دجاج “الشوارما”…”بيزنيس” العفن

«الصباح» تروي قصة إغلاق 21 محلا بسوق "ولد مينة" بالحي الحسني أغلقت السلطات المحلية بعمالة مقاطعة الحي الحسني عددا من محلات بيع الدجاج بسوق «ولد مينة» بمحاذاة شارع ابن سينا بالبيضاء، وأشرف على العملية رئيس الدائرة وقائدة الملحقة الإدارية التي يوجد السوق في دائرة نفوذها والقوات المساعدة وأعوان السلطة، إضافة إلى ممثل عن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية. واقتصرت الحملة على المحلات التي يتعامل أصحابها مع مطاعم ومحلات، إذ يبيعونهم لحم الدجاج مهيأ حسب الحاجة. وتقرر تشميع جل المحلات التي تتعاطى لهذا النشاط. «الصباح» زارت السوق واستقصت الأخبار من بعض التجار ومصادر أخرى للاطلاع على أسباب تحرك السلطات المحلية، خاصة أن العملية حضرها ممثل عن المؤسسة المكلفة بمراقبة شروط الوقاية الصحية. عبد الواحد كنفاوي (تصوير: عبد اللطيف مفيق) أفادت مصادر من سوق «ولد مينة» أن المحلات التي شملها الإغلاق تعمل بشكل شبه حصري مع محلات بيع «الشوارما»، إذ تزودها بشرائح لحم الدجاج، كما تبيع، أيضا، لبعض المطاعم أجزاء الدجاج، مثل الصدر أو الفخذ أو الأجنحة. وكان عدد المحلات، في بداية الأمر، لا يتجاوز الثلاثة، حسب المصادر ذاتها، لكن المداخيل التي أصبح هؤلاء يجنونها من تعاملهم المباشر مع هذه المطاعم، شجع آخرين على التعاطي لهذا النشاط، ما جعل المحلات التي تبيع أجزاء الدجاج تنتشر داخل السوق، مثل الفطر. دجاج مشكوك في مصدره لم يعد هؤلاء يراعون، في سباقهم على تسويق أكبر كمية من الدجاج المجزأ، أدنى شروط السلامة الصحية، إذ تفتقر بعض المحلات إلى معايير النظافة المعتمدة في هذا المجال، خاصة أن الأمر يتعلق بمنتوج سريع التلف، ويمكن أن يتعفن بسهولة، ما يمثل خطرا على سلامة المستهلكين. وأكدت مصادر «الصباح» أن هناك محلات «شوارما» تقتني بشكل منتظم من هذه المحلات، التي يتكفل أصحابها بتقطيع لحم الدجاج على شكل شرائح، كما يزودون مطاعم بأجزاء معينة من الدجاج حسب الطلب. يقتني أصحاب محلات الدجاج، الذي يباع حيا، عادة من الضيعة أو من سوق الجملة، حسب حجم النشاط، ولكن الدجاج الذي يتم بيعه قطعا يصعب تتبع مصدر تزوده. سؤال طرحته «الصباح» على بعض المهنيين بالسوق، فلم تتلق جوابا واحدا، إذ أن بعض أصحاب المحلات أكدوا أنهم يقتنون من المصادر ذاتها التي يقتني منها أصحاب محلات الدجاج الحي، لكن آخرين شككوا في ذلك، مؤكدين أن بعض أصحاب هذه المحلات يقتنون الدجاج، الذي يعاني كسورا أو به بعض الأضرار، التي تحول دون بيعه حيا، ويتمكنون من اقتنائه من السوق الموازي بأسعار تقل بالنصف أو الربع عن سعر الدجاج الحي السليم، ما يتيح لهم تحقيق هامش ربح مهم. مهما يكن المصدر، فإن المحلات التي يهيأ فيها لبيعه إلى محلات «شوارما» وبعض المطاعم تفتقر إلى شروط النظافة والوقاية، إذ يتم تجميع قطع اللحم، كما أكدت ذلك مصادر من السوق، في أوان عفنة، لا يمكن لمن اطلع عليها أن يتناولها مطبوخة. لكن أصحاب هذه المحلات يعلمون جيدا أن الأشخاص الذين يتعاملون معهم لا يقتنون قطع وشرائح الدجاج للاستهلاك الشخصي، بل هم، أيضا، يدفعهم الجشع إلى اللجوء إلى هذه المحلات، نظرا لثمنها المنخفض، مقارنة مع الشركات المهيكلة التي تبيع هذه القطع، إذ أن السعر يمكن أن يقل بكثير، ما يسمح لهم بتحقيق هوامش ربح مهمة، ما جعل محلات بيع أكلة «شوارما» تنتشر في مختلف المدن المغربية، وشجع الإقبال عليها عددا من الأشخاص على فتح محلات خاصة بها في بعض الأزقة والأحياء الشعبية. قرار بإغلاق المحلات أدى انتشار هذه المحلات بشكل ملحوظ داخل السوق إلى إثارة انتباه السلطات المكلفة بالمراقبة، بعد توصلها بإشعارات، بوجود مخالفات كثيرة يرتكبها أصحاب هذه المحلات، والتي يمكن أن تضر بسمعة المحلات الأخرى التي يبيع أصحابها الدجاج الحي ويحترمون القواعد المعمول بها. وأفاد مصدر مطلع أنه تقرر إنزال مفاجئ بالسوق لضبط أصحاب هذه المحلات متلبسين، إذ مكنت العملية، التي أشرف عليها رئيس الدائرة وقائدة الملحقة الإدارية التي يوجد السوق في دائرة نفوذها وممثل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، من ضبط عدد من المخالفات التي ترتبط بشكل عام بظروف الاشتغال وعدم احترام معايير النظافة المعمول بها. وتقرر، في الحال، إغلاق المحلات المتورطة في هذه الأنشطة إلى حين استكمال البحث وتصنيف المخالفات التي تم رصدها، إذ لا يستبعد أن تتم إحالة ملفات بعض أصحاب المحلات على القضاء. ويصل عدد المحلات التي تم إغلاقها، حسب مصادر «الصباح» إلى 21 محلا، ما يعكس حجم هذا النشاط، الذي يعرف نموا يوازي حجم انتشار المطاعم الشعبية ومحلات «شوارما».

دجاج “الشوارما”…”بيزنيس” العفن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحبس لرئيس جماعة وموظفة تعمير

تفكيك عصابة احتجزت "حراكة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات