصفة صناديق الاقتراع لاختيار قيادته يعاني الأصالة والمعاصرة، أزمة تنظيمية حادة لذلك رفض تجريب استعمال صناديق الاقتراع لانتخاب من يرى نفسه مؤهلا لقيادة الحزب في المؤتمر الخامس المنعقد نهاية الأسبوع ببوزنيقة بالرباط، على مقربة من انتهاء منتصف الولاية الحكومية الحالية التي يشارك فيها بسبع حقائب وزارية وازنة. وتوجس المئات من المؤتمرين المشاركين في المؤتمر، من الكيفية التي دبر بها انتخاب الأمين العام الذي استأثر باهتمام الجميع، إذ انتشرت ثقافة انعدام الثقة بين القياديين المحتملين، لرئاسة « الجرار»، رغم أن جلهم أجمعوا أن عبد اللطيف وهبي، الأمين العام السابق كان ناجحا، ووضع الحزب على سكته، وضمن وحدته، ومع ذلك خذلوه وفرضوا عليه المغادرة رافضين منحه ولاية ثانية التي نص عليها القانون، واخترعوا قيادة جماعية كأن الحزب أنشأ حديثا في مرحلة انتقالية والحال أن عمره يصل إلى 15 سنة. وحاول قادة الحزب الجدد المنتخبون بالإجماع وبالتصفيق، في المؤتمر الخامس إقناع الصحافيين وعموم « الباميين» بجدوى الرئاسة الثلاثية، لكن لا أحد اقتنع بذلك، والكل قال إن هناك لغزا ما محير في العملية، أو سيناريو يتم الإعداد له مستقبلا، بجر وزير ما لرئاسة الحزب قبل سنة على موعد الانتخابات، وهناك من روج أن عين بعض القياديين على رئاسة الحكومة، كان سببا في أن تكون هناك قيادة ثلاثية، لذلك سارعوا إلى الإطاحة بوهبي، وأن الأمر مجرد رغبة ذاتية لا علاقة لها بمحاربة الفساد وسد الطريق على من يريد المس بالحزب، بعد اعتقال شخصين بشبهة الاتجار في المخدرات. وفكرة تداول السلطة على منصب الأمين العام لإبعاد تقديس الأمناء العامين نجح فيها «الباميون»، بشكل كبير، لكنهم أخفقوا في أمر مدة التداول في تحمل المسؤوليات في القيادة الحزبية وحتى في تزكية البرلمان بمجلسيه والمجالس الترابية المنتخبة، إذ أن 4 سنوات غير كافية كي يظهر المسؤول طريقته في تدبير شؤون الحزب، لأن المدة السياسية المعقولة هي 8 سنوات، يعني تنفيذ مبدأ احترام الولايتين إن كان الأمين العام في مستوى تحمل المسؤولية، يمكن من خلالها الاستفادة من مساهمته ومساهمة أعضاء المكتب السياسي الذين اشتغلوا معه بجد لأجل تطوير الحزب على جميع المستويات، عوض الظهور بمظهر شعار « مولا نوبة» الذي أفرغ العمل الحزبي من هدفه في تأطير المواطنين، وخدمتهم عبر العمل السياسي التشريعي بالبرلمان، والخدماتي بالمجالس الترابية المنتخبة بالجهات ومجالس العمالات والأقاليم والبلديات، وفي كافة المؤسسات، فالتغيير الفجائي يدمر حركية عجلة « الجرار» ويدخل الجميع في دوامة الحرب على الزعامة. وقال وهبي الأمين العام السابق في كلمة افتتاحية، قبل أن يفرض عليه أن يقرر المغادرة، «إن تعميق التوجه الإستراتيجي الاجتماعي، هو من مهام القوى الديمقراطية الوطنية التي يقود بعضها اليوم القرار الحكومي؛ وهو دور الأصالة والمعاصرة في تحصين المكتسبات الوطنية، وتقديم حلول جديدة لكل التحديات المطروحة على التنمية ببلادنا، «وهذا قدرنا ونؤمن به، بل أكثر من ذلك نجزم أن الحظ المعاكس الذي يصادف إنجازات هذه الحكومة ليس هو الجفاف كما يظن البعض، أو تلاحق أحداث مفاجئة مثل الحرب الأوكرانية الروسية، أو زلزال الحوز وتارودانت، بل ما نلاحظه كحزب ديمقراطي يشارك لأول مرة في الحكومة هو الغياب شبه التام للنقاش الفكري السياسي الديمقراطي لمشاريعنا وبرامجنا الحكومية» حسب قوله. فراغ خطير أكد وهبي أن غياب النقاش السياسي العقلاني من الوسطاء السياسيين الديمقراطيين داخل فضاء المؤسسات الدستورية جعل الجميع يعيش فراغا خطيرا، ومع كامل الأسف سيملأ هذا الفراغ خطاب شعبوي فارغ داخل مواقع التواصل الاجتماعي، في معظمه غير سياسي ولا هو فكري، يشتغل على فهم ونقد السياسة الحكومية بطريقة سطحية شعبوية وحتى عدوانية، من أجل تصفية حسابات ذاتية ضيقة أحيانا، وأحيانا أخرى من أجل أرباح وعائدات ناتجة عن مسخ في صورة اليوتوب وتفاهة في التيكتوك بواسطة تهريج يهدف إلى النيل من شخصيات حكومية أو إقحام بعض القضايا الحزبية في تداول حكواتي رديء وبئيس، يستغل مع الأسف عاطفة بعض المتلقين، فيحاول بهذا النقاش الرديئ أن يعوض التناظر بالأفكار والبرامج والوقائع بأسلوب يحترم ذكاء أغلبية الرأي العام الوطني، إضافة إلى أنه يجب التأكيد على أن آفة النسيان كانت السبب الكبير في الإساءة إلى « البام». أحمد الأرقام

مخاض ولادة جديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

‭"‬لافاج‭" ‬السيارات‭... ‬تبذير‭ ‬الماء‭ ‬بـ‭ "‬العلالي‭"‬

كأس آسيا... تتويج قطري وتألق مغربي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات