تلاعبات في ملايير دعم القمح

غضبة أرباب المخابز لاحتكار فئة أموال الدولة واستغلالها في تحقيق مصالحها الشخصية أثار تصريح مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، تخصيص الحكومة شهريا 50 مليارا لدعم المخابز لضمان استقرار أسعار الخبز، غضب أرباب المخابز العصرية والتقليدية، متحدثين عن استفادة لوبيات من أرباح بالملايير، على حساب الدولة وصحة المواطنين، من خلال مشروع الدعم المخصص لاستيراد القمح، عبر استغلاله في إنتاج أنواع من الدقيق ذات جود عالية وبيعه بأثمنة غالية، في حين يخصص الدقيق الرديء لإنتاج الخبز. وقال مهنيون إن ملايير الدعم أسالت لعاب لوبيات، فعمدت إلى التحايل على القانون، عبر السطو على نقابتهم من خلال الإعلان عن تأسيس إطار، تم الادعاء أنه يمثل جميع أرباب المخابز التقليدية والعصرية، وضمه إلى ما يسمى "سلاسل إنتاج الحبوب" المعروفة بـ"لافياك"، إلى جانب العديد من المهنيين في قطاع الحبوب، من أرباب مطاحن ومخزنين ومستوردين ومجمعين، والهدف، حسب قولهم، التمويه على الدولة على أن الجميع سيستفيد من الدعم، في حين احتكرت فئة منهم الملايير منه. وأفاد مهنيون أن رهان الدولة من الدعم، المحافظة على أسعار الدقيق المحددة في 3 دراهم ونصف درهم للكيلوغرام الواحد، وبالتالي تفادي أي زيادة في ثمن الخبز، إلا أن جهات استغلت الدعم لتحقيق مصالحها الخاصة، عبر استغلال القمح المدعم لإنتاج أنواع عديدة من الدقيق ذات جودة عالية، وعرضه في الأسواق الوطنية بأثمنة تصل إلى 8 دراهم للكيلوغرام، في حين يخصص للمخابز دقيق من النوع الرديء، يكلفهم نفقات مالية إضافية لضمان جودة الخبز، قبل بيعه للمواطنين. وقال رشيد الجبالي، حقوقي، وعضو جمعية أرباب الأفرنة والمخابز التقليدية بالبيضاء لـ"الصباح" إنه في الوقت الذي استفادت فيه فئة من الدعم الذي خصصته الدولة لاستيراد القمح، أقصي منه أرباب المخابز، إذ يفوت لهم الدقيق بالسعر نفسه، الذي يقتنيه المواطنون العاديون والشركات المتخصصة في إنتاج المواد الغائية، رغم إقحامهم في سلسلة إنتاج الحبوب. وتحدث الجبالي عن مخطط وضعته لوبيات القطاع لاحتكار ملايير الدعم، من خلال الإعلان عن تأسيس إطار نقابي في ظروف غامضة، وتقديمه على أنه يمثل أرباب المخابز بالمغرب بكل أنواعها، وإلحاقه بسلسلة إنتاج الحبوب للتمويه على الدولة أن جميع الأطراف ممثلة فيه، وأن الدعم سيوزع على الجميع، وهو ما يخالف الواقع. وبخصوص الاتهامات الموجهة لأرباب المخابز، التي تعتمد إضافة مواد على الخبز من قبيل السكر، برر الجبالي بعبارة "مكره أخوك لا بطل"، بحكم أن الدقيق المسلم لهم لإنتاج الخبز، خال بنسبة كبيرة من مواد مكملة للتغذية، وأن نسبة امتصاصه للماء لا تتجاوز 50 في المائة، مقارن مع أوربا التي تصل النسبة فيها إلى 70 في المائة، الأمر الذي يدفعهم إلى إضافة السكر ومكملات كيمائية للحفاظ على قوة العجين وطهو الخبز في ظروف طبيعية، متحدثا في الوقت نفسه عن حرب خفية تقودها جهات دعم، عبر تشجيعها أفرانا عشوائية، ما دام الهدف هو توزيع أطنان من الدقيق دون انتقاد جودته. مصطفى لطفي

تلاعبات في ملايير دعم القمح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أخبار الصباح

اعتقال "فراقشية" مسلحين بسطات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات