سيدي بنور… التنمية المفقودة

السوق والملعب والقاعة المغطاة والمركب الجامعي ودوار القرية مشاريع متوقفة تتلمس سيدي بنور طريقها نحو التنمية بتؤدة وحيطة وحذر. منذ فطامها القسري عن (الجديدة) سنة 2009، وهي تحاول الاعتماد على نفسها كطفل اضطرته ظروف الحياة والفطام إلى الابتعاد والاستقلال عن أمه لبناء مستقبله «طوبة طوبة». تتميز سيدي بنور بما لا تتوفر عليه مدن أخرى، (الفلاحة والصناعة والسياحة). حباها الله بأراض فلاحية خصبة وواجهة سياحية ذات صيت عالمي (الوليدية)، وهي مؤهلة لتكون عاصمة لدكالة. إنجاز: أحمد ذو الرشاد (سيدي بنور) تقع سيدي بنور وسط أراضي «التيرس» في عمق دكالة على بعد حوالي 70 كيلومترا من الجديدة، استقلت عنها وحاولت السير بسرعة تتماشى ومتطلبات المغرب الحديث، لكن مجموعة من العراقيل والمثبطات والمعيقات، كانت تؤجل مرة وتؤخر مرات الانطلاقة الحقيقية لمشاريع المدينة الفتية نحو آفاق التنمية الشاملة. ورغم الإمكانيات البشرية والموارد المالية التي تتوفر عليها، فإن دواليب التنمية لا زالت معطلة تحتاج إلى خلخلة وثورة هادئة للدفع بها في الاتجاه الصحيح. انطلاقة جديدة ظل سكان مدينة سيدي بنور منذ حوالي 13 سنة، ينادون بتحديث مدينتهم والرفع من جودة الخدمات، وباستثناء الوليدية بوابة الإقليم على المحيط الأطلسي والزمامرة جارتها ومنافستها القوية، اللتين تسيران بخطى سريعة نحو تحقيق التنمية الشاملة، فإن سيدي بنور، لا زالت تنتظر الرفع من وتيرة التنمية المحلية بإخراج مشاريع كثيرة إلى حيز الوجود. و شرع المجلس الجماعي الحالي منذ انتخابه خلال شتنبر من السنة الماضية في البحث عن طرق ووسائل لانبعاث عدد من المشاريع المتوقفة، منها الحديقة العمومية الموجودة وسط المدينة، التي كانت تعيش ظلاما دامسا وجفافا دائما. وتم تدارك الأمر بتجديد الإنارة وإصلاح شبكة الربط بالماء وإصلاح الممرات وتخصيص حراسة لها تحرص على العناية بها وإحداث مشاتل لضمان استمرارها. وأكد عبد المعين إسعاد، رئيس المجلس الجماعي لسيدي بنور، أن المجلس نفسه خصص ميزانية، قدرت في 2.600.000 درهم للتشوير بأغلب الأزقة والشوارع الكبرى وممرات الراجلين وتشييد حدائق صغرى لمحو النقط السوداء بالمدينة. وتحدث الرئيس نفسه عن مشروع الحي الصناعي المزمع إحداثه قرب الحي السكري على الطريق المؤدية إلى العونات وخصصت له مساحة تقدر ب 40 هكتارا، خصص لها المجلس 8 ملايين درهم لاقتناء العقار الضروري لذلك، لاحتضان الشركات الكبرى. وقدم طلبا إلى وزارة الداخلية التي وافقت مبدئيا على منحه 10 ملايين من الدراهم. السوق الأسبوعي يعتبر سوق ثلاثاء سيدي بنور الذي يعد أكبر سوق بدكالة، والذي يقام كل يوم ثلاثاء وسط المدينة من النقط المزعجة، التي أرقت المجالس السابقة والسلطات المحلية والإقليمية. وحرص المجلس الجماعي على مواصلة البحث عن طرق وسبل كفيلة بإخراجه من المدينة وخصص مبلغا ماليا يقدر في 35 مليونا لإجراء دراسة بتنسيق مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) وجهة البيضاء سطات. أكد رئيس المجلس الجماعي، أن هناك مشاريع تنموية أخرى ستنجز بالموازاة مع تحويل السوق على مساحة 7 هكتارات، تتعلق بمجزرة عصرية إضافة إلى سوق للجملة وسوق للسمك ومجزرة للدواجن ومقاه وشوايات عصرية، وخصصت لهذه المشاريع مساحة تناهز 20 هكتارا، ومنطقة للحرفيين على مساحة 8 هكتارات. ويرمي المجلس إلى جانب السلطة الإقليمية إلى محاربة مظاهر ترييف المدينة بتنقيل المهنيين والسوق الأسبوعي الذي يستقبل شاحنات وعربات مدفوعة ومجرورة، تساهم في عرقلة حركة السير والجولان وتتسبب في وقوع حوادث سير. وصرح مستشار جماعي، أنه من المنتظر استغلال فضاء السوق الحالي في إحداث معارض وفضاءات ومنتزهات وحدائق للترفيه والترويح عن النفس. ويأمل المجلس من خلال إخراج هذه المشاريع إلى حيز الوجود إلى نقل المدينة من طابعها الفلاحي وإدماجها وتصنيفها في مجال المدن الصناعية الحديثة التي تتوفر على كل مستلزمات الحياة العصرية. دوار القرية الصفيحي يشكل دوار القرية الصفيحي، الواقع ببوابة المدينة الشمالية، منذ سنوات نقطة سوداء على خريطة سيدي بنور. ولم تفلح سياسات ولا برامج المجالس السابقة، منذ أكثر من عشرين سنة، في إعادة هيكلته وإزالة «براريكه» القصديرية. ويفتقد دوار القرية لضرورات الحياة، من ماء وإنارة وطرق وقنوات للصرف الصحي. بدأت أولى ملامحها تتشكل منذ الربع الأول من القرن الماضي، عبر رحلات متتالية للسكان الأولين الهاربين من تبعات الجفاف والفقر من مدن اليوسفية وخريبكة وسطات ومدن أخرى، اتخذوا من هذا المكان نقطة سوداء للاستقرار معتمدين على القصب والخشب والقصدير والزنك في بناء مساكن لهم. وظل السكان يطالبون المسؤولين المحليين والإقليميين وحتى الجهويين، بإخراج مطالب بسيطة وموضوعية إلى الوجود، لا تتعدى الربط بالماء والكهرباء وشق الطرق وإعادة هيكلة بيوت الدوار كما فعلت السلطات المحلية والمنتخبة بدرب الجران بالزمامرة. وطالب سكان وشباب القرية، بالتسريع بتنفيذ مقرر الوزارة الوصية الرامي إلى القضاء على البيوت القصديرية لتجنيبهم مآسي أخرى، إذ يكتسي الدوار نفسه سمعة سيئة من خلال احتضانه لتجار المخدرات والكحول. وأكد رئيس المجلس الجماعي أن المشكل في طريق التسوية، إذ أن المجلس والسلطة الإقليمية يلتقيان دوريا مع شركة «إدماج» لإيجاد حل نهائي لمشكل حوالي 15 ألف نسمة بتهييئ حوالي 1130 بقعة سكنية إضافة إلى مشروع إحداث سوق نموذجي. نواة جامعية تأخر مشروع إحداث نواة جامعية تابعة لجامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة، كثيرا، إذ ظل عدد من الطلبة والطالبات المنتمين للمدرسة العليا للتكنولوجيا، خاضعين للجوء الطلابي قسرا مدة تزيد عن ثلاث سنوات، قضوها بعيدين عن عائلاتهم. وتم افتتاحها بداية من الموسم الدراسي الجاري ووجد الطلبة أخيرا أنفسهم يتابعون دراستهم بمدينتهم قريبا من أسرهم. وخصص المجلس الجماعي غلافا ماليا يقدر ب 9 ملايين من الدراهم، لتجديد مرافق البناية القديمة الموجودة بشارع الجيش الملكي التي احتضنت المدرسة العليا للتكنولوجيا في أفق إخراج مشروع المركب الجامعي المزمع إحداثه بمدخل المدينة. وصرح محمد صحابي، مدير المدرسة نفسها، أن رئاسة جامعة أبي شعيب الدكالي برمجت إحداث قطب جامعي على مساحة تقدر في 13 هكتارا يتكون من مجموعة من المؤسسات الجامعية، تأتي على رأسها في الأمد القريب، كلية متعددة التخصصات، ومؤسسات أخرى. ويتكون القطب الجامعي من مركب جامعي يضم مؤسسات تربوية وحي جامعي ومركب رياضي. وسيشكل هذا المركب الجامعي نواة جامعية، ستكون بمثابة قطار حقيقي للتنمية المحلية، بتنسيق مع عدد من الشركاء، في مقدمتهم السلطة الإقليمية التي تحرص على التنسيق بين بقية الشركاء وهم الجامعة والمجلس الجماعي والمجلس الإقليمي لسيدي بنور. الملعب والقاعة المغطاة يوجد الملعب البلدي وسط المدينة، ولم يعد يفي بالغرض الذي أنشئ من أجله، بعد تزايد عدد سكان المدينة وتزايد عدد الفرق الممارسة لمختلف الرياضات. وأصبحت الضرورة تقتضي إحداث ملعب كبير بمواصفات جديدة تستجيب لمتطلبات ممارسة مختلف الرياضات. وأكد مستشار جماعي أن المجلس خصص غلافا ماليا يقدر في مليوني درهم لإعداد دراسة خاصة بتجديد الملعب ومرافقه، تشكل إعادة هيكلة المستودعات والمرافق التابعة له وإحداث ملعبين للقرب معشوشبين بالعشب الاصطناعي، واحد قرب مقر المحافظة العقارية والثاني قرب إعدادية حمان الفطواكي. وظل مشروع القاعة المغطاة يراوح مكانه منذ 8 سنوات تقريبا، وأسال مدادا كثيرا وانتقدت عدد من الفرق المحلية خاصة الممارسة لكرة اليد التي تضطر إلى السفر للعب خارج المدينة وفرق كرة السلة والطائرة والرياضات الجماعية، كالكراطي والجيدو (انتقدت) التأخر غير المبرر من قبل المديرية الإقليمية للشبيبة والرياضة (سابقا) والوزارة التابعة لها. وانطلقت الأشغال بهذه القاعة التي تتسع ل3000 مقعد وتعد الأكبر على الصعيد الجهوي، سنة 2014 ورصد لها غلاف مالي يقدر ب 25 مليون درهم على مساحة 6 آلاف متر مربع. ولظروف ومشاكل ترتبط بالمقاولة المكلفة بالبناء، توقفت الأشغال ولم تستأنف إلا في بداية 2020، ووصلت نسبة تقدم الأشغال بها حسب المندوب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة السابق إلى 80 في المائة، لكنها اليوم وبسبب تقسيم الوزارة الوصية، أصبحت تابعة لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي. وأكدت مصادر تابعة للوزارة، أن المدير الإقليمي بتنسيق مع السلطة الإقليمية والمجلس الجماعي بصدد عقد اجتماعات دورية لاستئناف الأشغال التي تشرف على نهايتها.

سيدي بنور… التنمية المفقودة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شهادة طفل تكشف جريمة قتل

معرض للسيارات المستعملة بالقطب المالي للبيضاء

مقالات ذات صلة