سيدي بنور… مجال ترابي صاعد

الإقليم انخرط منذ ثلاث سنوات في مجموعة برامج قطاعية مندمجة غيرت ملامحه بشكل ملحوظ عبد الله غيتومي (سيدي بنور) خرج إقليم سيدي بنور من رحم إقليم الجديدة، عقب التقطيع الترابي لسنة 2009. وخلال ثلاث سنوات الأخيرة، شهد طفرة تنموية مندمجة، بفضل جهود مشتركة بين السلطة الإقليمية والمجالس الترابية والمصالح اللاممركزة وفعاليات المجتمع المدني، همت تعزيز البنى التحتية، وطي صفحة المشاريع المتعثرة، ووضع الإقليم على سكة التنمية المستدامة، التي انعكست إيجابا على سكان إقليم يثمن مؤهلاته الطبيعية والفلاحية، الكفيلة وحدها بتوفير مناخ استثمار مدر لفرص الشغل. يشكل العامل الحسن بوكوتة وعبد المعيد إسعاد، حسب متتبعين، تناغما ملحوظا بين الإدارة الترابية وجماعة سيدي بنور، وهو ما أثمر على الواقع مجموعة من المشاريع المهيكلة، التي غيرت الملامح القروية لسيدي بنور العاصمة، وحولتها بسرعة إلى مدينة عصرية تستدرك بسرعة سنوات تأخر طويلة. عاصمة تتحول بسرعة خلال السنتين الماضيتين، بصم المجلس الجماعي على انطلاقة قوية من خلال مشاريع متعددة، تتعلق، على سبيل المثال لا الحصر، بالصيانة المستمرة للمناطق الخضراء، وإحداث ملاعب للقرب، والمشروع المتكامل لصيانة المحطة الطرقية، وتأهيل مطرح النفايات، وصيانة الطرق، وبناء سوق مغطى لإيواء الباعة الجائلين، وبناء مجزرة عصرية، والمشروع المتكامل لسوق الخضر والفواكه، وإصلاح السوق المركزي، وأشغال تهيئة الساحات، وتأهيل مقبرة «بوسكاون» بالقرية، وإتمام أشغال المدرسة العليا للتكنولوجيا، وتوسيع وتهيئة مقر جماعة سيدي بنور، وإنارة حديقة الزرقطوني، ونشر لوحات التشوير بالمدينة، ودراسة معمارية لبناء سوق بعملية «فتح»، التي تروم إعادة هيكلة دور الصفيح، وإنارة الطريق المحورية، وتفعيل الشرطة الإدارية، وضخ دم جديد في قطاعي النظافة والبستنة، ومشروع إيواء سكان القرية (عملية فتح) على مساحة 40 هكتارا، وشراكات مع "راديج» لتقوية شبكة الماء والكهرباء، والاستمرار النوعي في استخلاص حقوق الجماعة على الأراضي العارية، وذلك كله يأتي تدعيما للمكتسبات التي تروم التأهيل الحضري لسيدي بنور، وأساسا تهيئة وإنارة مداخل المدينة في اتجاه الجديدة ومراكش وتهيئة الساحة المجاورة للعمالة، وإنجاز الطريق المحورية بشراكة مع وزارتي الداخلية والتجهيز ومجلس الجهة والمجلس الإقليمي. بنية طرقية لتعزيز الجاذبية آمن الحسن بوكوتة، وهو الذي خبر فيضانات واد «فليفل»، حين كان مديرا لـ «راديج « بالجديدة، وعاش طويلا يمد قنوات تصريف مياه الوادي نحو البحر، ونجح فعلا في ذلك التحدي الذي جنب الجديدة ويلات الفيضانات، بأن العمل الميداني هو الكفيل بإكساب سيدي بنور مقومات مجال ترابي صاعد، يوفر لقاطنيه فرصا أرحب لأنشطة مدرة للدخل. ومن هذا المنطلق، حصل انسجام كبير بين العامل ومؤسسة المجلس الإقليمي، في عهد الرئيس السابق عبد القادر قنديل، وأيضا باستمرارية ملحوظة في عهد الرئيس الحالي عبد الإله الصادري، وهو ما أثمر على الواقع العديد من المشاريع المهيكلة، ومنها تعزيز وتأهيل الشبكة الطرقية التي يبلغ طولها 867 كيلومترا، تفعيلا لشراكات مع وزارة التجهيز والجهة والمجلس الإقليمي، تستهدف بالأساس 650 كيلومترا، في أفق تحسين جاذبية الإقليم وتعزيز فرص الاستثمار به، ومن ذلك تقوية الطريق الوطنية رقم 7 بين سيدي بنور والرحامنة، على طول 39 كيلومترا، وتقوية الطريق الإقليمية بين الغربية والوليدية، وتقوية الطريق الجهوية بين سيدي بنور، مرورا بأولاد سي بوحيا إلى بولعوان، وتثنية الطريق الوطنية بين سيدي بنور وسيدي إسماعيل، مع برنامج توقعي لإحداث مجموعة من الطرق يصل طولها إلى 146 كيلومترا. الماء والتطهير السائل والكهرباء شهد الإقليم مجموعة مشاريع نوعية بلمسة تنمية مستدامة، وفي مقدمتها الماء الشروب، بتوسيع محطة معالجة المياه الصالحة للشرب بشراكة مع "راديج»، وتعميم تزويد الوسط القروي بهذه المادة الحيوية، سواء من خلال البرنامج الوطني أو إنجاز 920 سقاية عمومية. وتدعيما للمجال البيئي، وتفعيلا للبرنامج الوطني للتطهير السائل والمياه العادمة، أنجزت الكثير من المشاريع وفي مقدمتها، محطة لمعالجة المياه العادمة لمدينة سيدي بنور، ومركز العطاطرة، بتكلفة 52 مليون درهم، وتمت برمجة تأهيل وتوسيع محطة معالجة المياه العادمة بالوليدية بكلفة 17 مليون درهم. وفي إطار «الشركة الجهوية المتعددة الاختصاصات»، صودق على مجموعة من الاتفاقيات بجماعات «كريديد» وأولاد عمران والعونات وبني تسيريس وبني هلال والعكاكشة ومطران، تقضي بتفويت قطاع الماء الشروب والتطهير السائل إلى "راديج»، فيما عرفت جماعة الغنادرة تجهيز دواوير بشبكة التطهير بشراكة مع الجهة بكلفة 89 مليون درهم، وأيضا تجهيز مركز الغربية بالشبكة ذاتها بغلاف مالي قدره 16 مليون درهم، وربط مركز العطاطرة بشبكة سيدي بنور بكلفة 16 مليون درهم. وبلغت التغطية بالكهرباء بسيدي بنور نسبة 99.86 في المائة، مع تجديد المحولات الكهربائية لكل من سيدي بنور والزمامرة والوليدية، وبرمجة كهربة 200 دوار بما يهم 1900 أسرة. التعليم في صلب التنمية المستدامة انصرفت النية لتعزيز العرض المدرسي، وكانت معقودة على تقليص نسبة الهدر الدراسي، وصبت مختلف التدخلات على تنزيل برنامج إحداثات مدرسية جديدة، مكنت من تغطية جميع الجماعات الترابية. وفي هذا الصدد، تم بناء مدرسة جماعاتية ببني هلال بكلفة 10 ملايين درهم، ونظيرة لها بـ "المشرك» بكلفة 9.24 ملايين درهم، وثانوية إعدادية بأولاد سي بوحيا بمبلغ 25 مليون درهم، بشراكة مع مؤسسة السقاط للأعمال الاجتماعية، وإحداث ثانوية تأهيلية ببني هلال بكلفة 14 مليون درهم، وبرمجة ثانويتين تأهيليتين بكل من العكاكشة وامطل، وأربع مدارس جماعاتية بالغنادرة وسانية بركيك وكريديد والعامرية، مع إحداث عدة وحدات للتعليم الأولي، وتعزيز أسطول النقل المدرسي. ومكن البرنامج المندمج التشاركي بين فاعلين محليين، من مشاريع هامة في التعليم العالي، يعول عليها رافعة لتنمية سوسيو اقتصادية، ويتعلق الأمر بإحداث المدرسة العليا للتكنولوجيا بسيدي بنور بكلفة 12 مليون درهم، وتهم 300 طالب، ووضع اللبنات لكلية متعددة التخصصات بسيدي بنور، تابعة لجامعة شعيب الدكالي، على مساحة 13 هكتارا بكلفة 143 مليون درهم، ما سيعفي العديد من الطلبة من التنقل خارج المجال الترابي للإقليم. التأهيل الحضري متواصل أخذ إقليم سيدي بنور على عاتقه تأهيل مجاله الترابي، وقطع أشواط متقدمة في التأهيل الحضري، إن هو أراد فعلا دخول نادي الأقاليم الجذابة. وفي هذا الصدد، تمت تهيئة وإنارة مدخل سيدي بنور في اتجاه الجديدة ومراكش بكلفة 23 مليون درهم، والساحة المجاورة للعمالة، والطريق المحورية التي تكلفت الجماعة بإنارتها العمومية، وإنجاز منطقة الأنشطة الحرفية بمركز الطويلعات لبائعي المتلاشيات بقيمة 71 مليون درهم. وبالزمامرة، تمت معالجة مجموعة إكراهات مرتبطة بمشاريع اجتماعية، كما الحال بتجزئة النصر، التي خصص جزء منها لإيواء مالكي دكاكين المناطق الخضراء، وعملية القدس للسكن الاجتماعي، وتهيئة الممر الرئيسي للعونات، والانتهاء من أشغال تجهيز الإنارة العمومية بالمدخل الرئيسي للوليدية، انطلاقا من الطريق السيار. شركة التهيئة... آلية جديدة للمشاريع تظل الثقافة والرياضة من الأولويات بإقليم سيدي بنور، ومن المشاريع الهامة إنجاز القاعة المغطاة، وإحداث مركب ثقافي بسيدي بنور، بشراكة مع المجلس الجماعي ووزارة الثقافة والجهة والمجلس الإقليمي والمبادرة بكلفة 28 مليون درهم. وسعيا لتوفير شروط العيش في كرامة، يعد مشروع إعادة قاطني دور الصفيح بحي القرية بسيدي بنور في إطار "عملية فتح» رائدا على الصعيد الوطني، والذي سيضم العديد من المرافق الضرورية. وعملا بمقتضيات المادة 112 من القانون التنظيمي لمجالس العمالات والأقاليم، تم إنشاء "شركة التهيئة لسيدي بنور» يعول عليها لتكون آلية جديدة للرفع من وتيرة إنجاز المشاريع التنموية، في آجالها المحددة، صونا للزمن التنموي. شيء من التاريخ والجغرافيا يستمد سيدي بنور عمقه التاريخي من دفينه العلامة أبي ينور عبد الله بن وكريس المشترائي، المشهود له بالعلم والمكرمات، وأيضا من جغرافيته التي توفر له مجالا فلاحيا واسعا، انخرط في السقي الكبير منذ أمد بعيد، وأضحى واحدا من المناطق الكبرى المسقية ببلادنا، ورقما أساسيا في معادلة الأمن الغذائي، خاصة في إنتاج الشمندر السكري وتصنيعه، وإنتاج الحبوب واللحوم الحمراء والحليب. يقع الإقليم على مساحة 3007 كيلومترات مربعة، ويصل عدد سكانه 452448 نسمة، ويضم 25 جماعة ضمنها بلديتا سيدي بنور والزمامرة، ويتوفر على وجهة بحرية من خلال مصطاف الوليدية الجميل.

سيدي بنور… مجال ترابي صاعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رسالة رياضية: آخر خروج قبل الأداء

غاني‭: ‬لم‭ ‬أغب‭ ‬لكني‭ ‬اخترت‭ ‬الصمت

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات