جرائم هزت البيضاء : بائع الخمر أمام باب مسجد

الجاني كان يضلل الأمن ببيعه العطور والكتب الدينية اعتبرت هذه القضية من أكبر القضايا التي أثارت الرأي العام بسوق القريعة قبل سنتين تقريبا، عندما ضبطت المصالح الأمنية بائعا للخمر من أمام باب مسجد، بعدما استعصى عليها ذلك لأيام طويلة. لم يكن يعلم أحد من المقربين من محمد أن الأخير يأخذ من تجارة الخمر دخله الوحيد، علما أنه كان إنسانا "متدينا"، وكان يصلي صلواته الخمس في المسجد المذكور، إذ كان يتبع طرقا ذكية لجلب الراغبين في اقتناء الخمر، ويبعدهم عن الشبهات بطرق خبيثة. كان محمد يريد الابتعاد عن الشبهات ودوريات الشرطة، التي غالبا ما تبتعد عن المساجد، بحكم أن فيها أناسا يصلون ويجتنبون الخبائث، ولا علاقة لهم بالجريمة أو بالمخدرات أو ما شابه، إذ كان هذا هو منطلق محمد لترويج سلعته الممنوعة.كان محمد يجلس أمام باب المسجد وبيده أكياس سوداء، لا يعرف ما بداخلها سوى هو، إذ اعتقد الكثيرون من الناس أنه يبيع الروائح أو شيئا من هذا القبيل، ولا يقدر أحدا على الاقتراب منه أو الشك فيما يقوم به، قبل وبعد الصلاة. لكن دوام الحال من المحال، إذ بدأت تجارة محمد تتسع عند سكان المنطقة، الذين باتوا يعرفون أنه يبيع الخمر أمام المسجد، دون علم أحد، وبدأت الشكايات تتوالى على الشرطة، وطلبات البحث والتحقق بخصوص يبيعه محمد أمام المسجد.في خضم التحقيق والبحث، لم يتضح لرجال الشرطة أن محمد يبيع الخمر، إذ ضبط في عدد من المرات يبيع شيئا آخر، كطريقة لتمويه الشرطة أنه "يسترزق الله"بكتب الذكر وبعض الروائح الزكية، غير أنه يخفي من ورائه تجارة أخرى.أمام استغراب الشرطة وكثرة الشكايات، علم رجال الأمن أن هذه الشكايات لا يمكن أن تأتي من فراغ، رغم أن بحثهم وتفتيشهم لمحمد في بعض الأحيان، لم يسفر عن شيء، واتضح لهم أن الأمر لا يتعلق بالخمر كما يدعي السكان، بل إنه يبيع الروائح وبعض كتب الذكر. وأمام هذا الوضع أراد رجال الأمن تعميق البحث بإرسال رجال بزي مدني، لاستدراج محمد، ليبوح لهم بما يتاجر فيه، ويعتقلونه متلبسا ...لكن حتى هذه الطريقة لم تنفع، إذ كان بحوزة أحمد كتب وروائح طيلة اليوم، إذ كان يقدمها للزبائن في كل مرة يطلبون فيها سلعته، قبل أن يشعر برغبة المشتري باقتناء قنينات الخمر، ويقتنع ويتأكد أنه ليس من الشرطة أو ما شابه. ذكاء محمد كان لابد أن ينتهي يوما، لأن المجرم لابد أن يرتكب خطأ في يوم ما. في مساء أحد الأيام، أرادت الشرطة إرسال رجال طيلة 24 ساعة، لمحاولة ضبط محمد متلبسا، وهو يسلم قنينة خمر إلى أحد المستفيدين، ما تأتى لهم بعد أيام من البحث، ليكتشفوا أنه يحمل أكياسا متنوعة، منها ما يتوفر على الخمر، ومنها ما يتوفر على روائح كثيرة.هذه القضية هزت سكان المنطقة، وزادت من مخاوفهم، بحكم أن محمد لم يكن ذلك الشاب المجرم الذي تظهر عليه علامات السكر أو تناول المخدرات، بل كان ذلك الشاب المتواضع الخلوق، الذي يصلي صلواته الخمس في المساجد ... كانت فعلا صدمة السنة.

جرائم هزت البيضاء : بائع الخمر أمام باب مسجد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دعوة إلى مأسسة الحسانية بالعيون

مغربيات على عرش قلوب مشاهير : بشرى "بنت سبعة رجال" أسرت قلب فان بيرسي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات