سميح القاسم يرحل “منتصب القامة”

الساحة الأدبية العربية تفقد شاعرا كبيرا وصف بـ"هوميروس من الصحراء" انحنى الشعر العربي، أول أمس (الثلاثاء)، احتراما، لتوديع أحد أبرز وجوهه الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، أحد رجالات الأدب العربي ومبدع العديد من الأعمال الراسخة في سجل المطبوعات العربية.غيب الموت، مبدع «منتصب القامة»، تاركا وراءه أكثر من 70 عملا موزعا بين الشعر والنثر والمسرحيات، كما اشتهر بمراسلاته مع الشاعر الراحل محمود درويش الذي ترك بلاد المقدس في السبعينات، وهي المراسلات التي عرفت بـ»كتابات شطري البرتقالة». مسار حافل لشاعر، لم يمهله المرض اللعين، الذي اختار القدر أن تكون نهايته على يده، إثر إصابته بسرطان الكبد منذ سنوات قبل أن يصل إلى ذروته في أيامه الأخيرة. حضر بقوة في العدوان الأخير على قطاع غزة، عبر قصائده الثورية، فإلى جانب «منتصب القامة أمشي» لمرسيل خليفة، تصدرت قصيدة «تقدموا.. تقدموا براجمات حقدكم.. وناقلات جندكم.. فكل سماء فوقكم جهنم.. وكل أرض تحتكم جهنم»، الإذاعات الوطنية الفلسطينية والتقارير الإعلامية.«الشاعر القاسم صاحب الصوت الوطني الشامخ رحل بعد مسيرة حافلة بالعطاء والذي كرس حياته مدافعا عن الحق والعدل والأرض»، هكذا نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابن مدينة الزرقاء، الذي تميزت حياته إلى جانب الإبداع الأدبي، بالمساهمة في قضية وطنه من خلال قصائد شعرية سياسية، اعتقل إثرها أكثر من مرة كما وضع رهن الإقامة الجبرية والاعتقال المنزلي، وطرد من عمله عدة مرات بسبب نشاطه السياسي، كما واجه التهديد بالقتل أكثر من مرة.ولد الراحل لعائلة درزية فلسطينية سنة 1929، وتعلم في مدارس الرامة والناصرة التي انطلقت منها، مسيرته الأدبية التي توج خلالها بالعديد من الجوائز من بينها «غار الشعر» من إسبانيا، وجائزتان من فرنسا عن مختاراته التي ترجمها إلى الفرنسية الكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي، ووشح بوسام القدس للثقافة من الرئيس الراحل ياسر عرفات، إلى جانب جائزة نجيب محفوظ من مصر، في الوقت الذي وصفه زملاؤه بالعديد من الألقاب، من بينها «هوميروس من الصحراء» و«قيتارة فلسطين» و«متنبي فلسطين» و«شاعر العرب الأكبر» و«شاعر العروبة بلا منازع وبلا نقاش وبلا جدل» و«الشاعر القديس» و«سيد الأبجدية». تصدرت أبيات من قصائده مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أول أمس (الثلاثاء)، بمجرد الإعلان عن وفاته، في الوقت الذي اختار عدد من الأدباء العرب نعيه وإعلان حزنهم وحدادهم الفكري والأدبي لرحيل اسم كبير من حجمه، بصم حضوره الساحة الإبداعية العربية بالعديد من القصائد التي تحمل دلالات متعددة.ياسين الريخ

سميح القاسم يرحل “منتصب القامة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أزمة تذاكر تسبق قمة تطوان والرجاء

اعتقال رئيس مركز تسجيل السيارات بصفرو متلبسا برشوة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات