حادثة قميص بولكسوت تفضح عشوائية غير مسبوقة في تاريخ النادي والشجرة التي تخفي غابة من الفوضى اعتقدنا أننا شاهدنا كل أنواع المهازل بالرجاء الرياضي، في حقبة الرئيس المستقيل عزيز البدراوي، لكن ما تابعناه خلال مباراة اتحاد طنجة، أول أمس (الأحد)، لحساب الجولة 26 من البطولة الوطنية، سابقة في تاريخ النادي، وإساءة لكل مكوناته. وبينما تحاول جماهير الرجاء لملمة جراحها، والخروج من صدمة تدني النتائج خلال هذا الموسم الكارثي، سقطت في مهزلة جديدة. يمكن إقناع محبي الفريق أن البدراوي لم يتمكن من إخراج النادي من أزمته المالية، ويمكن أن يتفهموا أن الرجل لا يفقه في التسيير الرياضي، ويمكن تقبل أن الظروف لم تسعفه، بعدما فشل في الانتدابات، لكن كيف يمكن إقناع الرجاويين أن النادي لا يتوفر على قميص بديل للاعب محمد بولكسوت، ما دفعه لارتداء قميص زميله مهدي بوكاسي، خلال مباراة طنجة! هل وصلت العشوائية واللامبالاة في الرجاء حد الإساءة لشعار النادي وتاريخه إلى هذا الحد؟ وماذا لو وجد اتحاد طنجة مخرجا قانونيا للمطالبة بخسارة الرجاء نقاط المباراة بسبب هذا الخطأ الفادح؟ وكيف سيرد مكتب الرجاء على من أولوا هذا الخطأ بالرغبة في خسارة المواجهة لفائدة طنجة؟ ما وصل إليه النادي، في جميع المستويات، وفي ظرف وجيز، كارثة حقيقية، تتطلب وقفة جدية من كل مكوناته، للإجابة عن العديد من الأسئلة الحارقة من قبيل: كيف وصل التسيير داخل النادي إلى هذا العبث؟، ومن يتحمل المسؤولية؟... أسئلة تنتظر أجوبة من منخرطي النادي وجماهيره الجمعة المقبل، خلال الجمع العام، والذين سيقابلون خلاله أيضا بتقرير مالي أسود، بلغت فيه الديون سقفا خطيرا. حادثة قميص بولكسوت في مباراة طنجة، شجرة تخفي غابة من الأخطاء المسيئة للنادي، والتي رافقته طيلة هذا الموسم، الذي اعتبره بعض الرجاويين الأسوأ في تاريخ الفريق الأخضر، إذ طغت عليه العشوائية رياضيا وتقنيا وتسييريا. ما ذنب الرجاويين الذين يضخون في خزينة النادي سنويا، ما يقارب مليارين، ليشهدوا على هذه المهازل، بل يضحون بالغالي والنفيس في سبيل دعم فريقهم، ليروه في النهاية عرضة لـ «التبهديل» عالميا، بسبب عبث أشخاص لا يفقهون في أي شيء! العقيد درغام