سقوط الدفاع… صدمة مدينة

احتياطات أمنية مشددة وإحباط كبير بعد تبخر حلم الإنقاذ عاش سكان الجديدة، أول أمس (الثلاثاء)، صدمة كبرى، وفريقهم يودع إلى القسم الثاني، بعد 18 سنة بقسم الصفوة. وبدت المدينة خالية من المارة، ولازم مواطنون المنازل، ولسان حالهم يردد "مصيبة ولقات الليل". وانتهى مسلسل الحسابات والاحتمالات بعد التعادل مع نهضة بركان، وتأكد أن الدفاع أول المودعين للقسم الأول، وهو وداع له ما بعده من تداعيات على التسيير والإشراف التقني. عودة الجائحة في منتصف النهار، انتشر عمال البلدية بمحيط ملعب العبدي، يضعون حواجز حديدية بشوارع المسيرة والنخيل والقاهرة وغيرها من الممرات، التي تؤدي إلى ملعب العبدي. كان الوضع يشبه الاحترازات الأمنية، التي رافقت جائحة كورونا، وحالة الطوارئ المترتبة عنها، آنذاك، لكن هذه المرة عاشت الجديدة "جائحة» من نوع آخر، أودت بحياة فريق الدفاع، الذي ودع قسم الصفوة، رغم محاولات ضخ أوكسجين جديد في منظومة فريق لم يتذوق طعم الانتصار منذ آخر دورة في الذهاب. حضور أمني كانت حافلات تصل تباعا إلى ثكنة التدخل السريع بشارع المسيرة، وعلى متنها رجال أمن قدموا من البيضاء ومدن أخرى مجاورة، في إطار تعزيزات أمنية تحسبا لردة فعل غير مسبوقة من جماهير جديدية مكلومة. وانتشر أمنيون بكل الشوارع المتاخمة للملعب، فيما شوهدت دوريات تجوب المدينة، وإنزال أمني غير مسبوق في الملعب. مساندة حتى آخر رمق لم تكن جماهير الجديدة مشاغبة في يوم السقوط، بل آزرت فريقها حتى آخر رمق من المباراة أمام بركان، وظلت حناجر مشجعي "كاب صولاي " و"دوس كالاس" تصدح "بالروح بالدم، نفديك يا دفاع». كان منظرا مؤثرا لهذه الجماهير العاشقة، وهي تحضر اللحظات الأخيرة لفريق بمجد تاريخي كبير، وهو يتجرع سكرات موت رهيب، وهي الجماهير التي رددت عبارات استهجان في وجه الجامعة وإدارة الفريق وحكم المباراة. وانصرفت الجماهير وهي لا تطيق الوداع، ولسان حالها يردد مع الشاعر "ودع هريرة إن الركب مرتحل ... فهل تطيق وداعا أيها الرجل". قتل رحيم" أطلق الحكم كريم صبري صافرة نهاية المباراة، ومعها أطلق رصاصة الرحمة على الدفاع، فيما يشبه "قتلا رحيما»، أنهى معاناة الخوف من النزول الرهيب. آمن الجميع بأن الدفاع أبدا لم يسقط نتيجة هذه المباراة، وإنما ظل شبح السقوط يلازمه منذ أكثر من ثلاثة مواسم، وتفاقم الوضع أكثر مع المدرب لسعد جردة الشابي، الذي ظل حائرا بين الحفاظ على مكانة الفريق وبين تشبيبه، وبين الاختيارين وجد الفريق نفسه في مخالب أسفل الترتيب، قبل أن يغرق في مرحلة الإياب بقيادة عبد الرحيم طالب. مدينة خالية لم تكن الجديدة كعادتها تنام باكرا كما حدث ليلة أول أمس (الثلاثاء)، فجميع المحلات أقفلت أبوابها، وساد المدينة صمت رهيب. وتناقل الناس خبر "الدفاع هبطات ". إنه منظر مدينة توشحت بالسواد، وهي تفقد فريقا كانت تباهي به. في سكون ذلك الصمت الرهيب، تمرد صوت طفل صغير عاشق لفريق رصع كرة القدم بالكثير من اللآلئ والنجوم "بابا واش ما بقيناش غادي نلعبو مع الوداد والرجاء؟، هو طبعا سؤال مستفز للأعماق والوجدان، لعله يصل آذان المسؤولين. عبد الله غيتومي (الجديدة)

سقوط الدفاع… صدمة مدينة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

صفقات‭ ‬تتحايل‭ ‬على‭ ‬المنصة‭ ‬العمومية

قالوا

مقالات ذات صلة