مرافعات جمعيات مدافعة عن الرجل تثير استغراب لجنة إصلاح مدونة الأسرة عبر عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، عن استغرابه الشديد بسبب انتشار ظاهرة تعنيف النساء لأزواجهن الرجال، وممارسة القهر على المطلقين منهم بأداء النفقة باقتسام الأجرة الضعيفة أصلا، أو تعريضهم لعقوبة حبسية، وحرمانهم من صلة الرحم مع أبنائهم، ما جعل أغلبهم يعبر عن رفضه "العيش في قهرة"، ومعاناة نفسية. هذا ما تسرب من لقاء جمع أعضاء الهيأة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، نهاية الأسبوع بالرباط، والجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الرجال ضحايا العنف النسوي، والجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الأب والأبناء، وفق ما ذكرته مصادر "الصباح". واعتبر هذا الاجتماع، فريدا من نوعه، وسابقة، لأنه كشف قهر النساء للرجال، بخلاف مرافعات 1500 من جمعيات المجتمع المدني، و21 حزبا، و4 مركزيات نقابية، و6 مؤسسات رسمية، وعشر جمعيات حقوقية. وأكدت المصادر أن وهبي من شدة ما سمع من مرافعات أدلى بها أعضاء الجمعيتين المذكورتين، تساءل عن حقيقة ما راج من كلام، هل يعبر عن معاناة فعلية للرجال أم تضخيم لوقائع معينة، ليجد الجواب، "نعم هناك آلاف الرجال أو ملايين يعانون القهر بسبب تسلط النساء وحان الوقت للدفاع عنهم وإرجاع الهيبة للأسرة"، هذا ما ردده أكثر من عضو في الجمعيتين، بينهم نساء في لقاء دام ساعة تقريبا من النقاش. واستغرب باقي أعضاء الهيأة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، وهم محمد عبد النباوي، منسق اللجنة، والرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، ولحسن الداكي، رئيس النيابة العامة، وعواطف حيار، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، لما استمعوا له، إذ بدا في البداية أنه مجرد محاولة أراد من خلالها أعضاء الجمعيتين، التميز عن باقي الجمعيات، لكنهم تفاجؤوا بما سمعوه من مطالب وملف مطلبي ضخم. وقال فؤاد الهمزي، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الرجال ضحايا العنف النسوي، في تصريح صحافي بثه في حسابه على "فيسبوك"، إن الرجال مقهورون، ومعنفون من قبل النساء، ولحفظ كرامتهم لا يتحدثون، بخلاف النساء اللواتي ملأن الفضاء العام بالصراخ والعويل، مضيفا أن جمعيته ترافعت لأجل بناء أسرة متماسكة. ومن جهته، قال محمد الإدريسي الحوتي، المكلف بالشؤون القانونية للجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الرجال ضحايا العنف النسوي، إن الرجال يعانون الأمرين، بسبب هيمنة النساء على النقاش الجاري لإصلاح مدونة الأسرة، إذ يتحمل الرجال المعاناة بصمت حفاظا على كرامتهم، مضيفا أن لا أحد يشكك في قدرة النساء في تحمل المسؤولية وتولي المناصب العليا، وهذا لا ينبغي أن يجعل من "تباكي المرأة" صورة تطغى في الفضاء العام على معاناة الرجل. ودعا محمد ماج، نائب الكاتب العام للجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الأب والأبناء، إلى إرجاع الهيبة لبنية الأسرة، وحفظ مكانة الأب، ومواجهة الحيف الذي تعرض له، والإسهام في خفض حالات الطلاق، والبحث عن التماسك الأسري لخدمة الأطفال. أحمد الأرقام