سوق “الثلاثاء” بالحسيمة “يحتل” فضاءاته المجاورة

الحركة التجارية الكثيفة التي يعرفها السوق في هذا الشهر تعرقل المرور يعتبر سوق « الثلاثاء « بالحسيمة، المحرك الرئيسي للرواج التجاري في المدينة. وكان السوق في مرحلة الستينات وبداية السبعينات، ينعقد كل يوم ثلاثاء، وكان يجسد هوية سكان الإقليم، قبل أن يصبح سوقا يوميا يؤمه المستهلكون بطريقة مستمرة. وأصبح السوق نفسه ملاذا حقيقيا للمستهلكين الذين يتبضعون منه ما يكفيهم لمدة أسبوع ، أو منهم من يلجه يوميا، كما هو الحال في شهر رمضان الأبرك. وتعرض داخل سوق «الثلاثاء» خلال الشهر نفسه، منتوجات متنوعة تنتمي إلى صنف الصناعات الغذائية، ومعروضات الخضر والفواكه، التي خصصت لها مساحات شاسعة، وتعرف إقبالا منقطع النظير، بداية من التاسعة صباحا إلى حدود السادسة مساء.ويفترش العديد من التجار داخل السوق، الأرض، في الوقت الذي اختار البعض، وضع الخيام، التي لم تعد قادرة على ضمان طراوة هذه المنتوجات. ويشهد السوق خلال شهر رمضان حركة غير عادية، بسبب إقبال المواطنين على شراء الخضر والفواكه والتمور والسمك ولوازم هذا الشهر، ماجعله يدخل في حركية غير مألوفة، يهدف من ورائها التجار الزيادة في مداخيلهم. وتتجه أنظار سكان الحسيمة نحو هذه النقطة التجارية الأولى بالمنطقة، وهو السوق الذي يؤمه المواطنون في مثل هذه المناسبات الدينية، بعد أن عجزت الجماعة الحضرية عن خلق سوق نموذجي عصري بالمدينة، لتفادي متاعب المواطنين الذين يتبضعون منه. ويعد سوق «الثلاثاء» نقطة تجارية بامتياز، يقبل عليه السكان من أحياء سيدي عابد وباريو حذو ومرموشة وتغانيمين وميرادور وظهر مسعود وتلايوسف، وغيرها من الأحياء، وكذا من المناطق المجاورة للمدينة مثل أجدير وإزمورن، إذ تحدو الجميع الرغبة في شراء مختلف السلع والمواد، خاصة المرتبطة بشهر رمضان، ومن بينها التين المجفف الذي تعرف به المنطقة، والدجاج بنوعيه البلدي والرومي والتوابل والسمك بمختلف أنواعه والفواكه على اختلاف أصنافها ومواد غذائية أخرى. ورغم أنه يشكل موردا مهما للمجلس البلدي للحسيمة، فإن سوق «الثلاثاء «، لايحظى بأي اهتمام يذكر، حتى أن أرضيته تتحول إلى مستنقع من الوحل في الأيام الممطرة، مع انبعاث روائح كريهة، تخترق جسم المستهلك، وتسبب له متاعب كثيرة، وتحول دون تبضعه في ظروف ملائمة. ويضم السوق عشرات الدكاكين التجارية، إضافة إلى العديد من الباعة المتجولين الذين يعرضون سلعهم خارج السوق. وتتعدى الحركة التجارية الكثيفة التي يعرفها سوق «الثلاثاء» يوميا خلال شهر رمضان، مرافقه إلى الفضاء الخارجي له، مما يساهم بشكل كبير في عرقلة المرور. ويتحول الفضاء الخارجي للسوق، خلال هذه الفترة، إلى سوق مفتوح لبيع المواد الغذائية والحليب ومشتقاته، وكل أشكال الفطائر والنشويات والخبز والشباكية التي أضحت تجارتها حرفة من لاحرفة له في هذا الشهر المبارك. ويتربص العديد من الوسطاء بالفلاحين بالفضاء نفسه، إذ يشترون منهم تلك المنتوجات بأسعار أقل مما هو معمول بها، ويبيعونها بثمن مضاعف، خاصة المنتجات المحلية كالتين وفاكهة الصبار والعنب. وفي جولة قصيرة بالسوق وفضائه الخارجي، تشد انتباهك «الشهيوات الرمضانية « التي يعرض بعضها فوق طاولات بالشارع العام الذي يتحول إلى محل لبيع المواد الغذائية والحلويات والخبز. وارتفعت أسعار بعض المواد الغذائية كالتمور والسمك، وشوهد إقبال كبير من قبل المواطنين على السلع والمواد المستعملة لتحضير الوجبات والشهيوات، كالعسل والعصائر التي يكثر الطلب والإقبال عليها خلال رمضان. ورغم ارتفاع أسعار بعض المواد، يبقى سوق «الثلاثاء» بالحسيمة وجهة مفضلة لسكان المدينة خلال رمضان، نظرا لموقعه المتميز وشهرته، ولتلبيته حاجة المواطنين من اللحوم البيضاء والفواكه المجففة والزيتون والبرتقال والأسماك الطرية، خاصة السردين والشرن والباجو، وهي أكثر الأسماك استهلاكا من طرف شريحة عريضة من سكان المدينة، إلى جانب الفطائر والقطاني. ويتوافد على السوق منذ الساعات الأولى من صباح كل يوم من أيام رمضان، سكان القرى والمداشر المجاورة لمدينة الحسيمة، يحملون سلالا مملوءة بالخضر والفواكه وبمنتجات محلية كالطماطم وفاكهة «الباكور»، يعرضونها للبيع بالتقسيط أوالجملة في الفضاء الخارجي للسوق. ويتحول جانب من الفضاء الخارجي للسوق، إلى مكان لبيع الدجاج البلدي الحي والأرانب، ويعمد المواطنون إلى ترييشها في محلات بيع الدجاج الرومي داخل السوق. وتعرض العديد من الفتيات والأطفال الذين يستغلون المدخلين الرئيسيين لسوق الثلاثاء، الفطائر والخبز المصنوع من القمح أوالشعير، وتعرف هذه المواد إقبالا منقطع النظير من قبل المواطنين الذين يتهافتون على شرائها قبل أذان المغرب. وأكد العديد من المواطنين أن سوق الثلاثاء تعرض داخله وخارجه كل أنواع الخضر والفواكه والأسماك التي وصفوا جودتها بالعالية، وأن هذه الخضر والفواكه تكون طرية، إذ يتم اقتناؤها بالجملة، من القرى المجاورة لمدينة الحسيمة، كسهل النكور وسنادة وتمسمان. ويعمد العديد من التجار والفلاحين إلى عرض التين الطازج وباكورته خلال شهر رمضان بالفضاء الخارجي للسوق، بثمن يتراوح بين 25 و40 درهما للكيلوغرام الواحد من هذه المادة التي يعشق سكان الحسيمة تناولها مع الحريرة، وهي عادة لدى السكان ترسخت لديهم منذ أواخر السبعينات. ويصطف بائعو «الباكور» وراء سلات ملأى بها، ويؤكدون أن هذه السلعة تشهر نفسها بنفسها. كما يعرف السوق انتشارا واسعا لبائعي «الهندية «. ويختلف ثمن هذه الفاكهة التي تنتج في المنطقة، باختلاف عدة معايير من أبرزها الجودة وفترة وكمية العرض، ذلك أن ثمن الكيلوغرام من « الصبار « يصل 10 دراهم. وإذا كانت بعض الأسر بالمنطقة تنتظر إنزالا للمواد الغذائية بالسوق خلال هذا الشهر المبارك، على غرار السنوات الماضية، حتى تضمن تدبير شهر رمضان في أحسن الظروف وبأقل التكاليف، فإن أسرا أخرى تجد حرجا وصعوبة في التغلب والتكيف مع المصاريف الكثيرة التي يتطلبها شهر رمضان. الطلب يكثر على القطاني في رمضان يشهد السوق رواجا كبيرا للسلع المهربة على اختلافها، والتي يتم تصريفها بالسوق، خاصة العسل والمصبرات. ويزيد تنوع البضائع وانخفاض أثمانها من شهية المستهلكين لاقتنائها. وأكد العديد من المواطنين أن الطلب يكثر على القطاني ومواد أخرى تدخل في تهييء الحريرة التي لايمكن للصائم أن يستغني عنها كالحمص والعدس والطماطم التي تعد العنصر الأساسي في إعدادها، بالإضافة إلى البيض والأسماك. وبمدخل سوق «الثلاثاء» توجد محلات لبيع الأسماك بمختلف أنواعها، إذ تعرف هذه المحلات إقبالا منقطع النظير، باعتبار أن سكان الحسيمة، تعودوا على تناول الأسماك المقلية مع موعد الفطور، إذ لا تكاد تخلو منها أي مائدة حسيمية. جمال الفكيكي (الحسيمة )

سوق “الثلاثاء” بالحسيمة “يحتل” فضاءاته المجاورة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عـدد الشيكـات المرفوضـة ناهـز 655 ألفـا

شاشات مسطحة وأفرنة وثلاجات "هدية" الشقق المؤقتة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات