شبكة سرية تخدع حالمين بالهجرة والسلطات تتدخل لإنقاذهم في ما يشبه مقالب الكاميرا الخفية، تخلت شبكة للهجرة السرية على عشرات المهاجرين في عرض البحر، زوال أول أمس (السبت)، بشمال ميناء أكادير، إذ فرت إلى وجهة مجهولة، وتركتهم يواجهون مصيرهم لوحدهم، بعد تجريد قاربهم من المحرك، وهروب السائق رفقة أحد رفاقه، وظل المهاجرون مثل اليتامى داخل المحيط. ويتعلق الأمر بـ 43 مهاجرا سريا، استدرجوا من قبل إحدى شبكات الاتجار بالبشر، ومن الواضح أنهم دفعوا لأفرادها الملايين، إذ لا تقل تعريفة الهجرة عن 20 ألف درهم، في أحسن الأحوال، ويمكن أن تصل إلى 6 ملايين، فبعد أن تحرك القارب ودخل مياه المحيط، ادعى السائق تعطل محرك القارب. ومن أجل إصلاح العطب، توجب على السائق الاتصال بأحد معاونيه، من أجل جلب محرك آخر، أو إصلاح الذي بحوزتهم، غير أنه بمجرد وصول الشريك، قام السائق بنزع المحرك ونقله إلى القارب الثاني، وقفز إلى القارب بدوره، وفر رفقة شريكه تاركا 43 شخصا في عرض البحر. ولحسن حظ المهاجرين السريين أنهم لم يبتعدوا كثيرا عن اليابسة، ما مكن هواتفهم من الارتباط بشبكة الاتصال، إذ قام أحدهم بالاتصال بالشرطة على الرقم 19، وزودوها بالمعطيات المطلوبة من أجل إنقاذهم، إذ تدخلت باخرة الإنقاذ "الفتح"، على الساعة الواحدة زوالا لتنفيذ المهمة، ونجحت في إخراج الضحايا، دون أن تسجل خسائر بشرية في صفوفهم. وليست المرة الأولى التي يتم فيها النصب على المرشحين للهجرة، بل إن هذه الطريقة أصبحت مكشوفة بين "الحراكة"، إذ أن مسألة هروب السائق شائعة في هذا المجال، إذ أن بعض المهاجرين يمتنعون عن دفع المبلغ كاملا إلا إذا ركبوا على ظهر القارب، لكن هذه الشبكات تبتكر دائما أساليب جديدة للنصب، من قبيل ادعاء عطل في المحرك، واللجوء إلى قارب آخر للهرب. وأصبحت منطقة سوس حضنا لشبكات الاتجار بالبشر، إذ لا تمر أسابيع دون تفكيك شبكة في هذا المجال، إذ في فبراير الماضي تم تفكيك شبكتين الأولى بالمدينة، سقطت في يد رجال الأمن، عندما لاحظوا قاربا تقليديا قبالة الشريط الساحلي للمدينة، قبل أن تتمكن العمليات المنجرة من ايقاف 15 مرشحا للهجرة، من بينهم قاصر، تضاف إليها شبكة أخرى بمنطقة سيدي بيبي كانت تستعد لتنفيذ إحدى العمليات، بالاستعانة بقارب للصيد مزود بمحركين، وبجرار تابع لإحدى تعاونيات الصيد التقليدي، واعتقلت السلطات، أمين التعاونية وباقي المشاركين في العملية. عصام الناصيري