ولادة غـريـبـة لـفـريـق الـحـسـن الـثـانـي الـمـدلـل

التحق بالقسم الثاني مباشرة بعد تأسيسه ونال حظوة استثنائية وبات أكثر الفرق الوطنية تتويجا لم يكن تأسيس فريق الجيش الملكي عاديا وطبيعيا، بل كان فريدا من نوعه عام 1958، إذ حل بالقسم الثاني، دون أن يمر عبر الأقسام الشرفية، كباقي الفرق. وحظي الجيش الملكي بامتيازات استثنائية منذ تأسيسه، قبل أن يسطع نجمه تدريجيا... كان يطلق عليه في السنوات التي تلت تأسيسه بفريق مولاي الحسن، في إشارة إلى أن الملك الراحل الحسن الثاني، صاحب فكرة ولادته وإخراجه إلى حيز الوجود. وكان يحظى بدعم كبير ومعاملة استثنائية. ظروف التأسيس انطلقت فكرة تأسيس الجيش الملكي بعد حصول المغرب على الاستقلال، من قبل الراحل الحسن الثاني، الذي عرف عنه حبه لكرة القدم، وكان حينها يتشكل من لاعبين من القوات المسلحة الملكية بهدف تحسين الأداء على المستوى الفني والبدني والتنظيمي والروح الرياضية، في أفق الحصول على فريق متكامل. اختير للفريق اللونان الأحمر والأخضر، وهما لونا العلم الوطني، قبل إضافة اللون الأسود.يتوفر على بنيات تحتية رياضية في مستوى عال، فضلا عن وضع ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله رهن إشارته.وبخصوص مرحلة تأسيس فريق الجيش قال الراحل محمد امجيد “خلال اجتماع ضم رؤساء الجامعات، أعلن عمر بوستة (وزير الشبيبة والرياضة آنذاك) عن اقتراح تسجيل الجيش الملكي في بطولة القسم الثاني، رغم أننا كنا وقتها في وسط الموسم، فوافق الكل، في حين قدمت اعتراضا على ذلك، وبررته بأن دخول الجيش الملكي يتطلب تغيير برنامج البطولة برمته، وهو ما سيخلق اضطرابا حقيقيا. وتم تسجيل اعتراضي في محضر الاجتماع. يومين بعد ذلك، طلب ولي العهد مولاي الحسن مقابلتي، إذ امتطيت صحبته سيارته من نوع “كريزلير” وقادني إلى مركب الجيش الملكي، وأطلعني على مرافقه، مؤكدا لي رغبته في أن يكون هذا الفريق نموذجا لباقي الأندية المغربية، وحينها وافقت، لأن ولي العهد كان يطمح وقتها إلى رؤية فريق نخبوي يضم أجود العناصر الوطنية”. الجيش يفرض نفوذه شرع الجيش الملكي في حصد النتائج الإيجابية تلو الأخرى، ليصعد إلى القسم الأول في الموسم الموالي. وواصل حضوره الجيد وحظوته وهو يلعب إلى جانب باقي الفرق في القسم الأول. وأكثر من ذلك سيبسط نفوذه على باقي منافسيه، يقول الحسين الحياني “ احتل الجيش الملكي مع نهاية موسم 1959/1960 الصف الأول بـ 54 نقطة رفقة فريقين هما النادي القنيطري والرجاء الرياضي، علما أن الأخير كان يتوفر على أفضل نسبة عامة (+18) متقدما عن الجيش الملكي والنادي القنيطري اللذين لم تتجاوز نسبتهما العامة على التوالي (+16) و(+15)، وهو ما يعني في أعراف وقوانين كل البطولات المحلية والدولية أن الرجاء هو الفائز باللقب. ولكي تستند الجامعة إلى قانون النسبة العامة وتتوج الرجاء بطلا لذلك الموسم، بحثت عن الخط المستقيم في رسم منجل، وركنت إلى المراوغة حين قررت إجراء دوري ثلاثي من مباراة واحدة بين الفرق الثلاثة المذكورة، بدعوى أن فريق الجيش الملكي هو فريق مولاي الحسن ولي العهد آنذاك، لكن فريق الرجاء رفض ذلك من منطلق القناعة الشرعية ومبدأ رفض المساومة في حق مكتسب، ولم يستجب لرغبة الجهاز الجامعي. ومن طرائف القدر أن النادي القنيطري فاز على الجيش الملكي بهدفين لواحد، وتوج بطلا للموسم ودخل التاريخ من بابين، باب ضيق وباب واسع. وترك ذلك الحادث صدى غير مريح لدى كل طبقات المجتمع الكروي الذي عبر بكل وسائله عن استنكاره للمحسوبية المفضوحة تجاه الفريق العسكري، وأعرب الكل عن إدانة الجامعة بكل الوسائل الإعلامية وغير الإعلامية.ومنذ ذلك الحين وفريق الجيش الملكي يتمتع بحظوة ومعاملة استثنائية حتى من حكام ومسؤولين جامعيين، فشرع في حصد الألقاب، دون أن يبالي بكثرة احتجاجات الأندية حول التعاطف المفرط مع الفريق العسكري، حتى ولو تطلب الأمر القفز على القوانين. الضغط لانتداب اللاعبين كان الجيش الملكي يعتمد في أحايين كثيرة على أسلوب الضغط على فرق وطنية من أجل التخلي عن بعض لاعبيها مجبرين، بمبرر أن قانون الفريق العسكري لا يسمح بانتداب لاعبين أجانب. وهناك أمثلة كثيرة على انتقال لاعبين إلى الجيش مكرهين، أو دون علم فرقهم الأصلية، كما حدث مع حمادي حميدوش، لاعب النادي المكناسي في بداية السبعينات، واللاعب محمد البدراوي، الذي التحق إلى الفريق العسكري دون رضا رجاء بني ملال، بل بضغط من الكولونيل محمد العكاري، الذي أوضح لمسؤولي رجاء بني ملال أنه لم يحضر للتفاوض معهم، بل لاصطحاب اللاعب إلى الرباط، بما أن الأمر يتعلق بواجب وطني، في إشارة إلى أن الجيش الملكي كان يستعد لخوض بطولة العالم العسكرية التي احتضنها المغرب سنة 1993. وتكرر الأمر ذاته مع لاعبين آخرين كإدريس أسمار، حارس الدفاع الحسني الجديدي، الذي تلقى أمرا بالالتحاق بالفريق العسكري رغما عنه، ومحمد باخوش، لاعب اتحاد الخميسات، ورضا المختاري، لاعب اتحاد طنجة، وعبد الله السرجي، لاعب حسنية أكادير، وغيرهم من اللاعبين. وعانت العديد من الفرق من عدم التوصل بمستحقاتها نظير الالتحاق لاعبيها بالفريق العسكري. الجيش ينفتح تراجعت حظوة الجيش الملكي في السنوات الأخيرة، بالنظر إلى تنامي الوعي داخل المكاتب المسيرة للفريق العسكري، والتحاق مدنيين بالتسيير اليومي، بعدما كان ذلك مقتصرا على العسكريين. ففي الجمع العام الاستثنائي لجامعة كرة القدم عام 1999، فوجئ الحضور بإدماج الجنرال حسني بنسليمان اسم محمد مفيد يشغل منصب نائب الرئيس بالجيش الملكي، قبل أن يلتحق به في السنتين الأخيرتين، محمد الشهبي وسمير فتحي، كما بات ينفتح على جمعيات المحبين وفصائل ”الإلتراس”. وشكل اجتماع المختار مصمم، الرئيس المنتدب للفريق العسكري، بممثلي الجمعيات والإلتراس، استثناء ومفهوما جديدا لتعامل مسؤولي الجيش مع باقي مكوناته. لم يعد الجيش يحظى بمعاملة خاصة، كما السابق، بل تسري عليه قوانين الجامعة على غرار باقي الفرق، بدليل معاقبته بأربع مباريات دون جمهور وغرامة 30 ألف درهم عقب أحداث الشغب التي رافقت مباراته أمام الدفاع الجديدي، لحساب الدورة الخامسة من منافسات البطولة. الجيش أكثر تتويجا يعد الجيش الملكي أكثر الفرق الوطنية تتويجا بالألقاب، إذ فاز الفريق بأول لقب للبطولة عام 1961، لتتواصل السيطرة العسكرية مع توالي السنوات من خلال فوزه باللقب ثلاث مرات متتالية أعوام 1962 و1963 و1964، قبل أن يعود إلى سكة التتويجات عامي 1967 و1968، ثم سنوات 1970 و1984 و1987 و1989 و2005 و2008، ليصل إلى 12 لقبا للبطولة.وفي مسابقة كأس العرش، فاز فريق الجيش الملكي ب11 لقبا، وذلك خلال سنوات 1959 و1971 و1984 و1985 و1986 و1999 و2003 و2004 و2007 و2008 و2009.وكان الجيش الملكي أول فريق مغربي يفوز بكأس إفريقيا للأندية الفائزة بالبطولة (عصبة الأبطال) عام 1985.وفشل الفريق العسكري في الفوز بكأس الكؤوس الإفريقية عام 1997، عندما انهزم أمام نجم الساحل التونسي في المباراة النهائية، قبل أن يضيف لقبه القاري الثاني عام 2005، عندما تغلب على فريق دولفين النيجيري في نهائي كأس ال”كاف”، إلا أنه خسر مباراة الكأس الممتازة أمام الأهلي المصري بالضربات الترجيحية. ووصل عدد ألقاب الجيش الملكي إلى 25 لقبا موزعة بين البطولة وكأس العرش وكأس أبطال إفريقيا وكأس ال”كاف”. إنجاز: عيسى الكامحي

ولادة غـريـبـة لـفـريـق الـحـسـن الـثـانـي الـمـدلـل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الكوديم" يبحث عن أول فوز

الجيش الملكي... فريق استثنائي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات