اعتقالات جديدة بمراكش وشبهات حول تجدد خلايا عصابة «ملائكة الموت» واصلت مصالح الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن مراكش، بتنسيق مع عناصر مديرية مراقبة التراب الوطني، صباح أمس (الأربعاء)، أبحاثها لحل لغز مقتل جزائري في صراع مافيوزي، انتهى بتلقي الضحية طعنات بقنينة زجاج، تسببت في نزيفه وهلاكه إثر ذلك، رغم وصوله إلى مصحة خاصة. وتشير معطيات إلى أن المشتبه فيهم كانوا يبحثون عن الجزائري، إلى أن تمكنوا من التعرف على مكان وجوده بملهى ليلي تابع لفندق مصنف، قبل أن يشتبكوا معه، حوالي الخامسة من صباح الأحد الماضي، بعد رفضه مقترحاتهم، ليتم طردهم من الملهى، فأكملوا تصفية حساباتهم عبر مطاردة هوليودية، انتهت بمحاصرة الجزائري وفرار مرافقه، وأسفرت عن هلاكه جراء ما تعرض له من عنف. وبينما أفلحت مصالح الأمن المكلفة بالبحث والتحقيق، في إيقاف أربعة مشتبه فيهم، منهم من يحمل الجنسية الفرنسية، مازال البحث جاريا عن آخرين، يشتبه في ضلوعهم في جرائم عابرة للقارات تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات وتهريب السيارات باهظة الثمن، المسروقة من أوربا. وعلاقة بالقضية نفسها، فإن مصالح الشرطة القضائية تبحث عن فتاة، عدت زعيمة المتهمين، وكانت رفقة المشتبه فيهم، الذين حلوا بالملهى الليلي لمحاصرة الجزائري، إذ اختفت عن الأنظار ولم يظهر لها أثر، رغم إيقاف زملائها، ويرجح أنها تمكنت من الفرار خارج أرض الوطن. ونفذت جريمة الأحد الماضي، بدون سلاح ناري، إلا أنها حملت بصمات تصفية حسابات بين أعضاء مافيا دولية تضم مغاربيين، ما يعزز الشكوك حول تجدد خلايا عصابة "ملائكة الموت"، رغم وجود زعيمها وعدد من قادتها في السجن بهولندا. ومازال الغموض يلف هوية المافيا الدولية التي ينتمي إليها الموقوفون، الذين اختاروا الانتقال إلى مراكش لتصفية حسابات، كما أن أسباب الخلافات مع الجزائري غير معروفة. وتعمد المنظمات الإجرامية إلى أسلوب مطاردة الخارجين عنها أو المتمردين عليها، واقتفاء أثرهم أينما كانوا للانتقام منهم، نظير ما وقع في 2017 بمقهى "لاكريم"، الحادث الذي كشف ضلوع مافيا تلقب بـ"ملائكة الموت"، ومعروفة بعمليتها الإجرامية داخل أوربا وخارجها. المصطفى صفر