الصويرة تحتضن الأندلسيات الأطلسية

تنطلق اليوم (الخميس) بالصويرة وإلى غاية 3 نونبر المقبل الدورة الحادية عشرة لمهرجان الأندلسيات الأطلسية الذي تنظمه "جمعية الصويرة موكادور" بشراكة مع "مؤسسة الثقافات الثلاث"، والذي يشكل لحظة تلاقح بين الأنماط الفنية والحضارية التي تمثل الثقافتين العربية والعبرية. وتتضمن برمجة الدورة الحالية للمهرجان حفلات، تحتضنها "دار الصويري" والمنصة الكبيرة للمهرجان، إذ سيتم استقبال الجوق التطواني برئاسة محمد أمين الأكرمي، والذي سيشاركه في الأداء حاييم لوك وعبد الرحيم الصويري وبنيامين بوزاغالو. كما يتضمن البرنامج مشاركة مجموعة من الأصوات النسائية المختصة في فن "الشكوري" وكل أنواع الفن اليهودي العربي والملحون والشعبي والأندلسي، بحضور سناء مرحتي ونطع القيام وعبير العابد وزينب أفيلال وفاتن كارتي وجوق النساء الصويريات ومدرسة فلامينكو إشبيلية الإسبانية. أما الأصوات الرجالية فتنفتح الدورة على كل من هشام دينار ورشيد أوشاهد، إلى جانب عبد المجيد الصويري، الذي يشكل ذاكرة حية لإسهامات الصويرة في التراث الوطني للسماع والموسيقى الأندلسية. كما يتضمن البرنامج لحظات فنية روحانية مع طوائف الصويرة، مع زاوية درقاوة وعيساوة واحمادشة والتيجانيين، وكل المجموعات التي تؤسس لروح الاتجاهات والأذواق الموسيقية، بفضل عطاءات وتسيير الحاج مارينة والحاج الهالب وحمزة جورتي وآخرين.وبالموازاة مع البرمجة الموسيقية والغنائية ستخصص صباحيات المهرجان للنقاش الفكري في إطار منتدى، بمشاركة مثقفين ورجال فكر، يتناولون بالعرض والنقاش الفلسفة العامة التي سعت التظاهرة، منذ انطلاقتها، إلى طرحها والاحتفاء بها.وتشكل هذه الدورة فرصة للحديث عن قيمة العمل المنجز والأهداف من تنظيم تظاهرة، ببعد ثقافي وفني، تحتفي بالتعدد والتسامح والتعايش بين الديانات والثقافات، سواء عبر مد الجسور بين فضاء جغرافي عريض يضم البحر الأبيض المتوسط، ويمتد حتى الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي، والذي يشكل الإرث الأندلسي الرابط الذي يجمع بين مكوناته، أو التشديد على أهمية الاحتفال بالذاكرة ونقل التراث ضمن ثقافة الاختلاف، والتعبير بصوت واحد عن غنى وعمق المغرب المتعدد، الذي يهتز، في انسجام، على أنغام موحدة لموسيقى بلا حدود.كما تستحضر دورة السنة الحالية لمهرجان الأندلسيات الأطلسية الرسام الفرنسي أوجين دولا كروا ومعه التراث الفني التشكيلي والموسيقي لمرحلة بداية القرن التاسع عشر.الاحتفاء بالرسام الفرنسي يأتي في سياق استحضار لوحته الشهيرة "اليهود الموسيقيون لموغادور" التي نقل فيها إلى العالم ما تختزنه هذه المدينة من قيم تسامح وتنوع المغرب وغناه الثقافي والعرقي والديني.وفي هذا السياق سيتم تقديم لوحة موسيقية أشرف على تحضيرها، باحثون موسيقيون شباب يترأسهم عبد الصمد عمارة، مدير المعهد الموسيقي بالصويرة، وبمساهمة الفنان عبد الغني الكتاني.وعلى مدار بضعة أشهر عكف هؤلاء الباحثون والموسيقيون على ترتيب ونقل تقاسيم وكلمات وتلحين المقطوعات الموسيقية التي قدمت أمام السلطان عبد الرحمن سنة 1832، وهي المقطوعة الموسيقية التي اختير لها عنوان "القدام الجديدي الصويري" التي لم يظهر لها أثر منذ ذلك التاريخ، ليتم تقديمها خلال دورة هذه السنة من مهرجان الأندلسيات الأطلسية.عزيز المجدوب

الصويرة تحتضن الأندلسيات الأطلسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الـجـيـش يـفـرج عـن مـنـح لاعـبـيـه

دراسة في القانون : الشأن القضائي مادة إعلامية من وجهة نظر قضائية

مقالات ذات صلة