جرائم هزت البيضاء : قاتلــة والديها المجــرمين

عائشة أطلقت النار على والديها قبل أن تعرف أنهما غير حقيقيين بعدما نزعوا رحمها دون علمها لم تكن عائشة تعتقد يوما أنها ستشهر السلاح في وجه والديها، اللذين ربياها، وأحسنا تربيتها، لتكون عاقبتها غير التي حلمت بها يوما. كانت عائشة البالغة من العمر 25 سنة، تقطن في حي راق بالبيضاء، قبل أربع سنوات، مولوعة بالاقتصاد، إذ دخلت مدرسة عالية الجودة لتحصل على دبلوم يؤهلها للعمل في شركات والدها ميسور الحال ، والذي كان يجني أموالا طائلة من صفقاته. عاشت عائشة حياة الرفاهية والغنى، إذ لم تشعر يوما من الأيام بالخصاص المادي أو المعنوي، بحكم المتابعة الدقيقة والمستمرة لوالديها طيلة الوقت، لدرجة أن والدها كان يتعقبها أينما حلت وارتحلت، لتتفاجأ بحضوره دون علمها لأماكن كانت ترتادها رفقة أصدقائها. وككل العائلات، لم تخل عائلة عائشة الصغيرة من بعض المناوشات بين البيت ووالديها، إذ كانت في كل مرة تحتج على متابعتهما لها بشكل، يجعلها تعتقد أنهما معها في كل مكان ذهبت إليه، غير أن تلك الخلافات لم تكن لتصل إلى حد القتل. في يوم من الأيام، وكباقي الفتيات، تعرفت عائشة على مراهق في سنها، لتتطور علاقتهما إلى حب، ومن ثم إلى علاقة غير شرعية... ومن هنا تبدأ المعاناة، والعد العكسي لجريمة هزت البيضاويين، ومازالتآثارها محفورة في ذاكرة عائلة عائشة الكبيرة. لم يكن يعرف معاد، الشخص الذي أحبته عائشة، أنه سيكون السبب في أبشع جريمة آنذاك، رغم أن عائشة كانت تشتكي له حالها رفقة أبويها، اللذين كانا يتعقباها أينما حلت، غير أنه استمر في مضاجعتها ومحاولة التقليل من أهمية الموضوع. في ليلة من الليالي، أصيبت عائشة بالغثيان في بيتها الفاخر، قبل أن يحملاها والديها إلى الطبيب، الذي صدمهما بحملها في شهرها الأول.وعند إبلاغ عائشة واستفسارها عن الموضوع، فرحت وتمسكت بحبها لمعاد، الشاب الفقير الذي لا عمل ولا مدخول له، لينفجر والداها غضبا، وطالباها بإسقاط الجنين فورا ودون تردد، وعدم مقابلة معاد مجددا. لم تستسغ عائشة عقوبة والديها، بتركها في البيت طيلة النهار، وهم اللذان كانا يمنيان النفس ببنت تخلف والدها في أعمال الإدارة والشركات الكبرى، غير أن حبها لمعاد، جعلها تغير المسار كليا، وتطلب منهما الزواج به، بعدما اكتشف أمر حملها.من الجهة الأخرى، لم يكن معاد يعلم بحمل عائشة، إذ اضطرت إلى إخفاء الأمر عليه، لكي لا يتعرض لمناوشات والديها، اللذين وجدا طبيبا سيتكلف بإجهاضها بمبلغ مالي محترم، رغم رفضها القاطع، ما جعلها تفكر في الانتحار في مناسبتين، قبل تدخل الطبيب وإنقاذ حياتها بأعجوبة، بعدما أكلت السم. وأمام حيرة الوالدين، قررا منحها أقراصا منومة، قبل حملها إلى الطبيب الذي سيجري لها عملية الإجهاض، التي تمت بنجاح ودون علم عائشة، التي ستكتشف الأمر مباشرة بعد استفاقتها لتصاب بالجنون الحقيقي، والصدمة العظمى، التي ستحول حياتها إلى جحيم.لم ترغب عائشة في تقبل هذا الوضع، لتطلب استشارة طبيب آخر، الذي قال لها إن والديها نزعا لها رحمها أثناء عملية الإجهاض، لكي لا تعاود الكرة، وعقوبة لها على حملها من شاب فقير، أحببته بقوة. وأمام الغضب الشديد، وحالة الهيستيريا التي وصلت إليها الفتاة، قررت عائشة التخلص من والديها، إذ ذهبت إلى المنزل، وأخذت بندقية صيد في حوزة والدها، لتطلق النار دون تردد، وبابتسامة عريضة، على والديها، قبل أن تتصل بالشرطة، وتبلغهم أنها ارتكبت أفضع جريمة ممكنة... قتل الوالدين. وبعد تحقيقات الشرطة، عرفت عائشة أن من قتلتهما لم يكونا يوما والديها الحقيقيين، وإنما عائلة ربتها بعدما تخلت أمها الفقيرة عنها بعد ولادتها مباشرة، لتصاب عائشة بالحمق، وتعالج من قبل طبيب نفساني متخصص، إذ أرادت بعد ذلك البحث عن والدتها الحقيقية، غير أن جدران المصحة العقلية منعتها من ذلك. إعداد: العقيد درغام

جرائم هزت البيضاء : قاتلــة والديها المجــرمين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مذكرات قــــاض : التعليل يبعد القاضي عن التحكم والتعسف

السجن المؤبد لمتهم بالقتل العمد بمكناس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات