استضافة ناشط من الجزائر وراء اتهام المغرب بالتآمر

العماري: على هؤلاء العقلاء إسداء النصح لحكامهم بتلبية مطالب شعبهم عوض اعتماد الارتكاز على نظرية المؤامرة كشفت مصادر مطلعة لـ"الصباح" أن المقصود بـ"المهرجان الأمازيغي المغربي"، الذي قال تقرير تسلمه عبد المالك سلال، الوزير الأول الجزائري من "مجلس العلماء والعقلاء"، إن المغرب استضاف فيه نشطاء جزائريين ومنه تم "تدبير مؤامرة المواجهات المذهبية بين سكان قبيلة سنية وآخرين من أمازيغ امزاب الإباضيين في منطقة غرداية"، هو مهرجان "ثويزا" بطنجة، الذي يترأسه إلياس العماري، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة. وأضافت مصادر "الصباح" أن قيام الناشط الحقوقي الجزائري كمال فخار الدين، بوصفه رئيسا لمؤسسة "تيفاوت" لحماية وتأهيل الثقافة الأمازيغية المزابية وعضو المكتب الفيدرالي للكونغريس العالمي الأمازيغي، أثناء مشاركته في ندوة بالمهرجان الذي انتهت دورته العاشرة بطنجة في الـ17 من الشهر الجاري، بـ"الدفاع عن طرح معاكس للذي تسوقه الجزائر عن حقيقة المواجهات الدموية بغرداية"، زيادة على "مقارنته بين الوضع الحقوقي في الجزائر وفي المغرب"، بحضور فعاليات حقوقية من دول البحر الأبيض المتوسط، هو "ما عجل بتوجيه الجزائر من خلال تقرير ما سمي بالعقلاء والعلماء، اتهاما صريحا للمغرب بتدبير مؤامرة داخل أراضيها".وفي الوقت الذي لم تقم فيه بعد، وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بأي رد فعل إزاء الاتهام الجزائري الذي وصل صداه إلى المغرب، فإن إلياس العماري، بصفته رئيسا للمكتب التنفيذي لمؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية بطنجة، لم ينف معلومات مصادر "الصباح"، فقال إن مجلس العقلاء والعلماء بالجزائر، "إذا كان يعتبر حضور مناضلين جزائريين إلى فعاليات مهرجان "ثويزا" على مدى عشر سنوات، تدخلا في الشؤون الداخلية لشعب شقيق، فإن المهرجان إذن، يزعزع العالم، لأننا استضفنا أيضا مفكرين وحقوقيين من بلدان إفريقية متعددة ومن أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط والشام وتركيا".إلياس العماري الذي لمح إلى أن الجزائر من الطبيعي أن تنزعج بعد استضافة نشطاء حقوقيين جزائريين، على اعتبار أن "الأنشطة التي خصصت في الدورات السابقة للمهرجان حول قضايا فلسطين والطوارق والأكراد كان لها تأثير إيجابي جدا لصالحهم ضد حكام دولهم، على أكثر من صعيد"، أكد أن مجلس علماء وعقلاء الجزائر "عوض الارتكاز على نظرية المؤامرة، عليهم أن يحتكموا إلى العقل ويعترفوا بتعدد روافد الهوية الجزائرية وحق هاته الروافد في تقرير مصيرها طبقا للمواثيق الأممية، وتوصية حكام الجزائر بتحقيق مطالب شعبهم".وبالعودة إلى مداخلة الناشط الجزائري كمال فخار الدين، المتهم من طرف نظام بلده بالعمالة للمغرب على خلفية أحداث بلدته غرداية، في ندوة "الأمازيغية، إفريقيا.. رهانات هوياتية" بطنجة، فقد كشف فيها "أن ما يجري اليوم في منطقة مزاب بغرداية الجزائرية لا يتعلق البتة بحرب أو صراع طائفي، وإنما بحرب مستمرة من النظام الجزائري"، فقارن بين الوضع الحقوقي في الجزائر والمغرب، ليعتبر أن هذا الأخير "على عكس الجزائر، حقق إنجازات كبيرة جدا في ما يتعلق بالمستوى الحقوقي، والتي تجلت بالخصوص من خلال مضامين الدستور الجديد، الذي اعترف بالروافد العرقية والحضارية للبلاد، ومن بينها الرافد الأمازيغي، ثم الاعتراف بالأمازيغية كلغة رسمية".وأشار إلى أن "نظام بلاده يعتمد مقاربة عسكرية وأمنية في التعامل مع أهل “مزاب” ذات الخصوصية، من خلال الإقصاء السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والتوجه المستمر نحو تدمير كل ما يمت للأمازيغية بصلة، ومحاولة تشويه صور المزابيين في الإعلام ومحافل أخرى وتكفيرهم"، كما أن "الأجهزة الأمنية تنفذ عملية تصفية في حق المزابيين دون حسيب ولا رقيب، بل إنها تتستر على جرائم مماثلة يرتكبها المدنيون تحت مسمى "طائفي"، دون الحديث عن عمليات السرقة التي ترتكب في حق المحلات التجارية والممتلكات وغيرها".وبخصوص مجلس العقلاء والعلماء، فقد قالت وسائل إعلام جزائرية، إنه سلم تقريرا إلى الوزير الأول عبد المالك سلال ومصالح الأمن المختصة، يؤكد فيه أن "الصراع في منطقة غرداية ليس طائفيا كما تحاول بعض الأطراف الترويج له وأن ما يجري هناك مؤامرة خارجية بدأت مع المهرجان الأمازيغي في المغرب الذي شارك فيه جزائريون ويحاول نظام المخزن من خلاله تأليب الأقليات في الجزائر بعد أن اجتازت الأخيرة بسلام امتحان الربيع العربي".م. خ

استضافة ناشط من الجزائر وراء اتهام المغرب بالتآمر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اقتباس النموذجين الإسباني والإيطالي للجهوية يلقى معارضة

الإرهاب يجمع وزيري داخلية المغرب وإسبانيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات