التوزيع العادل لـ”النقيل” بالسادس

وزارة بنموسى "تربي" على الغش في الابتدائي وتتسامح معه في الإعدادي وتحاربه في الباكلوريا نظمت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أول أمس (الثلاثاء)، "ورشا وطنيا" للتدرب على الغش في الامتحانات المدرسية، على هامش الاختبارات الإشهادية للمستوى السادس ابتدائي، استفاد منها آلاف التلاميذ، كونوا "فكرة" جيدة عن كيفية "النقيل" في أقل من 5 ساعات، وبمعلم. ونجحت الوزارة في توفير جميع شروط التوزيع العادل للأجوبة الصحيحة التي تقتضي خطة التدريب أن تُعطى إلى التلاميذ، مباشرة، بعد توزيع أوراق الاختبارات في اللغة العربية والتربية الإسلامية والرياضيات والفرنسية، مع ترك الحرية للأستاذ المراقب للاختيار بين صيغتين اثنتين تؤديان إلى الهدف نفسه. الصيغة الأولى أكثر صرامة، لا مجال فيها لإضاعة الوقت، وهي كتابة الأجوبة على السبورة بخط واضح، يمكن ضعاف البصر من التلاميذ باستنساخها بسهولة، مع توفير مجموعة من الخيارات الأخرى (أومبصيون)، من قبيل مساعدة بعض المترشحين على الإملاء الجيد الخالي من الأخطاء في النحو، في حال طلبوا ذلك. أما الصيغة الثانية، فتنم عن كرم كبير من الأستاذ، وسعة صدر وصبر عارم، حين يسمح للتلاميذ برفع أناملهم، مباشرة بعد توصلهم بأوراق الاختبار، وطرح الأسئلة التي استعصت عليهم، ثم يتفضل المراقب بتوفير الأجوبة، مع قليل من الصرامة في طلب الهدوء، وانتظار "الدور"، مادام أغلب التلاميذ سيتوصلون بالأجوبة قبل انتهاء المدة الزمنية للاختبار. وفي الصيغتين، يتأكد الأساتذة المراقبون من تحقيق أهم المبادئ التي تتأسس عليها الرؤية الإستراتيجية لمنظومة التعليم، وهي تكافؤ الفرص والمساواة ومقاربة النوع، إذ يحرص هؤلاء على توزيع عادل لـ"النقيل"، دون محاباة أو تفضيل، أو تمييز بين التلميذات والتلاميذ، أو بين التلاميذ الذين يتابعون دراستهم في المؤسسات العمومية والآخرين القادمين من مؤسسات التعليم الخاص. ولا تحتاج إلى مجهود كبير لمعرفة الأثر الإيجابي لهذا "الورش الوطني الواعد" على قطاع كبير من التلاميذ، الذين غادروا فصول الامتحانات مبتهجين بهذا الإنجاز العظيم، وهم يرددون أمام أمهاتهم وآبائهم "نقلونا الأساتذة وكتبوا لينا الأجوبة في السبورة". وباستثناءات قليلة لأولياء أمور، عبروا عن إزعاجهم من مد جارف لـ"النقيل" في امتحانات السادس، لم يصدر عن آخرين أي رد فعل، كأن إملاء الأجوبة على الممتحنين وتربيتهم على الغش، أمر تجري به العادة، بل سمعت أمهات يقلن إن أبناءهن لم يراجعوا لهذا الامتحان، لأنهم يعرفون أن الأجوبة ستحرر على السبورة، وما على الممتحن سوى "نقلها" بشكل صحيح. ولم يصدر، منذ أول أمس (الثلاثاء)، أي تقييم لهذا العملية الوطنية من قبل الوزارة، ولو على شكل بلاغ يتيم، ينوه بالمجهودات الجبارة التي يبذلها بعض الأساتذة المراقبين الذين يحصرون على تنفيذ الأوامر بحذافرها، ويجتهدون في تقديم الأحسن من الأجوبة للتلاميذ وفي ظروف جيدة تحترم مبادئ وأخلاقيات الغش، في أفق تعميمه وشرعنته في المستقبل على جميع المستويات بالطريقة نفسها. لهذا السبب بالضبط، حين يحارب وزير التربية الوطنية الغش في امتحانات الباكلوريا ويتهدد مرتكبيه بالويل والتبور وغياهب السجون، فإنه يفعل ذلك إيمانا بمبدأ التدرج في "النقيل" الناعم والمشروع، انطلاقا من الابتدائي، ثم الإعدادي، وصولا إلى الثانوي. أما التعليم العالي، فإن تقنية "نسخ ولصق" بحوث الإجازة والماستر والدكتوراه، فتتكلف بذلك. يوسف الساكت

التوزيع العادل لـ”النقيل” بالسادس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحت الدف

شبهات فساد بأكبر مستشفيات الجديدة!

مقالات ذات صلة