محمـد الخامـس والصحـراء فـي نـدوة بكلميـم

شاركت الباحثة ابتسام تيملايين، أخيرا، خلال الندوة الفكرية التي نظمتها مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث بكلميم، في تظاهرة "2014 سنة محمد الخامس" وحددت لها موضوع "محمد الخامس في مواجهة مؤامرات فصل الصحراء عن مغربها" وعرفت مشاركة مجموعة من الباحثين والمؤرخين منهم الدكتور إدريس الناقوري وعبد الكريم الزرقطوني رئيس المؤسسة، وعبد الله حاريص مسيرا. واختارت تيملايين مقاربة الموضوع من زاوية تاريخية، مقسمة مداخلتها إلى ثلاثة محاور أساسية، بدأتها برصد بدايات "التسرب الاستعماري في الصحراء المغربية وتنامي الشعور الوطني".وانطلقت الأستاذة الباحثة بجامعة ابن زهر بأكادير، من لحظة سقوط غرناطة سنة 1492، إذ اعتبرت أن أنظار الدولتين الإيبيريتين بدأت تتجه إلى المغرب منذ هذه المرحلة، خاصة تجاه السواحل الشمالية والغربية والجنوبية، وهي "متوجسة من استعادة المغرب لماضيه المجيد في أرضها التي كانت بالأمس جزءا من أرضه".واستعرضت تيملايين المدن والمناطق المغربية التي احتلت من طرف البرتغاليين والإسبان معتبرة أن ذلك كشف تدهور الدولة تلك الفترة، كما كشف طبيعة الجشع الاستعماري الذي ووجه بمقاومة شرسة من قبل المغاربة.وأضافت الباحثة المغربية أن دخول القوتين الاستعماريتين انجلترا وفرنسا التنافس الاستعماري خلال مطلع القرن 17 أثار تخوف إسبانيا التي كانت تحاول بسط سيطرتها على السواحل الجنوبية الممتدة من أكادير إلى الكويرة (الرأس الأبيض)، عبر أساليب احتيالية بدأتها بسياسة الشركات والمراكز التجارية إضافة إلى الاتفاقيات الثنائية، لتنهيها في مرحلة ثانية بسياسة الحملات العسكرية المباشرة.وقدمت تيملايين لمحة موجزة عن الاتفاقيات التي سبقت فترة الحماية بالمغرب، مطلع القرن الماضي، ومهدت لتقسيم البلاد بين فرنسا وإسبانيا بالاتفاق مع دول استعمارية أخرى منها بريطانيا وألمانيا.وفي المحور الثاني من مداخلتها تطرقت ابتسام تيملايين إلى جهود الراحل محمد الخامس للتصدي لمحاولات فصل الصحراء عن مغربها، مؤكدة أن اهتمامه بالربوع الصحراوية نابع من تشبثه بسيادة المغرب عليها، ومن منطلق البيعة وجد نفسه مسؤولا على كل شبر في الوطن بما فيه صحراؤه.ورغم استعادة المغرب استقلاله الجزئي سنة 1956، إلا أنه بقي محكوما بانشغال استكمال وحدته الترابية على مناطقه المغتصبة، تقول تيملايين، وهو ما بدا واضحا من خلال خطاب محمد الخامس في محاميد الغزلان سنة 1958.وفي المحور الثالث من المداخلة استعرضت الباحثة جانبا من عمليات جيش التحرير بالجنوب، وصولا إلى معركة "إيكوفيون" سنة 1958 التي أسفرت عن تحالف فرنسي إسباني كان هدفه القضاء على جيش التحرير ومنعه من التقدم نحو موريتانيا والصحراء الجزائرية خوفا من احتلالها، ومع قوة ضربات التحالف اضطر إلى الانسحاب في اتجاه وادي درعة.أما الباحث عمر ناجيه، فاختار مقاربة الموضوع عبر استقراء سيرورة الأحداث التاريخية، ليخلص أن تعامل الراحل محمد الخامس مع مشكلة الأقاليم الصحراوية الجنوبية جاء في سياق عام، يتلخص في كفاح الملك والشعب من أجل نيل الاستقلال في مرحلة أولى انتهت سنة 1956 برجوع الملك من المنفى وخروج المستعمر الفرنسي.وأضاف الأستاذ الباحث في تاريخ وتراث الصحراء أن المرحلة الثانية كان المغرب فيها يروم استرجاع المناطق التي كانت ترزح تحت الاستعمار الفرنسي والإسباني، ويتعلق الأمر بالصحراء الشرقية والصحراء الجنوبية لمواجهة الأطماع التي كانت تسعى إلى إبقاء المغرب مجزءا وغير موحد في استغلال لبعض الوضعيات السياسية الدولية التي توخت تهميش الحقائق التاريخية التي كانت تفرض نفسها بإلحاح.عزيز المجدوب (موفد "الصباح" إلى كلميم)

محمـد الخامـس والصحـراء فـي نـدوة بكلميـم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغربية ابتسام تنافس على "ستار أكاديمي"

دراسة في القانون : دعوى ثبوت الزوجية بين شروط الإبقاء ودواعي الإلغاء

مقالات ذات صلة