بوزوبـع… شيـخ الملحـون يعانـي في صمـت

يرقد الفنان الحاج محمد بوزوبع، في حالة صحية حرجة بمنزله بطريق إيموزار بفاس، في غياب أي التفاتة من الجهات الوصية على الشأن الثقافي محليا وجهويا ومركزيا، تعيد الاعتبار إليه وإلى مساره الفني الزاخر الذي جعل منه هرما فنيا كبيرا بحاجة إلى النظر إلى حاله الذي لا يحسد عليه، ب"عين الرحمة" والتقدير والاعتراف بفضله في إرساء دعائم وأسس فن الملحون المغربي بامتياز. منذ أكثر من سنة وهذا الفنان صاحب رائعة "لا إله إلا الله كلمة عظيمة"، على هذه الحالة الصحية المزرية بعد إصابته بجلطة دماغية وتعفن في جهازه التنفسي نقل إثره في الأسبوع الأول من مارس 2013 إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بالمدينة حيث تلقى العلاج قبل نقله إلى منزله حيث ما زال طريح الفراش يصارع المرض وحيدا في غياب أي التفاتة رسمية لحالته.منذ نحو 6 سنوات لم يظهر له أي أثر في الساحة الفنية بعدما كان برنامج “مسار” بالقناة الثانية احتفى به في حلقة خاصة استضافه فيها معده ومقدمه عتيق بنشيكر وثلة من زملائه وأصدقائه وباحثين، بعد أسابيع من استضافته وأدائه رائعته “التواتية” في البرنامج التلفزيوني “نغموتاي” على القناة الأولى، ليخبو بريقه دون أن يسأل أحد من مسؤولي القطاع، عن سر ذلك أو حاله.18 شهرا مرت على مرض بوزوبع الذي عمل أستاذا للموسيقى بالمعهد الموسيقي بمدينة فاس، وتدهور حالته الصحية، واللافت للانتباه أنه أدخل المستشفى في الوقت ذاتها الذي نقل فيه الراحل محمد العروسي إلى المستشفى العسكري بمكناس، وهما معا ووجه مسارهما بالجحود في غياب الالتفاتات الحقيقية لمساعدتهما على تدبر تكاليف المرض والتخفيف من آلامه ولو بالاطمئنان. لوحده ينتظر الفنان محمد بوزوبع الابن، ابن حي الكزيرة بالرصيف بالمدينة العتيقة لفاس، مصيره بعدما نخر المرض المزمن الذي لازمه منذ نحو عقد، أحشاءه وضاعف معاناته اليومية معه، دون أن يشفع له مساره في ضمان التفاتة رسمية لحاله، اللهم من زيارات مولوعين بفنه الأصيل ممن عشقوا صوته الطروب وطريقة أدائه لأغانيه، ما زالوا أوفياء له ولعلاقة وطيدة لم تتأثر بعوادي الزمن. أكثر من 170 أغنية وقصيدة للملحون، أداها هذا الفنان البالغ من العمر حوالي 75 سنة، الذي نهل من معين هذا الفن الخالد على يد والده الراحل بوزوبع، وكان لها دور فعال في صيانة هذا الموروث الغنائي الأصيل المغربي بامتياز والمحافظة عليه والتفاني في ذلك، وتؤثثه ريبورتواره الفني الوطني الذي جعله واحدا من الأسماء الوازنة في المشهد الغنائي وأحد أهرامات فن المحلون. وفي انتظار التفاتة تعيد الاعتبار لهذا العلم الغنائي، شكل بوزوبع اسما بارزا في فن الملحون منذ دخوله بابه الأوسع قبل 56 سنة بعدما رضع حبه من ثدي عائلته ذات الامتداد الفني الطويل، خاصة أبوه الذي تتلمذ على يده وفتح له آفاق التألق قبل أن تتاح له فرصة الظهور على شاشة التلفزة المغربية صحبة الجوق العصري للإذاعة الجهوية لفاس بقيادة الموسيقار الراحل أحمد الشجعي. حميد الأبيض (فاس)

بوزوبـع… شيـخ الملحـون يعانـي في صمـت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف متهم بهتك عرض ربيبته القاصر بالبيضاء

ترجمـة 25 عمـلا مغربيـا إلى الصينيـة

مقالات ذات صلة