انعـدام تكافـؤ الفـرص يقتـل الفـن

قال الفنان فتاح نكادي، إن قطاع الفن في المغرب يعاني خللا وحالة من اللاتوازن وانعدام تكافؤ الفرص بين الفنانين. وتحدث نكادي في هذا الحوار الذي خص به "الصباح" عن مجموعة من القضايا تتعلق بجديده الفني وأشياء أخرى. طرحت أخيرا ألبوما غنائيا بعنوان "عليك أمان" ما هي ملامح الجدة في هذا الألبوم مقارنة مع أعمالك الفنية السابقة؟ ألبوم "عليك الأمان" هو ألبوم شخصي خارج تجربة فرقة "النورس" التي كنت أحد أعضائها، وهو من إنتاج وزارة الثقافة. حاولت في هذا الألبوم أن أظهر بشكل مغاير خاصة على مستوى الألحان، ولم أحتكر الغناء فيه إذ انفتحت من خلاله على صوتي المطرب حاتم إدار والممثلة فاطمة الزهراء بناصر التي تبين أنها تتمتع بموهبة صوتية تستحق الإبراز وهو ما يبدو من خلال أغنيتي "بجوج" و"بقا معايا" اللتين غنتهما ضمن الألبوم، أما حاتم فقدمت له أغنية "مغاربة" التي تبدو مخالفة للنمط الطربي الذي امتاز به. بما أن وزارة الثقافة هي التي دعمت هذا الألبوم فأنت ضمنيا مع فكرة الدعم التي تحفظ عليها بعض الفنانين المغاربة؟ ما دامت الدولة تدعم مجموعة من القطاعات، فلم نستثن مجال الغناء من الدعم، علما أن التحفظ الذي تحدثت عنه يهم الطريقة التي يقدم بها هذا الدعم وهذه المسألة قد لا نختلف فيها، إذ من المحبذ أن يجري توزيع الدعم عن طريق خلق جو من التباري بين الفنانين بما يحفزهم على العطاء بشكل أفضل، ويمكن من تقديم مشاريع فنية جادة ومتكاملة من حيث الجوانب الفنية وليس فقط الجوانب الإدارية والبيروقراطية، خاصة أننا في المغرب لم نعد نتوفر على منتجين حقيقيين بالمعنى الدقيق للكلمة، منتجين يغامرون مع الفنان. وماذا عن مسألة ترويج الألبوم؟ هذه المسألة تكلفت بها شخصيا، إذ لا يمكن لوزارة الثقافة أن تتكلف بكل جوانب العمل الفني، لهذا فقد حاولت جهد الإمكان إيصال الألبوم إلى كل الجهات المتاحة منها الإذاعات الخاصة، أما القنوات التلفزيونية فتلك معضلة أخرى، إذ يبدو أن هناك أسماء فنية بعينها (خاصة في مجال الأغنية الشعبية) يتكرر حضورها على الشاشة بشكل يبدون معه وكأنهم يمتلكون سندات أو أسهما في القنوات التلفزيونية، في الوقت الذي يتم فيه تجاهل فنانين آخرين رغم اشتغالهم المستمر وتوفرهم على الجديد الفني، وأنا واحد من هؤلاء إذ في ظرف عشر سنوات لم يسبق لي أن ظهرت على التلفزيون إلا في مناسبة واحدة ضمن برنامج "مسار" على القناة الثانية، وكأنني غير موجود أو كأنني تقاعدت عن العمل في الوقت الذي أجد نفسي في قمة عطائي، وهذا من شأنه أن يصيب الفنان بإحباط قاتل، أما المهرجانات فقد وجدت نفسي أخرج من هذا الموسم الصيفي بخفي حنين، فلا أحد من منظمي المهرجانات كلف نفسه باستدعائي رغم أن جل المشاركين فيه يجترّون أغاني غيرهم ولا يقدمون أشياء جديدة وخاصة بهم، وفي هذا السياق أتساءل عن طبيعة المعايير والشروط المطلوبة للمشاركة في المهرجانات، حتى نتجاوز حالة اللاتوازن التي يعانيها الكثير من الفنانين، ونشعر فعلا بأن المغرب للجميع، أو يقولون لي اجمع أغراضك وارحل فلا مكان لك في هذا البلد. ارتبط اسمك كثيرا بالموسيقى التصويرية للأفلام والمسلسلات علما أن هذا النوع من الموسيقى يعد الأقرب إلى فن الصورة التي حرمت التمتع بها بصريا؟ خلال اشتغالي بتأليف الموسيقى التصويرية أركز على سيناريو وفكرة العمل وطبيعة الحوار الذي يتخلله، ومن هذه العناصر أكون فكرة عامة عن طبيعة الموسيقى المطلوبة للمشاهد التي أضع الموسيقى الخاصة بها، والحمد لله أتت هذه المعادلة بالنتائج المرجوة منها، بدليل نجاح العديد من الألحان التي وضعتها وأشهرها موسيقى مسلسل "وجع التراب" لمخرجه شفيق السحيمي وغيرها من الأعمال. واصلت التحدي بتجسيدك لشخصية الراحل عبد السلام عامر في فيلم "القمر الأحمر" الأمر الذي كشف للجميع جانبا آخر في شخصيتك الفنية وهي التمثيل؟ موهبة التمثيل بالنسبة إلي ليست طارئة، فقد سبق لي أن شاركت في بعض العروض المسرحية، كما استفدت كثيرا من الراحل محمد سعيد عفيفي الذي لازمته كثيرا، لذا لم أجد صعوبة كبيرة في تجسيد شخصية عبد السلام عامر، بحكم أن نقاطا مشتركة كثيرة بيني وبينه على المستوى الشخصي والفني، ولو أن عامر بلغ شهرة ومجدا لم أبلغهما بعد بحكم أن الظروف التي ظهر فيها كانت أفضل من الوضع الحالي، ولو أنه قاسى الأمرّين في سبيل فرض اسمه لكن على الأقل كان زمنه يتسم بتكافؤ الفرص بين الفنانين أما الآن فلا. ما الجديد الذي تحضّره؟ اشتغل على ألبوم غنائي جديد يتضمن قطعا غنائية انفتحت في صياغة ألحانها على الامتداد الموسيقي الإفريقي، إذ انتبهت إلى أن هذا المكون في الثقافة المغربية لم يتم استثماره بالشكل الكافي، وقد كنت دائما ضد فكرة المقعد المغربي الشاغر في إفريقيا، ولحسن الحظ أن الدولة فطنت لهذا الأمر، وإعادة مد الجسور مع العمق الإفريقي لا يكون فقط سياسيا واقتصاديا، بل أيضا يجب أن يكون فنيا.أجرى الحوار: عزيز المجدوب

فـان دام معجـب بصـوت الصقلـي

قلق حقوقي من تصويت البرلمان على عقوبة الإعدام

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات