مكماني: الحكومة لم تستنفد زمنها السياسي

القيادي في "البام" أكد أن المنصوري كفاءة وطنية قادرة على قيادة الحزب أكد جمال مكماني، العضو القيادي في "البام"، أن فاطمة الزهراء المنصوري قادرة على قيادة الحزب، ليس بوصفها مراكشية أو تطوانية، وإنما لأنها كفاءة وطنية مغربية تحظى باحترام وتقدير الجميع داخل الحزب وخارجه. وأوضح مكماني، عضو المجلس الوطني، ورئيس لجنة السياسات العمومية بالمجلس نفسه، أن انتخاب الأمين العام للحزب ليس مسألة فردية أو مزاجية، بل محطة تنظيمية تترجم فيها إرادات مناضلي الحزب من داخل كل جهات المملكة. في ما يلي نص الحوار: انتخب المجلس الوطني بالإجماع سمير كودار رئيسا للجنة التحضيرية. هل يعني هذا أن مركز القرار داخل "البام" بات بجهة مراكش، وهل يعني ذلك ما تداولته الصحف من ترشيح المنصوري لقيادة الحزب؟ > أولا، أشكركم على استضافتكم الكريمة، ترسيخا لقيم التواصل بين الفاعلين السياسيين والرأي العام بخصوص قضايا جوهرية تهم تدبير المجال العمومي بوصفه انشغالا جماعيا. ويبدو لي أن المسألة ينبغي أن تطرح من منظور مغاير، إذ يتعين الإقرار بأن الأصالة والمعاصرة هو حزب جميع المغاربة، وفي مختلف الجهات والأقاليم والمدن والدواوير. وفي هذا السياق، لا فرق بين جهة وأخرى، فجميع المناضلين منخرطون في مهامهم وواجباتهم تجاه الوطن والحزب. ومن الطبيعي أن يفرز التنظيم قيادات قادرة على قيادة هذا المشروع الحزبي والمجتمعي، بناء على قدراتهم وكفاياتهم السياسية والتنظيمية والتواصلية، وسمير كودار واحد من هؤلاء القياديين الذين نعتز بهم ويحظون بثقة مناضلات ومناضلي الحزب. كما أن فاطمة الزهراء المنصوري، هي واحدة من الكفاءات الوطنية الاستثنائية، وأنا على يقين تام بأنها أهل لكل المهام والتحديات والمسؤوليات. يعني أنها مرشحة للأمانة العامة... > لقد عشنا مع فاطمة الزهراء المنصوري، باعتبارها منتوجا أصيلا وخالصا لحزب الأصالة والمعاصرة، لحظات سياسية دقيقة تعاملت معها بحكمة ومسؤولية وحرص شديد على وحدة الحزب ونجاح مشروعه بحس وطني ملهم. وإني على يقين بأن القيادية فاطمة الزهراء المنصوري قادرة على قيادة الحزب، ليس بوصفها مراكشية أو تطوانية، وإنما لأنها كفاءة وطنية مغربية تحظى باحترام وتقدير الجميع داخل الحزب وخارجه، علما أن مسألة انتخاب الأمين العام، هي محطة تنظيمية يتم التقرير فيها من داخل المؤتمر الوطني. عاش الحزب في الآونة الأخيرة نقاشات حول تقييم تدبير عبد اللطيف وهبي له. هل يتجه "الباميون" إلى عدم منح ولاية ثانية للأمين العام، خاصة مع الانتقادات التي وجهت إليه من داخل التحالف الحكومي؟ > يبدو لي أن حزب الأصالة والمعاصرة لم يعش أي نوع من هذا النقاش بخصوص تقييم أداء الأمين العام، ولم تتم مناقشة هذا الأمر داخل أي دورة من دورات المجلس الوطني أو باقي هياكل الحزب. وقد انتخب عبد اللطيف وهبي بشكل ديمقراطي داخل المؤتمر الوطني الرابع، وهو الذي يقود أول تجربة حكومية في تاريخ الحزب. وكما قلت سابقا انتخاب الأمين العام للحزب ليس مسألة فردية أو مزاجية، بل هي محطة تنظيمية تترجم فيها إرادات مناضلي الحزب من داخل كل جهات المملكة. عاش الحزب بعد مؤتمر الجديدة صراعات انتهت بانسحاب العديد من الأطر والقيادات من واجهة مؤسسات الحزب. هل هناك عمل في اتجاه المصالحة واستعادة هؤلاء داخل حزب "الجرار"؟ > الحزب ليس بنية ثابتة وجامدة، بل هو بناء دينامي، ومن الطبيعي أن يلتحق العديد من المناضلين، وأن يغادره آخرون بناء على تقديراتهم السياسية أو ظروفهم الشخصية، لكن الأكيد هو أن حزب الأصالة والمعاصرة قبل محطة الجديدة وبعدها، هو أحد أهم الأحزاب الوطنية، التي تتميز بامتدادها الجماهيري والمجتمعي، وقدرتها البالغة على تأطير المواطنات والمواطنين، وتحمل المسؤولية في تدبير الشأن العام في وطننا الغالي. أثارت خرجات بعض الأمناء العامين السابقين الكثير من التساؤلات، آخرها خرجة إلياس العماري. ما خلفية هذه الخرجات عشية التحضير للمؤتمر؟ > ما أعرفه هو أن إلياس العماري، هو أحد الأمناء العامين السابقين للحزب، والذي جاء من بعده، حكيم بنشماس، وهو اليوم لا يتحمل أي مسؤولية تنظيمية داخل الحزب، ولا يمكن أن نجتهد أكثر من اللازم في تأويل أنشطته الشخصية، فهو مواطن مغربي يتاح له من الفضاء العام، ما هو متاح لجميع المواطنات والمواطنين. شكلت مشاركة "البام" في الحكومة موضوع نقاش عميق واختلاف في تقييم تلك المشاركة. كيف تقيمون أداء وزراء الحزب في الحكومة؟ وهل أنتم راضون عن حصيلة عملها رغم الظرفية الصعبة التي واجهتها؟ > سيكون ضروريا في أي نشاط تقييمي موضوعي أن نستحضر السياق التاريخي وما يتسم به من أحداث. لقد وجدت الحكومة الحالية نفسها أمام ظرفية تاريخية صعبة عنوانها الرئيسي، الوباء والحرب، الأمر الذي يطرح تحديات وصعوبات كبيرة جدا. ورغم ذلك، ساهم وزراء حزب الأصالة والمعاصرة في بلورة العديد من الحلول قصد تجاوز تداعيات الأزمة التي يشهدها العالم، سواء في قطاع إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، أو قطاع الشباب والثقافة والتواصل أو قطاع التعليم العالي والبحث العلمي أو قطاع العدل أو قطاع الشغل والإدماج المهني أو قطاع الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة أو الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة. ودعني أستحضر معك تجربتي رئيسا لجماعة قروية، فقد رصدت عن كثب المجهودات العظيمة التي تبذلها الحكومة ووزراء الحزب، من أجل تجاوز الصعوبات، التي تعيق المسار التنموي ببلادنا تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس. دعم الأغلبية الحكومية يواجه التحالف الحكومي من حين لآخر هزات، بسبب انتقادات من داخل الأغلبية. لم تردون هذا الأمر، هل لغياب برنامج حكومي أم لخلافات حول كفاءة بعض الوزراء؟ > حضرت آخر دورة للمجلس الوطني للحزب، ومن خلال كلمة رئيسة المجلس الوطني، فاطمة الزهراء المنصوري، وكذا العرض السياسي، الذي قدمه الأمين العام للحزب ومعظم تدخلات أعضاء المجلس الوطني، هناك إجماع على دعم الأغلبية الحكومية الحالية، والتأكيد على روح الانسجام التي تطبع عملها. وعلينا التنبيه إلى أن تدبير الشأن العام ليس مجرد نزهة، بل هو مسؤولية جسيمة تصاحبها إكراهات وتحديات ومشاكل متنوعة، ومن الطبيعي أن تترتب عن ذلك نقاشات قد تكون لأصحابها تقديرات مختلفة، علما أن الأفق الذي يحكم جميع مكوناتها هو المصلحة الوطنية. نقاش مجتمعي أثارت بعض القضايا جدلا كبيرا مثل تعديلات المدونة وتدبير ملف الجفاف وأزمة أسعار المحروقات. كيف تنظرون في "البام" إلى هذا الأمر؟ > بالنسبة إلي، النقاش المتعلق بالمدونة يندرج ضمن نقاش مجتمعي ينطلق من وجهات نظر متعددة يتداخل فيها القانوني بالسياسي بالديني بالاجتماعي... ومن الطبيعي أن يفهم ذلك في ضوء مساهمة الجميع، ومن مواقع مختلفة في النقاش العمومي. أما ملف الجفاف والمحروقات، فالأمر يستدعي، كما قلت سابقا - في رأيي الشخصي- فهما دقيقا ومعطيات حول الوضع الاقتصادي الوطني والدولي. تقييم الحكومة سابق للأوان أثار أداء بعض الوزراء الكثير من الجدل وأصبح هناك حديث عن تعديل حكومي. كيف تنظرون إلى حصيلة سنتين من عمل الحكومة اليوم؟ > بالنسبة إلي هناك مجهودات ملحوظة في كل القطاعات الحكومية، رغم خصوصية الظرفية الوطنية والدولية، وأعتقد أن هاته الحكومة لم تستنفد بعد زمنها السياسي لكي يكون حكمنا وتقييمنا لها موضوعيا. سياسة فلاحية جهوية قدمتم، أخيرا، تقريرا حول عمل لجنة السياسات العمومية، تركز على موضوع الماء. ما هي الخلاصات التي انتهت إليها اللجنة؟ > بالفعل، عقدت اللجنة ندوة تحت عنوان "السياسات العمومية والأمن المائي" ببني ملال، تفاعلا مع مضمون الخطاب الملكي لمناسبة الدورة الأولى من السنة التشريعية الحالية، خاصة في شقه المتعلق بالموضوع الأول، الذي يهم إشكالية الماء. وقدمت تقريرا خلال انعقاد دورة المجلس الأخير حول الندوة التي أطرها عادل بركات، عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة، والذي ركز في مداخلته على المجهودات، التي يقوم بها الفاعل الترابي على مستوى تدبير إشكالية الماء، وقدم نماذج عن ذلك انطلاقا من تجربة التسيير التي يتحملها، مذكرا بالأسباب الأساسية للإشكالية. وعلى العموم، عرفت الندوة حضورا متميزا ومتنوعا، شارك فيها برلمانيون ورؤساء الجماعات التابعة لجهة بني ملال خنيفرة، وأعضاء الأمانات الإقليمية، وأعضاء المجلس الوطني للحزب، وبعض أعضاء لجنة السياسات العمومية والأكاديميين والشباب والنساء والباحثين والطلبة. ويمكن القول إن النقاش الذي ميز أشغال الندوة خلص إلى مقترحات وتوصيات من أبرزها ضرورة تبني سياسة فلاحية إنتاجية جهوية تضع مقاربة تعتمد على اقتراح الإنتاج، بناء على حجم المخزون المائي المتوفر في كل جهة. كما يجب الاستمرار في إستراتيجية تحلية مياه البحر، والقيام بدراسات علمية تمكن من التعرف على الفرشة المائية الخاصة بالمياه المالحة والعمل على تحليتها، لأن تكلفة ذلك ستكون أقل مقارنة مع مياه البحر، ومواصلة سياسة إنشاء السدود باعتبارها مشروعا إستراتيجيا، مع تبني العدالة المجالية في ذلك، والقيام بدراسات تقييمية لهذه التجربة الممتدة على مدى ستين سنة لاستخلاص النتائج والدروس، واستعمال ذلك في ترشيد مستقبل هذه السياسة، إذ ينبغي إنجاز السدود تبعا لمستوى التساقطات حسب المنطقة، السدود الكبيرة في المناطق التي تعرف صبيبا عاليا والسدود الصغيرة للمناطق التي تعرف صبيبا ضعيفا، وتشجيع البحث العلمي عبر تطوير الكفاءة التقنية للبحث العلمي، وتطعيم الفرشات المائية مخزونا احتياطيا، واعتماد مراقبة دقيقة لاستغلال الفرشة المائية الاصطناعية. خلاصات الدورة 27 للمجلس الوطني مرت الدورة السابعة والعشرون للمجلس الوطني، التي انعقدت يوم ثامن يوليوز الجاري بسلا، في أجواء خيم عليها جو نضالي وحماسي، وميزتها الأساسية الوحدة والتلاحم بين مختلف مكونات الحزب، كما تميزت بنقاش جاد ومسؤول، تعبيرا من الجميع عن الإيمان القوي بجدية المشروع المجتمعي لحزب الأصالة والمعاصرة. كما تميزت الدورة بتقديم فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني، لرؤية الاشتغال خلال المرحلة المقبلة، ووقفت عند حصيلة ما تحقق على المستوى التنظيمي. كما عرفت الدورة، التي حضرها وزراء الحزب، وأعضاء المكتب السياسي، تقديم الأمين العام لعرض سياسي أوضح من خلاله التصورات التي عمل الحزب على أجرأتها ميدانيا منذ انتخابه أمينا عاما في المؤتمر الوطني الرابع، معبرا بوضوح عن موقف استمرار الاجتهاد والاشتغال من داخل الحكومة، مع تقديم كل الدعم للأغلبية، وإبراز قيم الأصالة والمعاصرة داخل مشاريع القوانين المقترحة من قبل الحكومة. وقدمت اللجان الوظيفية المنبثقة عن المجلس الوطني تقارير اشتغالها الدورية، إذ عرضت مجموعة من التوصيات على أنظار أعضاء المجلس الوطني، للمصادقة بعد فتح نقاش بخصوصها. وانتخب أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الخامس التي راعت المقاربة الجهوية، وتم انتخاب سمير كودار رئيسا لها بالإجماع، وهيكلة اللجان الخمس المنبثقة عنها. وأكد المجلس الوطني استمرار عمل مؤسسات الحزب إلى جانب اللجنة التحضيرية، إلى حين انعقاد المؤتمر الوطني الخامس، كما تمت الإشادة بالحضور القوي للمناضلات والمناضلين، وعلى رأسهم منتخبات ومنتخبو الحزب بمختلف المجالس المنتخبة، في الدفاع عن قضايا الوطن والمواطنين. في سطور - من مواليد 29 نونبر 1977 - متزوج وأب لأربعة أطفال - مفتش تربوي لمادة الفلسفة - رئيس لجنة السياسات العمومية للمجلس الوطني للحزب - عضو سكرتارية المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة - عضو المكتب الوطني لمنظمة شباب الأصالة والمعاصرة - عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة سابقا. - رئيس جمعية تامغربيت للطفولة والشباب والعمل الاجتماعي. - رئيس جماعة أولاد إملول بالرحامنة.

مكماني: الحكومة لم تستنفد زمنها السياسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البنك الدولي "يبعث" الزرقطوني

الواحات بديل تنموي بسوس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات