القمار يغزو البيوت والمقاهي بطنجة

الملاهي والمطاعم تتجاهل مذكرات السلطات المحلية وسلوكيات غير متناسبة وخصوصيات رمضان تغزوها شهر رمضان الفضيل في طنجة، لا يقتصر على العبادة والتردد على المساجد وزيارة الأحباب، بل يكون مناسبة للسمر وممارسة طقوس احتفالية حول موائد القمار والشيشة والمخدرات بمختلف أنواعها. فرغم أن السلطات المحلية، توجه كعادتها في كل سنة ، مذكرة إلى الحانات والملاهي الليلية والمطاعم المصنفة والمقاهي وغيرها بالمدينة، تخبرهم فيها بضرورة احترام هذا الشهر المبارك والتوقيت المنصوص عليه قانونيا، لا يأبه أصحاب المحلات بهذه التنبيهات المعتادة، إذ يعمد بعضهم، كلما حل شهر رمضان، إلى تحويل محلاتهم إلى أوكار تمارس فيها أعمال غير مشروعة تدر عليهم أرباحا إضافية جديدة. وتبرز بالمدينة، في الشهر الفضيل، العديد من السلوكيات غير المتوافقة مع خصوصياته، إذ تطفو على السطح بشكل لافت ظاهرة القمار وتتسع لتشمل جل المقاهي والنوادي وبعض البيوت الخاصة، التي يستغل أصحابها المناسبة لتحويلها إلى فضاءات لممارسة طقوس احتفالية خاصة حول موائد القمار والشيشة والمخدرات بمختلف أنواعها. هذه الممارسات السلبية، التي كانت في ما مضى تقتصر على مقاه بعينها، أصبحت حاليا تشمل جل المقاهي وبعض المنازل المنتشرة بعدد من الأحياء، سواء الراقية أو الشعبية، مما خلف استياء وتذمرا كبيرين لدى سكان هذه الأحياء، الذين يرفضون مثل هذه الممارسات وتقدموا بشكايات متعددة لدى الجهات المعنية.اللافت للانتباه، أن أغلب رواد هذه الأماكن من أوساط الشباب والطبقات الفقيرة وذوي الدخل المحدود بالمدينة، الذين يبذرون أموالهم في القمار على حساب أسرهم، ما يؤدي إلى انعكاسات سلبية تشكل خطرا حقيقيا على المنظومة الاجتماعية بكاملها، وتسفر، في أحسن الأحوال، عن تدمير القدرة الشرائية لأسر وعائلات وتشريد أبنائها.فبعد أن كان القمار يقتصر في طنجة على مقاه توجد في أحياء شعبية، ولا تتعدى أنواعه «الرامي» و»البوكير» و»البارشي» و»الكارطة البلدية» في بعض الأحيان، أصبح اليوم يأخذ بعدا كارثيا ويزاول في مقاه راقية تعمل لحسابها وتسمح للمقامرين بقضاء ساعات تمتد إلى ما بعد منتصف الليل في الأيام العادية، وحتى الصبح في أيام رمضان، أملا في الربح أو تدارك الخسارة.كما أضحت لعبة مطاردة الحظ، تمارس داخل منازل خاصة أحدثت في إطار سياسة ما أصبح يصطلح عليه بـ «تقريب القمار من المواطنين»، وتسير من قبل وجوه محترفة توفر للمقامرين كل ظروف الراحة من مستلزمات القمار وكؤوس الشاي والقهوى والسجائر... بالإضافة إلى منح المفلسين قروضا مقابل نسبة أرباح تصل إلى 20 في المائة من المبلغ المفترض، مع ضمانات الأداء التي تقتصر على عقود وملكيات أو سجلات تجارية أو شيكات توقع على بياض، إذ يجني مسيرو هذه المنازل أرباحا مالية مهمة تصل إلى ملايين السنتيمات في الليلة الواحدة.وذكرت مصادر «الصباح»، أن لجوء عدد من أصحاب المقاهي إلى تغيير أنشطتهم وتعويضها بمزاولة هذه الظاهرة المحظورة، جاء نتيجة انهيار تجارتهم وتدني مداخيل المقهى إلى معدلات ضعيفة جدا، إذ فرض عليهم الاتجاه لهذا النشاط، بعد أن هاجر معظم زبنائهم إلى مقاه تستعمل فيها الشيشة والمخدرات.وكانت فعاليات من المجتمع المدني دقت ناقوس الخطر وحذرت من تفاقم هذه الظاهرة الخطيرة داخل العديد من المقاهي والنوادي، التي تحولت إلى دور للقمار وأصبحت تمتهنه بمنطق يتحكم فيه الربح غير المشروع، منبهة إلى الأضرار الاجتماعية الممكن حدوثها في حالة استمرار غض الطرف من قبل السلطات المحلية، التي اعتبرتها شبه غائبة في هذا المجال، مطالبة بتفعيل لجان المراقبة وتعميمها لتحقيق النجاعة وزجر المخالفين. كما أرجع بعضهم قلة المراقبة، إلى غموض غير مفهوم، رغم أن أماكن هذه الممارسات معروفة سلفا للعموم، وتمارس داخلها ألعاب ومظاهر سلبية جدا من قبيل تعاطي المخدرات والشيشة، مشددين على ضرورة الانتباه إلى خطر تطبيع الناشئة مع هذه الظواهر السلبية، وإلى حجم الأموال التي لا تستفيد منها الدولة وتظل خارج أي رقابة أو احتساب ضريبي.المختار الرمشي (طنجة)

القمار يغزو البيوت والمقاهي بطنجة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الخيم موضة الليالي الرمضانية

"الشيشة"... نشوة ما بعد الإفطار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات