ضحية خطأ طبي تلفظ أنفاسها بعين السبع

الأم: طبيب عمومي طلب مني نقل ابنتي إلى مصحة خاصة بعد أن سلمته ألفي درهم استفاق سكان دوار الوسيط بمقاطعة عين السبع بالدار البيضاء، فجر الجمعة الماضي، على نبأ وفاة الشابة سعيدة صبر (38 سنة)، التي لفظت أنفساها الأخيرة، بعد صراع طويل مع أورام السرطان التي انتشرت، بسرعة، في أنحاء من جسمها، بسبب خطأ طبي حولها إلى هيكل عظمي ملقى على سرير. وخلفت وفاة سعيدة صبر استياء وسط جيرانها وجمعيات الحي وسكان المنطقة الذين تابعوا عن كثب مراحل ذبول فتاة في مقتبل العمر والصحة، كانت المعيل الوحيد لأسرتها المكونة من شقيق عاطل وأم وأب اسكافي ويقطنون ببراكة صغيرة، قبل أن ينهار كل شيء في لحظة شره طبي، حين اختار طبيبها المعالج نقلها من مستشفى عمومي إلى مصحة خاصة يعمل بها، للاستفادة من التأمين الصحي. وتحكي أم الضحية، في فيديو مصور تتوفر «الصباح» على نسخة منه، أن معاناة ابنتها، التي كانت في صحة جيدة وتستعد للزواج، بدأت حين توجهت في أحد الأيام إلى حمام شعبي وتحسست ورما صغيرا قرب ثديها، «اقترحت عليها أن نتجه إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالحي المحمدي من أجل استشارة طبية». وفور وصول الأم والضحية، استقبلهما طبيب مختص في أمراض النساء والتوليد (ذكرته بالاسم) الذي قال لها بعبارة صريحة إن ابنتها تعاني ورما سرطانيا يتطلب نقلها إلى مصحة خاصة لإجراء عملية جراحية مستعجلة، بعد أن تأكد أنها منخرطة في صندوق الضمان الاجتماعي، «قبل أن يطلب مني مبلغ ألفي درهم لم أعرف لماذا، لكن سلمته له في الحال».وقالت الأم، التي كانت تجلس على طرف سرير يضم هيكلا عظميا لابنتها، إنها سارعت في الوصول إلى المصحة (ذكرتها بالاسم)، حيث جرى تسجيل بياناتها في انتظار وصول الطبيب نفسه الذي تكفل بإجراء العملية الجراحية التي كلفت مبلغ 8 آلاف درهم. وأكدت الأم أنه في الوقت التي كانت تنتظر تحسن حالة ابنتها، حسب تطمينات الطبيب الذي قال لهما إن العملية عادية وكللت بالنجاح بعد إزالة الورم من الثدي، جاء من يخبرها أن عليها نقلها إلى الجناح 40 بمستشفى ابن رشد لإجراء مزيد من الفحوصات والكشوفات الطبية، «ملي وصلت بالبنت، شافها واحد الطبيب، وعطانا ورقة ديال الدوا فيها 140 ألف ريال». وأكدت الأم أن جميع محاولاتها لتدبر هذا المبلغ الضخم باءت بالفشل، في حين كانت حالة ابنتها تزداد تدهورا وجسدها يزداد ضمورا، قبل أن تعود أدراجها إلى الطبيب المعالج بمستشفى ابن رشد الذي أشر لها على أدوية بأسعار أقل وبالمفعول نفسه، وهو المبلغ الذي استطاعت أن تتدبره بمساعدة محسنة. وبين بحث مضن عن مصاريف الدواء، ومواعد طويلة أمام أبواب المستشفيات، كان الورم الخبيث قد انطلق للانتشار في جميع أنحاء الجسم، حتى استقر في العمود الفقري، إذ أصيب الضحية بشلل كلي، أقعدها الفراش لعدة أيام، وكانت والدتها وشقيقها من يتكلفان بحاجياتها، حتى الطبيعية منها، في مشهد مؤلم نقلته كاميرا الفيديو.وبعد صراع طويل مع الألم والمرض، لفظت سعيدة صبر أنفاسها، أمام عيون والدتها التي بكتها بحرقة وضمتها إلى صدرها للمرة الأخيرة، في وقت فشلت كل المساعي مع طبيب أمراض التوليد والنساء الذي رفض استقبال العائلة، مؤكدا أنه لا يتحمل أي مسؤولية في ما جرى.وتدخل المركز المغربي لحقوق الإنسان، محملا الطبيب مسؤولية وفاة الشابة سعيدة صبر، متهما إياه بابتزاز المرضى وتحويل المستشفى إلى مصحة خاصة، إذ «يطلب مبالغ مادية من أجل القيام بالعمليات الجراحية كما يقوم بترحيل المرضى المؤمنين إلى مصحة خاصة».يوسف الساكت

ضحية خطأ طبي تلفظ أنفاسها بعين السبع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عصابة تتسبب في وفاة طفل بالبيضاء

نزاع بين أسرتين بمكناس ينتهي بجريمة قتل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات