انتكاسة “الكاك”… من المسؤول؟

مليار و200 مليون ديون عالقة والحجز على الحساب البنكي معضلته الكبرى يعيش النادي القنيطري وضعا مقلقا، منذ بداية الموسم الكروي الجاري، جراء معاناته أزمة مالية خانقة وتراكم ديونه، فضلا عن غياب المستشهرين والممونين، رغم أن القنيطرة تتوفر على عدد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى. ورغم المحاولات التي بذلت من قبل عدد من الغيورين للتخفيف من معاناته المالية، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لتجنب الفريق النزول إلى القسم الوطني هواة، قبل سنتين، رغم تاريخه الحافل بالإنجازات، سواء على مستوى الألقاب المحلية (4 مرات بطلا للمغرب، ومرة واحدة بكأس العرش)، إضافة إلى مشاركته في المسابقات الإفريقية والعربية وإنجابه العديد من الأسماء، التي ستتألق مع المنتخب الوطني، في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. انطلاقة خاطئة لم تكن انطلاقة النادي القنيطري في بطولة القسم الوطني هواة في مستوى تطلعات جماهيره العريضة، بعدما حصد نتائج مخيبة للآمال، وهي التي كانت تمني النفس في بداية جيدة تؤهله للعودة إلى القسم الثاني، خصوصا بعد عودة حكيم دومو للرئاسة، خلفا لخليل وشواش، الذي استقال من منصبه. ورغم أن الفريق القنيطري بدأ الاستعدادات مبكرا وخاض عددا من المباريات الإعدادية، إلا أنه فاجأ كل التوقعات بنتائجه السلبية، إذ فاز في مباراتين فقط، أمام الاتحاد البيضاوي وأمل تزنيت، وتعادل في مثلهما، مقابل أربعة تعادلات، ليحتل بذلك المركز التاسع برصيد 10 نقاط. واعتبر العديد من الملاحظين أن سوء التركيز وعدم ثقة اللاعبين في أنفسهم وراء الانطلاقة الخاطئة للنادي القنيطري منذ بداية الموسم الجاري، إضافة إلى مشكلة تغيير المدربين. مغنية ضحية أم مخطئ؟ عندما عين النادي القنيطري أنور مغنية مدربا له في يوليوز الماضي، اعتقد الجميع أن هذا المدرب قادر على إعادة الفريق إلى سكة الانتصارات، وبالتالي تحقيق الصعود إلى القسم الثاني، إلا أنه سرعان ما سارت النتائج عكس المتوقع، ليغادر الفريق من الباب الخلفي، ويترك مكانه لمساعديه عبد الحق مازيني وصلاح الدين الخليفي، اللذين فشلا بدورهما في عودة النتائج الإيجابية، رغم التحسن الذي ظهر على أداء اللاعبين نسبيا، مقارنة مع ما كان عليه الحال سابقا. وفي الوقت الذي كشفت فيه مصادر مقربة أن المدرب مغنية لم يحظ بدعم مطلق من قبل المكتب المسير، فإن هناك من حمله مسؤولية تراجع الفريق، بسبب ارتكابه عددا من الأخطاء الفنية والتكتيكية، فضلا عن تعامله السيئ مع عدد من المباريات. وكشف مصدر مسؤول، فضل عدم ذكر اسمه، أن تعيين المدرب كان خطأ من جانب المكتب المسير الحالي، فيما مازيني والخليفي لم يكونا محظوظين مع الفريق. مليار و200 مليون ديون عالقة يعيش النادي القنيطري وضعا ماليا مقلقا منذ السنوات الأخيرة وانعكست على نتائجه، كما أدت إلى نزوله إلى بطولة القسم الوطني هواة قبل سنتين. ويعاني «الكاك» كثرة النزاعات الموضوعة لدى الجامعة، والبالغة قيمتها المالية مليارا و200 مليون سنتيم، من بينها 600 مليون لفائدة عدد من اللاعبين، والباقي عبارة عن مبالغ لفائدة بعض الشركات والممونين الذين أدوا خدمات للفريق، دون أن يحصلوا على مستحقاتهم المالية، وبعض الرؤساء السابقين. ورغم أن النادي القنيطري اعتمد على سياسة جلب اللاعبين دون مقابل، لغياب الخلف القادر على العطاء، إلا أن المكتب الحالي رفع من قيمة الرواتب إلى 4 آلاف درهم و7 آلاف، و3 آلاف درهم منحة الفوز، و1000 درهم للتعادل، إذ صرف النادي حتى الآن 250 مليون سنتيم. وعلمت «الصباح» أن النادي القنيطري لم يتسلم بعد منح الجهات الداعمة ، ويتعلق الأمر ب200 مليون من المجلس البلدي و40 مليونا من الجهة و500 مليون من المجلس الإقليمي و120 مليونا من عصبة الهواة، الشيء الذي جعل الفريق يعاني أزمة مالية خانقة ربما تحول دون تحقيق الصعود إلى القسم الثاني. الحجز... الحاجز الكبير حجز عبد الودود الزعاف على الحساب البنكي للنادي القنيطري، قبل شهر، لعدم تسديد دين عالق لفائدته في ذمة الفريق، والمقدر ب220 مليون سنتيم، لما كان رئيسا للفريق لمدة عام ونصف عام من 2016 إلى 2018، بالنظر إلى غياب السيولة المالية، ليعمق بذلك أزمة الفريق القنيطري. ورغم تدخلات عدد من الفاعلين الرياضيين والغيورين، من أبرزهم الطبيب عبد الرحيم سورات وأنس بوعناني، رئيس المجلس البلدي للقنيطرة وباشا مدينة القنيطرة، من أجل إقناع الزعاف بتحرير محضر رفع الحجز، إلا أن ذلك لم يتم بعد، علما أنه وافق مبدئيا على التوصل بمستحقاته البالغة قيمتها 220 مليون سنتيم عبر دفعات، ليصبح النادي القنيطري مهددا أكثر من أي وقت مضى بالتخلي عن طموحه في العودة إلى البطولة الاحترافية للقسم الثاني. دومو: الديون تعيقنا قال حكيم دومو، رئيس النادي القنيطري إن الديون المتراكمة وكثرة النزاعات والحجز على الحساب البنكي من أكثر العوائق، التي تواجه الفريق في الموسم الكروي الحالي. وأضاف دومو في تصريح ل"الصباح" أن الانطلاقة الخاطئة للفريق مردها المشاكل المالية التي يتخبط فيها النادي وبعض الهفوات المرتكبة في بعض المباريات، بسبب فقدان اللاعبين ثقتهم في أنفسهم. وكشف رئيس النادي القنيطري أن هناك إكراهات أخرى تتمثل في غياب البنيات التحتية والتجهيزات الرياضية ومركز للتكوين يستجيب إلى تطلعات مختلف الفئات الصغرى. وبخصوص أهداف "الكاك"، أكد دومو أنها تتحدد في العودة إلى القسم الثاني، بعد التعاقد مع المدرب حسن الساخي، والرفع من مستوى أداء اللاعبين عبر الاستجابة إلى إستراتيجية وعمل الطاقم التقني الحالي. وتابع في الصدد نفسه: "سنلعب لنحقق الصعود إلى آخر مباراتنا ضد وداد تمارة، ولن يتحقق ذلك إلا بدعم الجمهور الوفي والغيور على فريقه، ومساهمة المنعشين الاقتصاديين، الذين يستثمرون في القنيطرة، من أجل تقديم الدعم المالي الكافي لهذا النادي العريق، الذي يبقى ملكا للجميع". الزعاف: رفع الحجز يتطلب حماية حقوقي قال عبد الودود الزعاف، الرئيس السابق للنادي القنيطري، إنه اتفق مع المكتب الحالي على رفع الحجز عن الحساب البنكي للفريق خلال اجتماع جمع الأطراف المعنية برئيس المجلس البلدي وباشا المدينة وعدد من الغيورين. وأضاف الزعاف أن الأمور سويت تماما ولم يبق سوى توقيع المحامي على محضر رفع الحجز، لأن الأمر يتطلب توثيق كل ما اتفق عليه في محضر رسمي، حماية لحقوقه، وليس التنازل عن ذلك دون إثبات فحوى الاتفاق. وتابع الزعاف: "ينبغي على المكتب المسير تسوية بعض الإجراءات مع المحامي لا غير، فأنا مضطر لحماية حقوقي، حتى لا أذهب ضحية، كما وقع لي عندما كنت رئيسا للفريق. ولولا توفري على المستندات والمحاضر، لذهبت ديوني سدى". وأكد رئيس النادي القنيطري السابق أنه دائن للنادي للقنيطري بمبلغ يفوق 220 مليون سنتيم، ومع ذلك وافق على رفع الحجز عن الحساب البنكي مؤقتا، مقابل توصله بمستحقاته عبر دفعات. الساخي المنقذ المنتظر الجمهور سلاح النادي للخروج من عنق الزجاجة استجاب المكتب المسير للنادي القنيطري لطلب الجماهير، التي نادت بتعيين المدرب حسن الساخي مشرفا على الطاقم التقني للفريق، بعدما نجح في المهمة نفسها الموسم الماضي، عندما كان قريبا من تحقيق الصعود، لو لم تخنه الأمتار الأخيرة بسبب الأزمة المالية التي يعانيها "الكاك" منذ سنوات. وطالب الجمهور بتهيئ الظروف الملائمة للمدرب الساخي ومنحه صلاحية اختيار ما يراه مفيدا للنادي القنيطري وعدم التدخل في اختصاصاته، وهو ما استجاب له المكتب المسير الحالي، عندما وافق على اختيار طاقمه المساعد. ويراهن النادي القنيطري على المدرب الساخي، من أجل العودة إلى سكة الانتصارات في المباريات المقبلة، كما يعول على إعادة الثقة إلى اللاعبين، التي افتقدوها بعد توالي النتائج السلبية. ويعد الجمهور وفصيل "حلالة بويز" سلاح النادي القنيطري في تحقيق النتائج الإيجابية، سواء داخل الميدان أو خارجه، بالنظر إلى حضوره الوازن في جميع المباريات وطريقة تشجيعاته الحماسية. ورغم تراجع مستوى النادي القنيطري في السنوات الأخيرة واستمرار تواضعه منذ بداية الموسم الكروي الحالي، إلا أن الجمهور يحرص على دعم فريقه ومؤازرته أينما حل وارتحل، ليشكل بالتالي العلامة الفارقة في مسيرة هذا النادي العريق. وينتظر أن تستقطب مباريات النادي القنيطري جماهير غفيرة في المباريات المقبلة، بعد عودة المدرب الساخي لتدريب الفريق مجددا، وهو ما سينعكس على مردودية الفريق هذا العام. إنجاز: عيسى الكامحي

انتكاسة “الكاك”… من المسؤول؟

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لاعبو الحسنية يعودون للإضراب

آسفي يواجه الرجاء بالجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات