المزج الفني الإسلامي اليهودي ختام “الأندلسيات الأطلسية”

أسدل الستار، مساء أول أمس (السبت)، على فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان الأندلسيات الأطلسية، التي احتضنتها الصويرة على مدار ثلاثة أيام. وشهد اليوم الأخير برنامجا حافلا ومكثفا تضمن العديد من الفقرات الفنية والثقافية التي تمحورت حول تيمة واحدة وهي كيفية البحث عن أواصر التقارب بين الثقافات والديانات عن طريق الفن. وكانت أبرز لحظات الأمسية الختامية لحظة تجديد اللقاء بين الفنانين المغربيين عبد الرحيم الصويري وحاييم لوك، اللذين غنيا أيضا خلال أمسية الافتتاح، لكن اللقاء الثاني كان بنكهة خاصة، استعادا فيه معا شذرات من النوبات الأندلسية وعطفا على باقة من أشهر الأغاني الشعبية خاصة من ريبيتوار الراحل عبد الصادق شقارة، قبل أن يستقر بهما الترحال الفني على لحظة أطلقا فيها العنان لملكاتهما في المواويل التي تفاعل معها الحاضرون بالقاعة الرياضية المغطاة بالصويرة التي غصت عن آخرها.وكانت الأمسية الختامية افتتحت على وقع مزيج من الأنغام المغربية وموسيقى الفلامينكو الإسبانية، قدمتها فرقة جلال شقارة، الذي استعاد جملة من أغاني عمه، التي كانت نموذجا فنيا للتقارب الموسيقي بين الضفتين، كما شاركت خلال هذه الوصلة الفنانة الصاعدة عبير العابد.كما تواصلت خلال الأمسية الفنية، التي كانت أمسية المشاريع الفنية الثنائية أو الجماعية بامتياز، لحظات التلاقح الموسيقي بوصلة مشتركة بين منشدة الملحون المغربية سناء مرحاتي والمغني بنيامين بوزاغلو قدما فيها مجموعة من قصائد الملحون ونماذج من فن "المطروز" اليهودي المغربي وهو نوع من موسيقى الطرب الغرناطي، تمزج فيها أنغام عربية وعبرية بالموسيقى اليهودية الإسبانية والموسيقى اليهودية العربية والمغاربية الأندلسية، وتجمع في نصوصها المأخوذة من التقاليد الشعرية اليهودية بين الأغراض الدينية والدنيوية.وتخللت الأمسية أيضا لحظة مزج فني جمعت الفنانة المغربية اليهودية نطاع الخيام والفنان الفلسطيني وعازف العود ماهر خليل ديبا، قدما فيها مجموعة من القصائد المشتركة، كما استعادت نطاع التي تتحدر من البيضاء وتعود جذورها إلى منطقة تنغير، مجموعة من أغاني رواد الأغنية اليهودية المغربية مثل سامي المغربي وزهرة الفاسية وغيرهما.أما بفضاء "دار الصويري" فتواصلت بعد منتصف الليل، لحظات اكتشاف المخزون التراثي الغنائي لمدينة الرياح، عبر فرقة "حلاب الصويرة" التي أدت مجموعة من القصائد والأغاني الشعبية الصويرية. وكان الفضاء نفسه احتضن على مدى أيام المهرجان أمسيات أخرى انفتح في أولاها على فرقة طائفة حمادشة بالصويرة، ثم في الأمسية الثانية على طائفة عيساوة.ولم تخل دورة مهرجان "الأندلسيات الأطلسية" من لحظات نقاش فكري استعاد مسألة التعايش والحوار بين الثقافات والديانات، إذ احتضنت دار الصويري صباح الجمعة الماضي، لقاء عرف مشاركة أندري أزولاي، مستشار الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور المنظمة للمهرجان، استحضر فيه قضية الصراع العربي الإسرائيلي رافضا إعطاء أي مبررات دينية للصراع السياسي القائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والعمل على تحويله إلى صراع ديني بين اليهود والمسلمين. ودعا أزولاي في المقابل إلى ضرورة الابتعاد عن أي استغلال سياسي للأديان، وجعلها مجالا للقاء الثقافي والروحي بين مختلف الشعوب، مشددا على "تصفية المناهج التربوية والمقررات الدراسية في المغرب من كل إشارات قد تسهم في نشر العنصرية والتطرف وتصنيف الآخر المختلف حسب دينه وطائفته".عزيز المجدوب (موفد "الصباح" إلى الصويرة)

المزج الفني الإسلامي اليهودي ختام “الأندلسيات الأطلسية”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أزمة الماء تخيم على معرض التمور بأرفود

مؤتمر "فكر 13" يناقش معايير التكامل العربي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات