كسب الوداد روح المباريات الكبيرة، وحافظ على نواة مجموعته التي قادته إلى منصات التتويج محليا وقاريا، في آخر خمس سنوات، وعلى أسلوب التسيير الذي صعد به إلى ذلك. وحتى عندما يصطدم الوداد بظروف صعبة، أو يخطئ أحد أفراده، لاعبا كان، أم مدربا، أم مسيرا، فإنه يعرف كيف يخرج منها سالما، بفعل تعدد نقاط القوة فيه وقدرته على تجديد نفسه باستمرار، لذلك لم يتأثر بتغيير المدربين، ورحيل لاعبين، أو غيابهم. كما أن أهداف الوداد، جعلته متطلبا وقويا في انتداباته، بدليل الفارق الذي يصنعه لاعبون يقضون موسمهم الأول في الفريق، مثل أرسين زولا ويوسف المطيع وجونيور صامبو. هذه المقومات هي التي خانت الجيش والرجاء بالضبط، فالأول ظل يقيس قوته في مباريات البطولة الوطنية، وفي دور المجموعات، لكن هذا المقياس خادع، وأعطى تقييما خاطئا له، ولجماهير النادي، التي بدت مذهولة، بإقصاء فريقها أمام اتحاد العاصمة. وجلب الجيش الملكي لاعبين لديهم تجربة الألقاب حقا، وشكل مجموعة متجانسة، بها لاعبون جيدون، لكنه وضعها بين يدي مدرب لم يسبق له أن فاز بأي لقب. فبغض النظر عن بعض الاختيارات، تبين أن المدرب فيرناندو داكروز لا يستطيع رفع الضغط عن لاعبيه في المباريات الكبرى، أو تحمله بدلا عنهم، كما يفعل مدربون آخرون، مثل عبد الحق بنشيخة، كما لم يقدم لهم حلولا في الظروف الحرجة، والنتيجة أن الفريق يعجز عن تحمل ضغط المرحلة الحاسمة من الموسم، كما لم يستطع الفوز في المباريات الكبرى. فهذا النوع من المدربين يصنعون فرقا جميلة، لكن ليس فرقا تفوز بالألقاب. وماذا عن الرجاء؟ في الوقت الذي يتعين على الرجاء دخول أي موسم للمنافسة على جميع الألقاب، فإن مجموعته الحالية، بلاعبيها ومدربيها ومسيريها، تعطي انطباعا بأنها مازالت في طور البناء. صحيح أن الرجاء يدفع ثمن تغيير الفريق، عوض تعزيزه، بعد رحيل أغلب عناصر الموسم الماضي، وجلب 16 لاعبا دفعة واحدة، من قبل المكتب الحالي، بعضهم لم يقدم الإضافة، لكن الأخطر من كل ذلك أن النادي يدفع ثمن تعرضه، طيلة سنوات، لعملية تفقير، وتقزيم، وإهمال للاستثمار، حتى بدا اليوم عصيا على الإصلاح، سواء على البدراوي، أو غيره. غريب. عبد الإله المتقي