إمارة المؤمنين توقف التطرف بإفريقيا

سفير جمهورية جزر القمر بالرباط قال إن المغرب محسود وريادته الإفريقية لا تناقش قال يحيى محمد إلياس، سفير جمهورية جزر القمر بالمغرب، إن نفوذ إمارة المؤمنين بإفريقيا، ساهم بشكل كبير في مواجهة التطرف. وأكد المتحدث ذاته أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تواجه المتطرفين بالحجة والفكر والدليل. وأضاف السفير أن المغرب حقق الريادة في عدد من المجالات، فأصبح محسودا عليها، وأن هناك محاولات لاستنساخ التجربة المغربية، سيما الدينية لنقلها إلى جزر القمر. أجرى الحوار: عبدالحليم لعريبي/ تصوير (عبدالمجيد بزيوات) باعتبارك خطيب جمعة ومهتما بالشأن الديني، كيف تنظر إلى دور إمارة المؤمنين في إفريقيا؟ > اكتشفت المغرب في 2013، حينما دعيت إلى الحضور لدرس ديني من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية، وتابعت الشأن الديني منذ ذلك التاريخ إلى حين تأسيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وعرضت علينا رغبة جلالة الملك في تقريب العلماء الأفارقة من نظرائهم المغاربة من أجل الوصول إلى الهدف الأسمى وهو القضاء على ما يسمى بالتطرف الديني، ووجدت في لقاءات كثيرة حضرتها أن إمارة المؤمنين منهجها مواجهة الفكر بالفكر. أين تكمن في نظرك أهمية مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة؟ > وجدنا أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تقوم على مبدأ الوسطية، وقائمة على الثوابت الدينية للمملكة المغربية، المتمثلة في إمارة المؤمنين والتصوف السني والاعتدال في الأخذ بنصوص الشريعة، وفهمنا أن هذه الثوابت من الركائز المهمة التي تحفظ وحدة المجتمع المغربي وتحفظ أيضا أمنه وتقوي التلاحم بين أبناء المملكة المغربية، وهي ثوابت جامعة ومانعة. كيف تنظرون إلى دور تأثير إمارة المؤمنين في إفريقيا؟ > لاشك أن من الأمور الأساسية في ديننا الإسلامي هو وجود قيادة مطاعة، وصاحبة كلمة مسموعة، وحتى الرسول (صلعم)، قال إذا كنتم ثلاثة أشخاص فأمروا واحدا منكم حتى لا يسير كل واحد على هواه، فوجود إمارة المؤمنين هذه لها أصول قديمة مستقرة في الدين الإسلامي، ومن خلالها نرى أن نقل هذه التجربة المغربية إلى الدول الإفريقية سيساهم كثيرا في استتباب الأمن والاستقرار، وفي القضاء على الأفكار المتطرفة التي جعلت كل فرد، يحس بأنه أمير، وهذا لا يقبله لا الشرع ولا العقل، ولا بد من وجود إمارة وشخص على رأس الأمة والرسول يقول إن الله يبعث في كل 100 سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها، ونسأل الله أن يساعد أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس في تجديد أمر هذه المهمة، وهناك 34 دولة أصبحت عضوا في مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وبالتالي فإمارة المؤمنين بدأت تدخل إلى الدول الإفريقية من أجل تكوين رأي عام متحد بين علماء القارة من أجل العمل يدا في يد للقضاء على الأفكار المتطرفة التي تنسب زورا إلى الدين الإسلامي. هل ترون أن إفريقيا مهددة بالاختراق من قبل تنظيمات إرهابية نقلت أنشطتها من بلاد الشام والعراق إلى دول الساحل؟ > هذا صحيح والواجب علينا مسؤولين ودعاة في الحقل الإسلامي والسياسي أن ننظر إلى الجذور، وأن نبحث عن الأسباب التي جعلت من إفريقيا أرضا صالحة لخروج هذا النبت الخبيث، وأول ذلك الجهل. وللقضاء على ذلك ينبغي أن نبذل جهودا مضاعفة لتفقيه الناس في ديننا، وتوعيتهم وتعليمهم أمور دينهم، والكثير من الدول الإفريقية مازال بها الدين وراثيا، إذ تفتقد إلى قاعدة علمية دينية مستقرة في النفوس بسبب الجهل، والقاعدة الثانية هي الفقر، ويقال إن الفقير كالغريق، ويجب التعاون للقضاء على الفقر، حتى لا تصبح هذه الشريحة لقمة سائغة للأفكار المتطرفة. إذا ترى أن العمل الدعوي لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة يساعد في تثبيت الأمن الإفريقي؟ > نعم العمل الدعوي يواجه الحجة بالحجة، ومن خلال تجمعات مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أصبحنا أمام الرأي الجماعي الذي يبقى أقوى من الفردي، فمن خلال المؤسسات الدعوية والعلمية سوف نقضي على ذلك، وللقضاء على الفقر لا بد من مشاريع تنموية ونستطيع أن نصل بإذن الله إلى المبتغى. دول تحسد المغرب ما هي انطباعات رجال الدين القمريين عن المغرب؟ > درست بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وتخرجت منها في 1990، ولدي بعض القراءات الدينية عن ذلك، ونرى أن مصطلح إمارة المؤمنين هو قديم وأول من أطلق عليه هو عمر بن الخطاب، واستمر هذا اللقب إلى يومنا هذا مع جلالة الملك محمد السادس ، ونحن ننظر إليه في القمر بأنه يهتم بالشأن الديني، وهناك من يتعجب فرحا ولا أقول إن دولا تحسد المغرب في ذلك، ويتمنى السير على النمط نفسه. النموذج الديني المغربي مثالي كيف ترى التعامل بين جزر القمر والمغرب؟ > في 2016 اقترحت على فخامة رئيس جمهورية جزر القمر المتحدة عثماني غزالي، استنساخ التجربة المغربية، من خلال زياراتي المتكررة إلى المملكة، ومشاهداتي ولقاءاتي بالمسؤولين، الذين يديرون الشأن الديني، فوجدنا أن النموذج الديني، يبقى الأمثل ونريد أن ننسخه وننقله إلى جزر القمر، لاعتبارات عدة أن المملكة دولة عربية وثانيا فرنكوفونية، ملتزمة بالمذهب المالكي، رغم أننا نتبع المذهب الشافعي بجزر القمر، لكن الشافعية والحنفية والحنبلية والمالكية كلهم أهل السنة والجماعة. فقلت لفخامة الرئيس يجب أن نسعى للاستفادة من خبرة المملكة المغربية في إدارة الشأن الديني واقتنع تماما بذلك، وجرى تكوين لجنة يرأسها وزير التربية والتعليم لزيارة المملكة المغربية، وكنت عضوا باللجنة التي كان ضمنها وزير الشؤون الإسلامية، وزرنا مدارس التعليم العتيق، لكن الرحلة لم تعط النتيجة المرجوة، وأتمنى إعادة التجربة مرة أخرى. هل كانت استجابة من قبل الطرف المغربي؟ > نعم وافقوا على حضور علماء للمملكة المغربية للاطلاع على كيفية ترتيب وتنظيم التعليم العتيق، وكما قلت لمواجهة هذا التطرف يجب أن يكون على أساس علمي ديني ثابت، وينبغي أن نبدأ من الأصل، أي من الكتاتيب القرآنية إلى التعليم في المدارس والمساجد والجامعات، ومازلنا على استعداد لنقل هذه التجربة التي تبقى ناجحة في المغرب بكل المعايير. "رابح - رابح" نهج ملكي هل يرى السفير أن المغرب لعب دورا في تخطي التبعية الفرنسية لإفريقيا؟ >لا شك أن هناك فرقا بين من يقول إنه يعطيك ويمر إلى أخذ أكثر مما أعطاك، وبين من يعطيك قلبه وماله، وهذا ما ينطبق على المملكة المغربية، وجلالة الملك محمد السادس أراد مساعدة إفريقيا بصدق وإخلاص، ولم يأت ليأخذ منها، بل هذه الشراكة أساسها "رابح – رابح"، وقبل هذا الكسب كان هناك كسب العواطف والقلوب، وجلالة الملك يريد أن يتقاسم الفرحة مع شعوب إفريقيا. هل ترى أن هذه الاستثمارات ستثير مشاكل للمغرب مع دول أجنبية؟ > كما يقال كل ذي نعمة محسود، ونرى أن الدول الغربية كان مخططها، هو أن لا ترى أي دولة إفريقية ترفع رأسها، وأن يكون لها استثمار في الدول الأخرى، فهم يريدون أن ينفردوا لوحدهم بالساحة، وإذا وجدوا أن المغرب وصل إلى مرحلة وينقل تجاربه فيها وجهوده واستثماراته، لا شك أن الآخرين ستأخذهم الغيرة والعداوة وهذا شيء طبيعي، وأنا أعرف أن المسؤولين بالمغرب يعرفون ذلك تماما، وهذا لا يثنيهم عن مواصلة جهودهم، ويسيرون على الطريق بكل إيمان وثقة، ودائما الطريق الصحيح تحفه بعض المطبات والعقبات. عودة المملكة للاتحاد الإفريقي كانت منتظرة كيف يرى معالي السفير عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي؟ > كانت عودة منتظرة جدا، لأن غيابه ترك فراغا لم يستطع ملأه أحد، وغياب المملكة المغربية من البيت الإفريقي منذ أن خرجت في 1984 إلى أن عادت، لم تستطع أي دولة إبرازه، وفي أي زمان ومكان توجد آراء شاذة في كل شيء، وفي الحقيقة كانت عودة حميدة وجاءت لتشفي غليل كثير من الدول الأفارقة، ولم تكن عودة صورية بل حقيقية وبكل قوة، ويمكن لمسها حاليا في مكانة المملكة المغربية في القارة الإفريقية، إذ عاد المغرب بأفكار ورؤى وباستثمارات حملها إلى دول هذه القارة وجلالة الملك محمد السادس دعا الأفارقة إلى وضع اليد في اليد للنهوض بقارتهم، وتبقى هذه العودة حميدة ومحمودة، وكل الناس استبشروا خيرا وصفقوا لها. المغرب رائد إفريقيا إذن يلعب المغرب في نظرك دورا أساسيا في النهوض بالقارة؟ > أنا أعتبره أول بلد رائد على صعيد القارة الإفريقية سواء في المجال العلمي والتقني والاقتصادي والدبلوماسي والثقافي وباقي المجالات الأخرى، وأنا أرى دائما في المغرب، أن هناك عملا مستمرا في هذه المجالات، وهذه الأنشطة أغلبها نجد أن لها ارتباطا باسم إفريقيا، وهذا يثبت ريادة المملكة في هذه القارة، والمغرب يبقى مصدر ثقة حتى في العالم العربي وأوربا وأيضا عند الآسيويين والقارة الأمريكية بأكملها، وتبقى محل احترام من قبل الجميع، ما يعطي المملكة هذه المكانة المتميزة بين الجميع، ويعطيها فرصة أكبر لنقل تجاربها الناجحة إلى القارة الإفريقية بأكملها. لماذا فتحت جزر القمر أول قنصلية إفريقية لها بالصحراء؟ > لا شك أن هذه الخطوة جاءت عن قناعة ولم يكن فيها أي ضغط، ولا شيء طلبته جزر القمر من أجل افتتاح قنصليتها بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وفخامة الرئيس عثماني غزالي مقتنع تمام الاقتناع بمغربية الصحراء. نحن نتعلم من المغرب فالحكمة ضالة المؤمنين، وأوربا لها تاريخ دموي في ما بينها وتقاتلت في الحروب، لكن في فترة من الفترات استيقظت هذه الدول وعلمت أن مستقبلها هو الاتحاد، ووحدت كلمتها وكونت الاتحاد الأوربي الذي صار قوة عظمى، في الوقت الذي تريد دولنا أن تتجزأ. لا يجب أن نبقى متفرقين في العالم العربي والإفريقي، ولا يمكن أن نؤيد أي مجموعة تريد تقطيع البلدان وتشكيل دويلات صغيرة وكرتونية لا معنى لها. في سطور - من مواليد 1965 - درس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - حاصل على ماجستير من جامعة بنجاب بباكستان - وزير سابق للعدل والشؤون الإسلامية بجزر القمر وأيضا وزير التربية والتعليم العالي الناطق الرسمي باسم الحكومة - مستشار سابق للرئيس غزالي عثماني في شؤون العالم العربي. - سفير جزر القمر بالمغرب منذ سنتين.

إمارة المؤمنين توقف التطرف بإفريقيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاولة نصب على أخنوش

شركة تتاجر بمعطيات صيادلة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات