نماذج لتعثر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بابن سليمان

بعد خمس سنوات من التطبيق مشاريع فاشلة وأخرى وهمية ولوبيات تحكمت في خريطة المشاريع بين غاضب مستاء من نوعية ووضعية مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المنجزة والعالقة بتراب إقليم ابن سليمان، ومحبط متشائم من طرق وأساليب تعامل المشرفين محليا وإقليميا في عمليات انتقاء المشاريع ودراستها وتنفيذها على أرض الواقع ... سال مداد عدة جمعيات طيلة المرحلة الأولى من برنامج المبادرة (2005/2010)، إذ راسلت كل الجهات المعنية مطالبة بإنصافها والاهتمام بمشاريعها، ودعمها ماديا ومعنويا من أجل إنجاح مخطط المبادرة وتغيير وجه الإقليم العبوس. حديث عن مشاريع فاشلة وأخرى عالقة وثالثة بلا هوية يصعب تصنيفها داخل مجالات وأهداف المبادرة و جمعيات محظوظة تلقت مشاريع قيمتها المالية فاقت ما رصد لجماعتين فقيرتين، وأخرى وهمية شكلت أساسا لحمل مشاريع اللجنة الإقليمية. لا يكاد يمر يوم دون أن يكشف عن تلاعبات وتجاوزات وإقصاء ممنهج، فرضته لوبيات تحكمت طيلة مسار المبادرة في خريطة المشاريع ونوعيتها. شكايات قال المتضررون إنها كانت توضع من طرفهم بمكتب الضبط بالعمالة و يتم إخفاؤها، علما أن المشتكين الذين لا يتوصلون بوصولات الاستلام يضلون ينتظرون استدعاءهم للكشف عن قضاياهم... حديث عن مشاريع فاشلة وأخرى عالقة وثالثة بلا هوية يصعب تصنيفها داخل مجالات وأهداف المبادرة، وعن جمعيات محظوظة تلقت مشاريع قيمتها المالية فاقت ما رصد للجماعتين القرويتين بئر النصر والزيايدية المصنفتين من بين أفقر الجماعات وطنيا والمستهدفتين من طرف المبادرة، وأخرى وهمية شكلت أساسا لحمل مشاريع اللجنة الإقليمية. وحديث عن إقصاء ممنهج لجمعيات نشيطة بالإقليم، وعن مشاريع كان حريا إنجازها من طرف قطاعات أخرى في التعليم والتجهيز والسكن والصحة. وهي مشاريع لم تنجز بالدقة والمواصفات اللازمة. بعضها كشفت عيوبه بعد أشهر من بداية استغلاله، وبعضها أنجز وظل بدون أهمية بسبب موقعه أو لغياب الوسائل البشرية والمادية لتدبيره. مطالب بالتحقيق في مشاريع المبادرة طالبت مجموعة من الجمعيات بإقليم ابن سليمان بضرورة فتح عامل عمالة ابن سليمان الجديد لملف مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المنجزة والعالقة بتراب الإقليم، والوقوف على التشكيلات المعتمدة في اللجان المحلية والإقليمية التي أقصت النسيج الجمعوي، ومنحت مشاريع جاهزة لجمعيات محظوظة، ولأخرى أسست خصيصا لتبني بعض المشاريع. كما طالبت بتشكيل لجنة للتدقيق في نوعية بعض المشاريع التي لا تدخل في إطار أهداف المبادرة الملكية، وفحص وثائق وفاتورات تلك المشاريع لدى حامليها ومراقبيها، والوقوف على مستوى إنجازها، خصوصا أن هناك مشاريع واهية حسب ممثلي الجمعيات، أنجزت وأخرى عشوائية بدون تصاميم ودراسات قبلية دقيقة وثالثة لا زالت عالقة بسبب صعوبة التنفيذ أو نقص في السيولة المالية. 42550000.00 درهم هو الغلاف المالي الذي خصصته اللجنة الإقليمية لدعم مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم ابن سليمان خلال الفترة ما بين 2005 و2010، والتي كان من المنتظر أن تنجز بكلفة إجمالية حددت في 61034116.43 درهما. وخصصت اللجنة الإقليمية 20 مليون درهم من رصيدها للبرنامج الأفقي و10 مليون درهم لمحاربة الفقر بالعالم القروي و11050000.00 درهم لمحاربة الهشاشة والتهميش و1500000.00 درهم للبرنامج الاستعجالي. مبالغ مالية ضخمة خصصت لإنجاز 106 مشاريع على أمل استفادة 99590 شخص. لكن بعض الجمعويين يرون عكس ما تؤكده الجهات الرسمية من نجاح للمبادرة بالإقليم. وينتظرون أنصافهم. وتأتي انتفاضة ممثلي الجمعيات المقصية من الاستفادة من مشاريع المبادرة الملكية بعد انتهاء الفترة الأولى (خمس سنوات)، حيث لم تبادر اللجنة الإقليمية إلى تنظيم يوم تواصلي لعرض الحصيلة وتقييمها من طرف كل المعنيين بها، وكذا بمناسبة التغيير الذي طرأ على قمة هرم السلطة بالعمالة.وذكرت رسائل مفتوحة موجهة من جمعيات المجتمع المدني إلى عامل عمالة ابن سليمان عبر منبر الصباح، أن متدخلين على مستوى العمالة ومصالحها الخارجية لم ينخرطوا بالمستوى المطلوب في المبادرة الملكية، وأن بعضهم أساء لها، موضحين أن اللجنة الإقليمية لم تتعامل مع كل الجمعيات النشيطة بالإقليم، بل تم انتقاء مجموعة منهما لأسباب سياسية أو لولاءات ممثليها، كما تم تأسيس مجموعة من الجمعيات فقط من أجل منحها مشاريع جاهزة للتنفيذ. ومكنت جمعيات من مشاريع غامضة رصدت لها ميزانيات فاقت الميزانيات المرصودة للجماعتين الزيايدة وبئر النصر المعنيتين بالمبادرة حسب تقرير وطني أكد أنهما في ذيل لائحة الجماعة الفقيرة بالمغرب. وأنهما لم يستفيدا من أي مشاريع صريحة مدرة للدخل. كما انتقدوا تشكيلة اللجنة التقنية التي عهد إليها اختيار مشاريع الجمعيات، وأكدوا أن أعضاءها تم انتقاؤهم من داخل العمالة في غياب ممثلي الجمعيات الرائدة وفعاليات المجتمع المدني، وظلوا خاضعين لاختيارات رئيس قسم العمل الاجتماعي بالعمالة، الذي انتقدوا طريقة تدبيره لملف المبادرة والذي جر عليه شكايات من طرف ممثلي عدة جمعيات. وتساءلت بعض الجمعيات عن نصيب عمالة ابن سليمان من (الهبة الصينية) للدولة المغربية، والتي هي عبارة عن (حواسيب محمولة وثابتة وأجهزة الكترونية ومولدات كهربائية وآلات طباعة...) تم توزيعها بطرق عشوائية داخل وخارج أقسام العمالة، واستفاد منها أشخاص ذاتيون لا علاقة لهم بالعمالة. وعن مصير التشخيص التشاركي الذي أنجز سنة 2008 بجماعة بئر النصر من طرف موظف كان ملحقا بالعمالة وعاد إلى مزاولة عمله بقطاع التعاون الوطني بالدار البيضاء. كما تساءلوا عن سبب عدم تشكيل لجنة تفتيش وتقييم ومراقبة لتتبع وفحص ملفات المشاريع المنجزة والعالقة. وهو مطلبهم الموجه حاليا إلى العامل الجديد، خصوصا أن مجموعة من المشاريع تبخرت، وأنجزت بخصوصها تقارير وهمية للتغطية عليها، كما أن هناك مشاريع برمجت بدون أرصدة مالية كافية بسبب عشوائية الدراسات ومحاولة الإسراع بالاستفادة من أموال المبادرة.150 مليونا أول غلاف أهدر في 2005أكد الجمعويون على أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعثرت منذ البداية بالإقليم سنة 2005، إذ تم التلاعب في مبلغ 150 مليون سنتيم، وذلك بتخصيص 100 مليون سنتيم لبناء 24 محلا حرفيا بجماعتي أحلاف وبئر النصر بمناطق فقيرة يصعب الاستفادة منها. وأن محلات أحلاف لازالت مغلقة، فيما تم تفويت محلات بئر النصر لبعض الحرفيين ولازال معظمها مغلقا، علما أن مركز جماعة بئر النصر به العشرات من المحلات التجارية العشوائية المغلقة. كما أن مبلغ 50 مليون سنتيم رصد حينها ضد على السكان لإنجاز قنوات للصرف الصحي ل21 منزلا، بنيت بالقوة رغم اعتصامات السكان المتضايقين، واستغل منتخبون وموظفون بالعمالة وموالون لهم عشوائية البناء بالحي المحمدي في العقار غير المحفظ لفرض استغلال مساحات خضراء وولوجيات كانت متنفسا للسكان. منها ما بني فوق أرض وضع فوقها وزير سابق الحجر الأساسي لبناء مشروع بناء دار للعجزة، وهو المشروع نفسه الذي وضع العامل السابق محمد اعسيلة الحجر الأساسي لبنائه مرة ثانية فوق أرض بجوار دار الطالب، لكنه تبخر ولم يعد له أثر. مشاريع سنة 2005 سبق لأحد أعضاء اللجنة الإقليمية أن أنكر وجودها واعتبرها مشاريع لا دخل لها بالمبادرة الوطنية، وذلك خلال لقاء مع وسائل الإعلام نظم قبل ثلاث سنوات. ولم يستسغ بعض الجمعويين كيف تم تمرير مشروع (اقتناء شقق اقتصادية لإعادة إسكان سبع أسر ببوزنيقة اعتبروا على أنهم من سكان الصفيح بالمنطقة الصناعية. وطالبوا بالتحقيق في هذا المشروع علما أن سكان دور صفيح المنطقة الصناعية لم يستفيدوا قط من هذا المشروع الممون من طرف اللجة الإقليمية بمبلغ 35 مليون سنتيم. كما طالبوا بالتحقيق في مشاريع أخرى تم تغيير المكاتب المسيرة للجمعيات التي تتبناها.فوضى وغموض في مشاريع محاربة الفقر تكفي الإشارة إلى الفوضى والغموض اللذين يلفان ملف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بجماعة بئر النصر، أفقر جماعة بجهة الشاوية ورديغة. فرؤساء جمعيات يؤكدون في رسائل مفتوحة إلى العامل أن مشاريع برنامج محاربة الفقر برسم 2009 والتي تدخل في إطار المشاريع المدرة للدخل، تم توقيفها من طرف اللجنة المحلية، بعدما تم التوقيع على اتفاقية الشراكة ومساهمة الجمعيات المعنية ب10 في المائة من كلفة المشروع بعد تكبد منخرطيها عناء اقتراض تلك المبالغ. وتحدث بعضهم عن عملية تفويت سرية تجري حاليا من أجل دعم جمعيات بديلة ومنحها تلك المشاريع. وأقر رئيس قسم العمل الاجتماعي بالعمالة في اجتماع غشت الأخير للجنة المحلية أن مشاريع برنامج محاربة الفقر لسنة 2009 لازالت عالقة، وأنهم وجدوا صعوبة في تدبير الزمن المخصص لها. وبررت اللجنة المحلية سحبها للمشاريع باعتبار أن الجمعيات يجب أن تساهم ب30 في المائة من كلفة المشروع، رغم أن مكتب للدراسات أجرى دراسة بالجماعة الفقيرة، وأكد أن تلك الجمعيات ليس باستطاعتها المساهمة بنسبة 30 في المائة من كلفة المشروع بسب الفقر المدقع بالمنطقة. ولعل أغرب ما أثار جدلا كبيرا بالمنطقة والإقليم تلك المبالغ الكبيرة التي رصدت لتهيئة البنية التحتية لمركز بئر النصر، إذ تم رصد حوالي 200 مليون سنتيم لتجهيز المركز بالأزقة والترصيف والصرف الصحي لتجمع سكاني، جدران وأسقف مساكنه مبنية بالطوب والتبن والقصدير، تجرف السيول والأمطار أجزاء كبيرة منها سنويا. وهي مساكن متداخلة وعشوائية لا تصاميم لها. ويطالب السكان وهم فقراء بالكاد يتدبرون قوت يومهم، بالعمل أو البيع والشراء في أشياء زهيدة أو التسول بالسوق الأسبوعي السبت، بتوفير سكن لائق لهم يحفظ لهم حقوقهم في الأراضي التي يملكونها ويقيهم معاناتهم السنوية مع التغيرات المناخية. كما علمت الصباح أن المشروعين الخاصين بالمركز متوقفان بسبب صعوبة التنفيذ والنقص في المبالغ المرصودة. وتوصلت «الصباح» بمحضر اجتماع اللجنة المحلية بالجماعة خلال شهر غشت الماضي، يؤكد أن المبلغ المرصود لمشروع لصرف الصحي غير كاف، وأن عليهم الاعتماد على شركاء آخرين، ويقترح تكليف الجماعة بحفر (البئر المخفي) المستقبل للمياه المستعملة وتحميل المواطنين الفقراء مصاريف الربط الفردي لمنازلهم، وذلك بتأسيس جمعية للسكان تهتم بالعملية. وجاء في رسالة جمعية التعاون لدوار أولاد خليفة بجماعة الزيايدة، ثاني جماعة قروية معنية ببرامج المبادرة، أن السكان القرويين الفقراء بالجماعة لم يستفيدوا من أي دعم من المبادرة وأن جمعيات نشيطة تم إقصاؤها طيلة سنوات المبادرة الخمس، وأن اللجنة المحلية (لجنة تكافؤ الفرص) شكلت بدون استدعاء أي جمعية محلية، واعتبرت الجمعية أنه تم تغييب تمثيلية المجتمع المدني داخل اللجنة المحلية، وطالبت بالتحقيق في الأموال التي ترصد سنويا للجماعة عن طريق اللجنة المحلية ، والوقوف على التهميش الذي طال العمل الجمعوي من طرف الجماعة وقسم العمل الاجتماعي بالعمالة، كما أن مشاريع أنجزت لا تدخل في إطار دعم الفقراء بالمنطقة.

نماذج لتعثر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بابن سليمان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فيديو يعري واقع قسم الولادة بمستشفى ابن رشد

منتدى دكار... الإخفاق المغربي مرة أخرى

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات