فجر: أنتظر فرصتي رفقة الأسود

قال فيصل فجر، لاعب وسط ميدان إلتشي، الممارس في الليغا الإسبانية، إنه ينتظر فرصته للالتحاق بالمنتخب الوطني، بعد أن اختمرت تجربته في الدوريين الفرنسي والإسباني، وبات جاهزا للدفاع عن الألوان الوطنية. وكشف فجر في حوار أجراه معه "الصباح الرياضي"، أنه كان دائما يحلم باللعب للمنتخب، ولن يلعب أبدا تحت ألوان أي علم غير العلم الوطني. وأرجع فجر، أسباب مغادرته "كان" الفرنسي، رغم صعوده إلى القسم الممتاز، إلى مسؤولي الفريق الذين لم يفاتحوه بشأن تمديد عقده، رغم مساهمته الفعالة في تحقيق الإنجاز الذي اعتبره تاريخيا. واعتبر اللاعب ذو الأصول المغربية، والحامل للجنسية الفرنسية، انتقاله إلى إلتشي محطة حاسمة في مسيرته الكروية، يتطلع من خلالها إلى التألق ومواصلة المسيرة، رفقة ناد كبير ينافس على الألقاب، ويلعب على أعلى المستويات. إلى ذلك، اعتبر فجر، لعبه بالكامب نو، أمام برشلونة، في أول ظهور له رسمي رفقة إلتشي، لحظة تاريخية لن تنسى، ستظل عالقة بذهنه طيلة مسيرته الكروية، مبرزا أنها فرصة لا تتاح لجميع اللاعبين. وانتقد فجر اختيار منير الحدادي، مهاجم برشلونة، الدفاع عن ألوان بلد الإقامة، معتبرا إياه قرارا مجانبا للصواب، قد يدفع اللاعب ثمنه غاليا في المستقبل كما حدث مع مجموعة من اللاعبين اتخذوا القرار ذاته في لحظة من مسيرتهم الكروية. لم يستبعد فجر خوض تجربة في البطولة الوطنية، مؤكدا أن ذلك لن يكون سوى عبر بوابة الرجاء، مثنيا على المجهودات المبذولة من قبل المسؤولين، في سبيل تطوير اللعبة الشعبية الأولى في المغرب. وفي ما يلي نص الحوار: لماذا غادرت فريق "كان" بعد صعوده إلى القسم الممتاز من الدوري الفرنسي، رغم أنك أحد صانعي هذا الإنجاز؟ بعد نهاية الموسم، الذي كان ناجحا على جل المستويات، انتظرت أن يفاتحني المسؤولون في موضوع تمديد العقد، إلا أن شيئا من ذلك لم يحصل، ففهمت أنهم لم يعودوا يرغبون في بقائي، خصوصا بعد أن باشروا الاتصالات بلاعب يلعب بالمركز ذاته، الذي أشغله، ولم تكن لدي الرغبة في أن أجلس في كرسي الاحتياط. لكنك كنت أحد نجوم الفريق الموسم الماضي... بالفعل، لقد سجلت عشرة أهداف، واخترت أفضل ممرر في البطولة بخمس عشرة تمريرة أسفرت عن أهداف، لذلك كنت أنتظر معاملة أفضل، لكنهم فضلوا البحث عن قائد آخر، فما كان علي سوى الرحيل. ألم يتم إقناعك بالبقاء؟ حاولوا بعد أن أكدت لهم رغبتي في تغيير الأجواء، ووعدوني بمراجعة عقدي، لكن حدث ذلك بعد فوات الأوان، بعد توصلي بعرض إلتشي، الذي يزاول في الليغا، التي كنت دائما أرغب في أن أخوض بها تجربة. كيف جاء عرض إلتشي؟بطبيعة الحال عبر وكيل أعمالي، والمدير الرياضي لإلتشي، الذي سبق له متابعة عطاءاتي في الدوري الفرنسي. اللعب في الليغا ليس متاحا لكل لاعبي الدوري الفرنسي... (مقاطعا)، بطبيعة الحال، فالليغا أقوى الدوريات العالمية، ونادرا ما نجح فيه لاعب فرنسي، لذلك كنت سعيدا بتلقي العرض، ولن أتردد لحظة في قبوله، خصوصا بعد تردد مسؤولي "كان" في اتخاذ قرار بشأن تمديد عقدي. هل كانت لديك رغبة في خوض تجربة في "الليغ 1"؟ بطبيعة الحال، وكنت أحد صناع هذا الحلم، بتسجيلي عشرة أهداف، لكن الخير في ما اختاره الله، وكان البديل "الليغا"، التي يحلم أي لاعب أن يمارس فيها، وذلك بفضل مجهودات وكيل أعمالي، والمدير الرياضي لإلتشي، اللذين أشكرهما لإتاحة الفرصة أمامي لخوض هذه التجربة. ما هي طموحاتك بعد الانتقال إلى إلتشي؟ أولا ضمان البقاء في دوري الدرجة الأولى، ثم تقديم مستويات جيدة، تفتح أمامي أبواب الارتقاء إلى أندية كبيرة أخرى، أكثر طموحا، تنافس من أجل المراكز المؤهلة للمنافسات القارية. هذا يعني أنك لست مقتنعا بالانضمام إلى إلتشي... أبدا، لكن الطموح حق مشروع، وأنا طموحاتي كبيرة، وأريد أن أرقى بمستواي، للدفاع عن ألوان أندية تنافس على الألقاب، وتصنع التاريخ، لأن تاريخ أي لاعب يصنع بالألقاب، وليس بالجوائز التي ينالها في الدوريات المحلية. هل من مقارنة بين الدوري الفرنسي والليغا الإسبانية؟ الليغا الإسبانية تعتمد التقنية والسرعة في الأداء، في حين أن الدوري الفرنسي يعتمد اللياقة البدنية، وهذا ما لمسته على الأقل في الجولتين الأوليين، لكن الأكيد أن كرة القدم بإسبانيا جد متطورة، مقارنة بنظيرتها الفرنسية. ألم يسبق لك الدفاع عن ألوان الفئات العمرية للمنتخبات الفرنسية؟ أبدا، ولم أكن لأفعل ذلك، حتى لو تلقيت الدعوة من الإدارة التقنية الفرنسية، لأنني فخور بجذوري المغربية، وأزور بلدي على الأقل مرتين في السنة، كما أن والدي اللذين يتحدران من إيفران، وإخوتي وأصدقائي، لن يسمحوا لي بالدفاع عن ألوان أخرى، غير ألوان العلم الوطني. هي إذن دعوة صريحة منك للناخب الوطني لمنحك فرصة الدفاع عن الألوان الوطنية... أنا لا أخفي ذلك، منذ أن كنت أمارس في الفئات الصغرى ل"كان"، وأكدت ذلك مرارا في الحوارات التي أجريتها "أنتظر فرصتي للعب للمنتخب المغربي"، والأكيد أنها قادمة بعد التغييرات الأخيرة التي حدثت على الإدارة التقنية للأسود. ماذا تعرف عن بادو الزاكي، مدرب الأسود؟ لم تتح لي الفرصة لمتابعته لاعبا، لكن والدي تحدثي لي عنه عملاقا من عمالقة كرة القدم الوطنية والقارية، بل العالمية بعد إنجازاته في مونديال المكسيك 1986 .أكيد أن اختياره لتدريب الأسود، قبل محطة هامة في تاريخ الكرة الوطنية، والمتمثلة في أمم إفريقيا التي ستحتضنها بلادنا مطلع السنة المقبلة، لم يكن بمحض الصدفة، فالرجل بتاريخ كروي كبير، أليس هو من كان وراء وصول المغرب إلى نهائي كأس إفريقيا بتونس؟ وهذا يكفي لأن تجدد فيه الثقة بعد الإخفاقات الأخيرة لكرة القدم الوطنية. كانت مواجهة الرجاء أول احتكاك لك بالكرة الوطنية، كيف وجدت مستواه؟ يصعب الحكم على الكرة الوطنية من خلال الرجاء، لأن هذا الفريق له وضع خاص، كما قلت في السابق، فهو فريق بمعايير احترافية، بمقدوره المنافسة في أعتد الدوريات الأوربية، والأكيد يوم سنتوفر على أندية وطنية بهذه القيمة، والتراكمات التاريخية، ستضاهي بطولتنا أعتد الدوريات الأوربية، ولن يحتاج اللاعبون للاحتراف بالخليج، من أجل ضمان لقمة العيش. قد تخوض تجربة بالدوريات الخليجية كما فعل العديد من أبناء الجيل الثالث في نهاية مسارهم الكروي... أفضل أن يكون ذلك الآن، في بداية مساري، لأضمن مستقبلي، وأتفرغ بعد ذلك لممارسة هوايتي المفضلة، ضمن بطولات أوربية قوية، قد يبدو الأمر غريبا بعض الشيء، لكنها الحقيقة. مـبـاراة "الـكـامـب نـو" سـتـظـل عـالـقـة بـذهـنـي تابعت المباريات الأخيرة للأسود، كيف تقيم عطاءهم دون مجاملة؟< الصعوبات التي واجهها المغرب في المباريات الإعدادية، طبيعية في هذه الفترة، ودون أخطاء لن يتمكن الناخب الوطني، من إعداد منتخب قوي، يدافع عن ألوان المغرب في المنافسة القارية.على العموم العطاء اختلف من مباراة لأخرى، بسبب الغيابات والتغييرات التي طرأت على التشكيلة الأساسية، لكنني متأكد أن الأسود في طريقهم الصحيح، نحو إنجاز تاريخي كما حدث سنة 2004. هل تربطك علاقات بدوليين مغاربة؟ باستثناء لاعبي الرجاء الذين التقيتهم في جولتهم الإسبانية، ويوسف العربي الذي لعبت إلى جواره ب"كان" والذي يمارس في غرناطة، ويقدم مستويات جيدة، لا تربطني علاقات بلاعبين آخرين، وأنتظر لقاء نبيل الزهر وعصام عدوة خلال المباراة التي تجمعنا بلفانتي لحساب الليغا. استأثر اختيار منير الحدادي الدفاع عن ألوان لاروخا بدل الأسود باهتمام الرأي العام سواء بإسبانيا أو بالمغرب، ما رأيك في هذا الموضوع؟ بالفعل، تابعت هذه القضية التي استأثرت باهتمام الرأي العام سواء المغربي أو الإسباني، في البداية اللاعب يبقى حرا في اختياراته، و لا أحد يمكنه أن يتدخل فيها، صحيح أن الحدادي لاعب كبير، لكنه ليس أكبر من الوطن. شخصيا لا أفهم كيف للاعب كيفما كانت قيمته أن يفضل الدفاع عن ألوان غير ألوانه وطنه، وأخشى أن يلقى الحدادي مصير مجموعة من اللاعبين، غيروا ألوان وطنهم، فكان مصيرهم الضياع، والأمثلة كثيرة، لا مجال لحصرها. أول مباراة رسمية خضتها بقميص إلتشي كانت أمام برشلونة، حدثنا عن إحساسك وقدماك تطآن ملعب كامب نو الشهير؟ كان إحساسا فريدا لم أشعر مثله على امتداد مسيرتي، إنه فعلا معلمة رياضية يتمنى أي لاعب يخوض فيها ولو مباراة واحدة في مسيرته، إضافة إلى مواجهة نجوم كبار بقيمة ميسي وبوسكيس وآخرين. كانت فعلا لحظات تاريخية بالنسبة إلى لاعب قادم من دوري الدرجة الثانية بفرنسا، وأعتقد أنها ستظل خالدة في ذهني طيلة مسيرتي الكروية. البطولة شهدت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة هل كنت تتابع أخبار الكرة الوطنية؟ بطبيعة الحال، خصوصا عندما كنت في فرنسا، لأن القنوات التلفزيونية، خصوصا الوطنية منها كانت تتيح ذلك، وكنت أتابع مباريات الرجاء والوداد الرياضيين، اللذين تفوق شهرتهما أندية فرنسية وحتى أوربية، بفضل مستويات لاعبيها وقاعدتهما الجماهيرية الكبيرة، والآن هناك المغرب التطواني، ظاهرة المواسم الثلاثة الأخيرة، والذي سيمثل المغرب في مونديال الأندية.البطولة الوطنية شهدت في السنوات الأخيرة قفزة نوعية بفضل الإمكانيات المتوفرة من زاد بشري، وبنية تحتية قوية تضاهي أكبر الدول الأوربية، والأكيد أن المستوى سيتطور، بفضل المجهودات المبذولة على جل المستويات، وكذا عودة بعض المحترفين من الدوريات الأوربية لتأثيث فضاءات البطولة. هل ستكون واحدا منهم في يوم من الأيام؟ أكيد، أريد أن أنهي مساري في بلدي، وبين أحضان عائلتي الكبيرة، لكن الأكيد إذا عدت لن أوقع لغير الرجاء الرياضي، الذي أبهرني في مونديال الأندية الأخيرة، وكانت لقاءات مع لاعبيه ومسؤوليه خلال جولته الإسبانية الأخيرة. فـجـر... الـمـنـتـشـي بـوطـنـيـتـه فيصل فجر من أبناء الجيل الثالث، ولد وترعرع في روون الفرنسية، ورغم نشأته في بيئة أوربية، ظل دائما متشبثا بوطنيته مفتخرا بانتمائه. يتحدث العامية بطلاقة، ويزور المغرب كلما سنحت له الظروف، لكن ليس أقل من مناسبتين في السنة، كما جاء على لسانه...مبدع في وسط الميدان، يعشق لعب الورق مع الأصدقاء في لحظات الفراغ، مؤمن بدور العائلة في تسطير مسيرته، لا يتوانى في الاستشارة رغم نجوميته.فجر لاعب اختمرت تجربته، بين القسم الثاني بفرنسا، والليغا، أقوى الدوريات العالمية. بات جاهزا للدفاع عن ألوان الأسود كما جاء على لسانه.اختياراته صائبة، ونادرا ما أخطأت الهدف، يعتبر إلتشي محطة حاسمة في مسيرته، ستنقله إلى اللعب على أعلى مستوى في المستقبل. هدفه الأسمى تمثيل بلده، ويتمنى أن يحظى بثقة الناخب الوطني، لحضور العرس الإفريقي بالمغرب.فجر ذو 26 ربيعا، مثالا يحتذى به في الوطنية والانتماء، فخور بأصوله. يهوى التحدي وركوب الصعاب، عزيز النفس والكبرياء، يرفض التنازل والاحتقار، قاوم من أجل إثبات ذاته، ونجح في مهمته إلى أبعد الحدود.حينما شعر أنه لم يعد مرغوبا فيه ضمن "كان" الذي ساهم في صعوده إلى القسم الممتاز، لم ينتظر طويلا، وغادر في صمت، صوب بطولة أقوى، في انتقال لعبت فيه الأقدار دورا كبيرا كما جاء على لسانه.فجر موهبة مغربية يجب الاعتناء بها، ومنحها الفرصة على غرار باقي اللاعبين... وعد بحضور العرس القاري، الذي سيحتضنه المغرب، ولو متفرجا. أجرى الحوار: نورالدين الكرف

فجر: أنتظر فرصتي رفقة الأسود

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"آفاق" يناقش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشفشاون

12 مليارا لصيانة ملعب محمد الخامس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات