مغتصبـة تيفلـت: هكـذا خذلونـي

الجمعيات تركتها في منتصف الطريق ومواكبة وزارة العدل والدعم المالي في خبر كان بعد مرور شهر ونصف على الحكم الاستئنافي الصادر عن محكمة الاستئناف بالرباط، ضد مغتصبي طفلة تيفلت، زارت «الصباح» بيت الأسرة المكلومة، لتجد أن الجمعيات والمنظمات الحقوقية التي تظاهرت أمام قصر العدالة بالرباط، اختفت في ظروف غامضة، دون أن تواكب الحالة الاجتماعية والنفسية للضحية، بما فيها وزارة العدل، باستثناء جمعية واحدة، مازالت على اتصال بأسرة سناء. إنجاز: عبدالحليم لعريبي/ تصوير (عبدالمجيد بزيوات) موفدا "الصباح" إلى تيفلت لم تغير الأحكام المشددة الصادرة ضد مغتصبي الطفلة سناء بدائرة تيفلت، من حالتها الصحية والنفسية، وظلت وضعيتها كما كانت سابقا، بل تأزمت أكثر، بعدما انقطعت عن الدراسة، وعادت لمشاركة أسرتها أعباء المنزل والفلاحة، ورعاية طفلها الذي أنجبته بفعل الاغتصاب. الحزن يخيم على الأسرة بدوار الخزازنة بتيفلت تقطن أسرة الطفلة سناء في بيت أقل ما يقال عنه إنه عشوائي، تحمل الجدة مولود الطفلة على ظهرها، فيما الضحية تساعد في بعض الأعباء المنزلية، لا جمعيات عادت إلى البيت للاستفسار عن وضعية الطفلة ولا حقوقيين واصلوا مظاهراتهم لتحقيق الحقوق المسلوبة للضحية، اللهم بعض القنوات الدولية التي تزور المنطقة بين الفينة والأخرى، وتجد أمامها «المقدم» أو الشيخ القروي يتسلم منها بطائق الزيارة لبعثها إلى القائد. بعدما تفجرت فضيحة الأحكام الابتدائية المخففة الصادرة عن غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، قبل شهرين، وما تلاها من ضجة وصلت صداها إلى المنظمات الدولية وكبريات وسائل الإعلام المؤثرة، عمل أبو الطفلة على تنقيلها من دوار الخزازنة نحو المركز الحضري لتيفلت، قصد متابعة دراستها، بعدما تعرض للوم على لسان متدخلين كثر، لكن بعد مرور أيام انقطعت سناء عن الدراسة. والد الطفلة: شبح الاغتصاب يطاردني برر (محمد.س)، والد الطفلة في لقاء مع «الصباح» بمسقط رأسه بدوار الخزازنة بقيادة سيدي عبدالرزاق، سبب انقطاع ابنته عن الدراسة بخوفه على سلامتها، مؤكدا أن الابنة كانت تتوجه من حي وادي الذهب بالمدينة إلى المدرسة الكائنة بمحيط مقر المفوضية الأمنية بتيفلت، وبسبب بعد المسافة وعدم وجود مرافق لها، اضطر إلى توقيفها عن متابعة الدراسة، مضيفا أنه صاحب هذا القرار. وأكد المتحدث نفسه أن كان رافضا متابعة الطفلة دراستها بمسقط رأسها، حيث تبتعد المؤسسة التعليمية بحوالي 4 كيلومترات، وأنه ظل يؤمن بهذه الفكرة خوفا من الاعتداء الجنسي عليها، مشيرا إلى أن الطريق المؤدية إلى المؤسسة التعليمية عبارة عن غابة بها أشجار كثيفة وطرق منحرفة، يصعب معها مراقبة الطفلة لحمايتها من أي اعتداء. وشدد الأب على أن الضجة التي أحاطت بابنته، ساهمت في التعريف بقضيتها وأصبحت محل اهتمام ليس من قبل الرأي العام الوطني والدولي، بل حتى المحلي الذي تسبب له في أرق، مضيفا أنه لم يتقبل أن تتحرك الطفلة بشوارع تيفلت وجميع الأعين تنظر إليها «فهذا يسبب لها الخوف». ولا يخفي المتحدث نفسه أنه لا يستطيع ترك نشاطه المهني، المتمثل في تربية الماشية، وبعض الزراعات الخفيفة والبقاء مع الابنة بتيفلت، مضيفا أن أفراد عصابات سرقة المواشي، «فراقشية»، ينشطون بشكل كثيف بالمنطقة، آخرهم سقوط أربعة في يد درك واد بهت، مؤكدا أن النشاط الفلاحي ورثه أبا عن جد. طبيبة متطوعة تواكب حالتها النفسية قال محمد إن طبيبة فاعلة خير تواكب الحالة النفسية والجسدية للطفلة بالرباط، وأن هناك تنسيقا مع المحامية عائشة كلاع، محامية جمعية الدفاع عن حقوق النساء ضحايا الاعتداءات الجنسية، مشيرا إلى أن الابنة زارت الطبيبة حوالي ثلاث مرات، لمتابعة وضعها، وعن رده حول مواكبة الخلية التي تحدث عنها عبداللطيف وهبي، وزير العدل، للطفلة سناء، أكد الأب أن لا علم له بالأمر، وأن مسؤولين بالوزارة زاروا بيته فور صدور الحكم الابتدائي وتفجر الفضيحة، لكن اللجنة الوزارية لم تزره مرة أخرى، على حد تعبيره. العودة إلى الأعباء المنزلية بعد أن اختفت الجمعيات التي كانت تجوب شوارع الرباط، وتناضل افتراضيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتندد وتستنكر...، عادت الطفلة إلى مساعدة والدتها وجدتها في الأعباء المنزلية وجلب الماء وطبخ الخبز. طبيعة العيش في البادية وتربية الماشية تفرضان على فتيات العالم القروي، مساعدة أسرهن في هذه الأعباء. الصلح مرفوض في الوقت الذي كانت فيه أطراف محسوبة على القبيلة تقوم بمحاولات، من أجل إبرام صلح بين والد الطفلة والأطراف المشتكى بها، رفض محمد المبادرة، سيما بعد تفجر الفضيحة وسط الرأي العام. يقول محمد إن الصلح بات في خبر كان، بعدما قال القضاء كلمته، مضيفا أن القضاء صحح مجموعة من الخطوات. تفاصيل الاعتداء يعود محمد إلى رواية الاعتداء الجنسي على ابنته، مؤكدا أن المتهم المتزوج المدان بعشر سنوات، هو ابن عائلته، ويجاوره في السكن، حيث لا يبتعد منزلاهما سوى بحوالي عشرة أمتار. كان الأربعيني يتصل بمحمد هاتفيا لجس نبضه ويستفسره عن مكان وجوده، هل بسوق أسبوعي أم بتيفلت؟ متذرعا برغبته في جلب بعض الأغراض له من السوق. لكن بعد تفجر الفضيحة، اكتشف محمد أن قريبه المتزوج والأب لثلاثة أبناء، لم يكن في حاجة إلى هذه الأغراض، وإنما همه بالأساس معرفة مكان وجوده للعودة إلى منزل الطفلة، من أجل الاعتداء الجنسي عليها في واضحة النهار. وعادت الذاكرة بمحمد إلى مختلف الاتصالات، التي كان خلالها ابن عائلته يستفسره عن مكان وجوده، مشددا على أنه لم يظن يوما ما أن يعتدي القريب جنسيا على ابنته وهي في سن أبنائه، مضيفا أن الفتيات بنات البادية يرفضن الحديث لآبائهن أو أمهاتهن، إلا بعد تفجر الفضيحة، وهو ما حدث في واقعة الابنة سناء. الدعم المالي... إشاعة في الوقت الذي انتشرت فيه أخبار تقول إن منظمات وطنية ودولية منحت دعما ماليا لفائدة أسرة الطفلة المكلومة، أكد والد الفتاة أن الخبر غير صحيح، وأن الدعم الذي تلقاه فقط ثمن تذكرة الركوب من مسقط رأسه بجماعة سيدي عبدالرزاق نحو مقر قصر العدالة بالرباط، أثناء حضوره رفقة الابنة، من المحامية كلاع، مشيرا إلى أن أخبار تلقيه الدعم وسط الرأي العام لا أساس لها من الصحة. رواية مختلفة أثناء الانتهاء من زيارة بيت الطفلة سناء، اعترض سبيل موفدي «الصباح» إلى دوار «الخزازنة»، والد شاب من مواليد 2000، أدين بعشر سنوات سجنا نافذا رفقة خاله، في القضية، ليقف أمام السيارة التي كانت تقل الموفدين، وهو في حالة هيسترية، فطلب من طاقم المؤسسة الإعلامية بصوت مرتفع إيصال رسالته إلى المسؤولين القضائيين، وفي مقدمتهم وزير العدل «اللهم إن هذا منكر، الطفلة تبلغ أكثر من 17 سنة، وأن الأحكام كانت ظالمة ضد ابنه وشقيق زوجته». ولا يخفي والد الشاب العشريني، خضوع الأحكام الاستئنافية إلى صوت الشارع الذي لا علم له بحقيقة ما جرى، وبتأليب الرأي العام ضدهم، مشيرا إلى أن أسرة سناء كانت على علم بالعلاقة التي تجمعها بعدد من أبناء الدوار، «كيفاش البنت تحمل تسعة أشهر وعاد تعرف أمها وأبوها الأمر، حتى تقرب تولد، ما تيقراو معاها ما تيراجعوا معاها»، مشيرا إلى أن ابنه الذي رفعت غرفة الجنايات الاستئنافية عقوبته رفقة خاله من سنة ونصف حبسا نافذا إلى عشر سنوات سجنا نافذا لكل واحد منهما، تبقى غير منطقية، بعدما أظهرت الخبرة الجينية أن نسب المولود يعود إلى المتهم الثالث. وأقسم والد الشاب يوسف، أنه قصد بيت والد الطفلة سناء، وتحدث مع جدها قبل وفاته بسنة، فأخبره بعلم أم الطفلة ووالدها بموضوع الاغتصاب والحمل، قبل تسجيل الشكاية.

مغتصبـة تيفلـت: هكـذا خذلونـي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إدانة هاتك عرض شابة بالجديدة

عدو: "رام" استعادت 97 % من عافيتها

مقالات ذات صلة